محمد مجدى يكتب: معركة مصير
محمد مجدى
منذ ما يقرب من 5 سنوات، كانت بيدى «قنبلة» تؤثر على مصير وطننا الأكبر، وسط تصريح من كبير كهنة معادى الشعب المصرى بأن «مرشدهم» أكبر وأهم من «رئيس مصر»، لأصمت من فرط الذهول أنا وزميلتى دعاء عبدالوهاب، ونخرج من مكتب الأب الروحى فى العصر الحديث لقيادات جماعة الإخوان الإرهابية مهدى عاكف، ونحن نرى تصريحه ليست مادة تمثل «بطاقة مرور» من الجامعة، إذ أجرينا الحوار لمشروع تخرجنا، ولكنه فكر «سقيم» لدى قمة هرم جماعة تحكم مصر، ما يحملنا مسئولية عكس رؤية «الجماعة الضالة» لجموع المصريين.
«من سينشر هذا الحديث فى ظل حكم الجماعة الإرهابية؟!».. سؤال راودنا لقرابة أسبوعين، قبل أن نتواصل مع الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ محمد البرغوثى، مدير تحرير «الوطن»، الذى فور رؤيته لما لدينا من تصريحات، حتى استدعى الزميل أحمد غنيم، ليتوثق مما قاله «عاكف» من تسجيل اللقاء، ثم يعرض الأمر على الأستاذ مجدى الجلاد، قائد كتيبة تأسيس «الوطن»، ليقرر فوراً نشر الحوار، وليحدث ما يحدث، ليخرج الحوار للنور، وتعقبه التهديدات لنا من هنا، وهناك، حتى وصفتنا الجماعة الإرهابية بـ«السفلة»، لكن «المصلحة الوطنية» حتمت علينا كشف حقيقة «الإرهابيين» أمام الشعب دون خوف مما قد يحدث.
خضنا المعركة بشرف، رغم عدم شرف الطرف الآخر، الذى وصل به الحال لاقتحام جريدتنا، وحرقها، لكننا لم نستسلم، وتوالت المواجهات المتتالية مع «معادو الوطن».
ورغم تعدد قياداتنا، فإن «المصلحة الوطنية» كانت نبراساً نضعه صوب أعيننا فى كل كلمة نكتبها؛ فهذا الأستاذ محمود الكردوسى، رئيس التحرير التنفيذى، يوجه بألا يهمنا شىء دون كشف الحقائق التى تعلو راية الوطن، وهؤلاء الأساتذة محمود مسلم ومحمد البرغوثى، يعكسون خبراتهم العملية لنا، ويعلمون كيف نطور مهاراتنا، وعلاء الغطريفى، مدير تحريرنا السابق، الذى كان يقضى ساعات بيننا محاولاً تطوير فكرة لتخرج بشكل جديد يرتقى بعقول قرائنا الكرام حتى نشكل رأياً عاماً مجتمعياً يليق باسم «مصر»، ثم أعقبهم فى مرحلة لاحقة الأستاذان عيد حامد، وأسامة خالد، اللذان يواصلان مهام إدارة التحرير الشاقة.
معاركنا استمرت فى مواجهة «الإخوان» وغيرهم فى مواجهات لم نرغب خلالها سوى إعلاء راية بلادنا؛ فسواء قادنا الأساتذة مجدى الجلاد، أو محمود الكردوسى، أو محمود مسلم، كان «الوطن» هدفنا، سواء لنحارب مواطن الخلل، أو عكس جهود البناء فى مرحلة ما بعد «الإخوان»، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لنا؛ فكان واجباً علينا أن نرتقى بمهاراتنا، وقدراتنا، ليختار «مسلم» خياراً استراتيجياً بأن يتم التدريب، والتطوير، والتأهيل، لنواكب أحدث ما توصل إليه عالم الصحافة، ليس فى مصر فقط، ولكن فى العالم، لنتلقى دورات تدريبية متعددة ارتقت بقدراتنا بالشكل الذى جعلنا نتربع على عرش الصحافة العربية، وهو ما أكده حصولنا على أكبر عدد من الجوائز فى «جائزة الصحافة العربية».
ولم يكفنا ذلك؛ فنختار «خياراً استراتيجياً» آخر بأن نطور من جريدتنا الغراء، حتى تكون بالشكل الذى يليق بمصر، وقرائها الكرام.
ورغم اندثار «الجماعة الإرهابية»، فإن معاركنا مستمرة ضد الفساد، والظلم، ومحاولى هدم الوطن لنكون دائماً راية بناء تخدم مصلحة وطننا، ولنكن رقماً فاعلاً فى معادلة بناء مصر كما كنا دائماً.
وختاماً.. تحية تقدير واعتزاز، لمن قادونا فى قطاع الأخبار موجهين لتطوير موضوعاتنا، وقدراتنا فى كل العهود غير واضعين نصب أعينهم إلا «المهنية»، و«المصداقية»، و«الموضوعية»، فى قطاع يعتبر أخطر قطاعات الجريدة لحساسية القطاعات التى يغطيها، بحكم كونه المسئول عن «الدولة»، و«مؤسساتها».. تحية للأساتذة محمد المعتصم، وعبده زينة، وطارق صبرى، وطارق عبدالعزيز، وأخيراً وائل سعد، الذى يتحمل المسئولية حالياً.