"شهيد لقمة العيش".. حسين أبو عويضة ذهب لبيع المرطبات بغزة وعاد مقتولا
الشهيد حسين سالم أبو عويضة
يبحث قوت يومه في أي بقعة يشتد فيها الزحام، بين الناس في الأسواق أو الميادين أو حتى المعارك الضارية، فالأهم عند الرجل الأربعيني أن يعود في نهاية اليوم لصغاره بنقود تعينهم على اليوم التالي.
ففي غزة، ذهب إلى معركة البحث عن الرزق والرصاص يحاوطه، فعرفت واحدة "غادرة" منها موضعه فأصابته، وظل يصارع حتى استسلم للرحيل ولفظ أنفاسه الأخيرة، فجر اليوم السبت.
حسين سالم أبو عويضة، بائع مرطبات أو كما يطلقون عليه "بائع البراد" يبلغ 41 عامًا من العمر، ذهب بـ"عِدته" من حي الشغف بمدينة غزة الذي يسكن فيه إلى مظاهرات الغضب التي انطلقت في الرابع عشر من مايو الماضي، وعُرفت باسم "غضب السفارة" على الحدود الشرقية.
ذهب مُحملًا بغضب من فعاليات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس باعتبارها عاصمة لإسرائيل بحسب قول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبأمل العودة لأطفاله بنقود تعينهم على الحياة بعد بيع المرطبات التي لديه، إلا أنه عاد محمولًا بالإسعاف إلى مُجمع الشفاء نتيجة إصابته بعيار ناري في العمود الفقري.
وزارة الصحة الفلسطينية، أعلنت استشهاد أبو عويضة، اليوم، حسبما ذكرت وكالة "معا"، وقال دكتور ماجد الددح طبيب الجراحة العامة في وقت سابق، إن حالة أبو عويضة صعبة للغاية نتيجة إصابته برصاصة مباشرة في العمود الفقري أدت إلى قطعه بالكامل على مستوى الفقرة الصدرية العاشرة، إضافة إلى إصابة في البطن ووجود شظايا فوق الكبد والرئتين، فيما أعلن عن استشهاده، فجر اليوم.
وباستشهاد "بائع البراد" يرتفع عدد الشهداء إلى 116 شهيدا، فيما زاد عدد المصابين على 13 ألفا بينهم 335 جريحا في حالة الخطر.