مرضى قهروا الفيروس: «رحلة العلاج أسهل من زمان.. والحمد لله ربنا عفانا»
طبيب يوقع الكشف على أحد المواطنين
«الحمد لله، ربنا عفانى».. بهذه الكلمات البسيطة بدأ «أحمد عبداللطيف» حديثه عن رحلة العلاج من فيروس سى التى استمرت لنحو عامين، مؤكداً سعادته بالتغلب على المرض الذى كان يخشى أن يلازمه طيلة عمره كما كان الحال بالنسبة إلى والده، قائلاً: «والدى الله يرحمه كان مريض بفيروس سى، وعاش ومات بالمرض، لكن الحمد لله ربنا عفانى منه».
لم يعد فيروس سى بالخطورة التى كان يمثلها فى الماضى، حيث أصبح التغلب عليه أسهل فى ظل الإجراءات والبرامج العلاجية التى يتم اتخاذها لخفض نسب الإصابة والوصول إلى معدلات الشفاء العالمية.
يضيف «عبداللطيف» الرجل الثلاثينى الذى يسكن فى القليوبية، ويكسب رزقه من عمله عامل بناء فى إحدى شركات المقاولات الخاصة، أنه اكتشف إصابته بالفيروس بعد الكشف عليه مع عدد كبير من زملائه العاملين بالشركة نفسها، ليبدأ رحلة العلاج: «عملت فحوصات وتحاليل طبية، وبعدها أخدت 3 جرعات للعلاج على مدار3 شهور، وعملنا تحاليل جديدة، والحمد لله أكدت سلامتى من المرض»، كان يتمنى لو تتوافر الفرصة نفسها إلى والده ليتمكن من الشفاء، لكن الظروف لم تسمح له بذلك، متابعاً: «الله يرحمه، لو عايش دلوقتى علاجه كان هيبقى أسهل بكتير من أيامه».
«عبداللطيف»: «والدى عاش ومات بالمرض لكن ربنا قدرنى عليه».. و«يسرا»: «قلت أيامى فى الدنيا معدودة لكن رجعت أحسن من الأول».. و«سامح»: مجهود محترم
العديد من الحالات اكتشفت الإصابة بالمرض، وتمكنت من التخلص منه خلال فترة وجيزة، من بينهم إبراهيم محمد على، الذى تجاوز الخمسين من عمره، ويرعى أسرة مكونة من زوجة و3 أبناء، يقول: «صدمة عمرى لما عرفت إنى مصاب بفيروس سى، قلت أنا كده أيامى بقت معدودة، ومش هقدر على تكلفة علاجه، لكن الحمد لله بعد ما رحت لمركز العلاج وسجلت بياناتى، بدأت التحاليل والجرعات وفى ظرف أشهر قليلة رجعت زى الأول وأفضل»، يسكن «إبراهيم» فى حى الأسمرات بعد أن انتقل إليه من منطقة الدويقة التى أقام فيها لأكثر من 20 عاماً، خلال الأشهر الأولى من إقامته فى الحى الجديد اكتشف المرض بعد الكشف عليه فى المركز الصحى بالحى، وبدأ من هناك رحلة العلاج، يضيف: «قالوا لى انت عندك فيروس سى، وعرفونى أعمل إيه وأروح فين، ومادفعتش ولا مليم لأنى على قد حالى وعلى باب الله، رزقى ورزق أولادى من يوميتى فى ورشة لحام وحديد، يا دوب بتكفى مصاريفنا وأكلنا وشربنا».
جولات الكشف المبكر التى نظمها صندوق تحيا مصر بالتنسيق مع وزارة الصحة ساهمت فى إلحاق الكثيرين ببرنامج العلاج، يسرا عزيز التى تسكن فى شبرا، اكتشفت إصابتها عن طريق هذه الجولات منذ 3 أشهر فقط، وبعدها بدأت العلاج، تقول: «الحمد لله اكتشفته فى مرحلة مبكرة، الإصابة بدأت منذ أقل من سنة، والأطباء قالوا لى إن حالتى كويسة، وبدأت برنامج العلاج وحصلت على الجرعة الأولى والتانية»، باتت يسرا على بعد خطوات قليلة من التعافى من المرض تماماً، تقول الزوجة التى ترعى طفلين بالمرحلة الدراسية الابتدائية: «سعيدة بإن مصابى فيروس سى مابقوش يعانوا زى زمان، قابلت حالات كتيرة خلال فترة علاجى السابقة، وكلهم روحهم المعنوية مرتفعة وعندهم شعور بأنهم أقوى من المرض، وده بيعكس النجاح اللى بتحققه مصر فى مواجهة فيروس سى خلال الفترة الحالية».
أمام سيارة طبية تابعة لصندوق تحيا مصر، وتحمل لافتة مكتوباً عليها «مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس سى 2020» يقف سامح حسين، 33 عاماً، فى انتظار دوره للكشف عن المرض بالمجان، يقول: «عرفت إنهم بيكشفوا على المواطنين علشان اللى عنده فيروس سى يبدأ العلاج مبكر، وقلت آجى أتطمن على نفسى»، لا يعلم سامح إصابته بالمرض من عدمه، لكن قرر أن يطمئن، يضيف: «بصراحة حاجة محترمة وكويسة، وعرفت إن الحملات دى موجودة فى أماكن كتيرة، ولو المجهود ده موجود من زمان أكيد المرض ماكنش اتحول للصورة اللى بقى عليها فى مصر»، يعمل سامح محاسباً فى أحد مكاتب المحاسبة بمنطقة العباسية بالقاهرة، ويشيد بتلك الخطوات قائلاً: «الكشف مجانى والمعاملة محترمة وجيدة وعلى مستوى عالى، يا ريت كل مواطن يطمن على صحته علشان نقدر كلنا نهزم المرض».