سامي عبدالراضي يكتب: الانتحار.. السيناريو الأقرب لمذبحة الرحاب
سامي عبدالراضي
1- كتبت منذ أسبوعين عن مذبحة الرحاب وقلت: "لم يكن أحدًا هناك مع الضحايا ليقول إن الأمر قتل أم انتحار.. وأنا لا أملك القول بأن الجريمة انتحار ولا أملك أن أقول بأن الأمر قتل".
2- الكثير من المتابعين ومن خلال التصور وتشابك علاقات الضحية فكروا ومالوا إلى فرضية القتل.
3- مباحث القاهرة وضباط الأمن العام استجوبوا واشتبهوا واحتجزوا قرابة 30 من "المتعاملين والمختلفين" مع الضحية.. من بينهم رجال أعمال وأمن الفيلا وصاحبها وأصدقاء أبناء القتيل وصديقة مقربة جدًا من الابن الأكبر "محمد"، و5 من زملاء "محمد" كانوا معه حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الذي وقعت فيه الجريمة، وانتهى الأمر إلى جملة واحدة "لا يوجد ما يرتقي بالأمر إلى القتل".
4- معاينة النيابة والطب الشرعي "مجتمعين" أكدت أن هناك دماء على سجادة الصلاة بغرفة الأب، وبجوارها خيط من الدماء يقود إلى سرير مجاور للسجادة، سرير كان عليه جثته، كيف حدث ذلك؟ ولماذ تانثرت الدماء هكذا؟ قيادة رفيعة المستوى في وزارة الداخلية وأطباء بمصلحة الطب الشرعي شرحوا كيفية الحدوث وتحدثوا عن نوعية الطلقات المتسخدمة في الحادث.
5- في البداية.. الطلقات المستخدمة في الجريمة طلقات من عيار 22 مللي، وهي طلقات ضعيفة فعيار 9 مللي أقوى 38 مرة من عيار 22 مللي حسب تأكيدات أطباء شرعيين وضباط شرطة وأعضاء نيابة لي عن هذه المعلومة، والسلاح المستخدم هو مسدس بريتا "مسدس تدريب" كانت تحتفظ به الأسرة، ووصفه بعض زملاء ابن الضحية لضباط الشرطة في أثناء عملية البحث، والسؤال الآن كيف أصيب الأب بـ3 طلقات أو طلقتين، وكيف تمكن من إطلاق الرصاص على نفسه هكذا، وتأتي الإجابة من "خبراء الطب الشرعي وضباط المباحث" على النحو التالي:
6- الأب الضحية، كان يجلس على سجادة الصلاة وأطلق رصاصة من المسدس وكانت الطلقة الأولى في اسفل منطقة الفك -وهي منطقة قوية جدًا- ومع ضعف الرصاصة أحدثت إصابة لم تتجاوز 2 سنتيمتر، وبعدها تحرك الأب إلى السرير المجاور وأطلق رصاصة أخرى في الجبهة، واستقرت في المخ، وهي التي أنهت حياته، وهذه الرواية تؤكد أن الأب تخلص من أبنائه وزوجته ثم شرع في قتل نفسه.
7- تفريغ تليفون الأب تحديدًا، وتلقي تقارير من شركات الاتصالات أثبت أنه كان يتلقى اتصالات تليفونية ويرد على "واتس آب" حتى الثالثة وعشر دقائق عصر يوم الجريمة، لكنه توقف عن الرد على الاتصالات التليفونية وكذلك توقف عن الرد على الرسائل حتى الرابعة عصرًا.. ثم أغلق التليفون نهائيًا.
8- قيادة كبيرة في مباحث القاهرة قالت لي: " كيف يكون قتلًا ونقول انتحار.. كيف يضحي قرابة 40 ضابطًا من رتبة لواء إلى رتبة مقدم ورائد بتاريخهم ومناصبهم وسمعتهم وسمعة مباحث القاهرة بسبب جريمة؟ هل تصفق لهم القيادات أم يتم التنكيل بهم.. ما الموقف إذا ظهر "قاتل" في يوم ما.. مثلما حدث مع الممثلة حبيبة والتي ظلت محبوسة سنوات بتهمة قتل زوجها القطري.. إلى أن سقط أحد أفراد التشكيل المتهم بالقتل وهو يبيع ساعة في منطقة الجمالية، واشتبه به صاحب المحل واتصل وقتها بالمقدم مفيد محمد مفيد، وتم الكشف عن الجريمة ومحاكمة المتهمين وإطلاق سراح حبيبة.
9- ما نقلته في السطور السابقة معلومات وتصور من رجال مباحث وأطباء في الطب الشرعي، تحدثوا عن الجريمة وعن الرصاصات المستخدمة وعن التصور الخاص بالجريمة، وعن مديوينات الأب، وعن رسالة أرسلها لصديق له قال فيها: "والله العظيم.. أنا هجمع كل الناس اللي ليها عندي فلوس وأقولهم علي ظروفي، والله النهاردة حطيت المسدس على راسي عشان أموت نفسي"، ما نقلته في السطور السابقة موثقًا بأدلة وبتقارير فنية من الطب الشرعي، ومن مراجع الطب الشرعي وخبرات كثيرة لعدد من الضباط حول الفريق بين طلقة عيار 22 مللي وطلقة عيار 9 مللي.
10- القضية حتى الآن لم يتم تحديد ما إذا كانت قتلًا أو انتحار، المؤشرات تقول انتحار.. وكل التقارير الفنية والتحريات ومذكرة الطب الشرعي وتصوره.. ستكون جميعًا أمام نيابة شرق القاهرة اليوم أو خلال يومين مقبلين، ومن بعده سيتم عرض الأوراق جميعًا مع مذكرة من نيابة شرق للنائب العام، وفي هذه النقطة ستتوقف عمليات البحث والتحري وعمل رجال المعمل الجنائي والطب الشرعي، لتقول النيابة العامة الكلمة النهائية.. ستقول قتل أو انتحار.. وعلينا أن ننتظر مجددًا.