بعد 10 أيام فى ماراثون الدراما مسلسلات رمضان فى ميزان النقاد
ماراثون الدراما الرمضانية
مباراة يتنافس فيها الجميع على الفوز باهتمام الجمهور وحصد لقب الأفضل، وبعد انقضاء الثلث الأول من دراما رمضان، أصبحت حسابات الرابحين والخاسرين فى سباق الكبار أكثر وضوحاً، وسط مؤشرات بنجاح توليفات درامية استطاعت أن تقدم محتويات مختلفة حازت على إعجاب المشاهدين، وعلى الجانب الآخر شهد الموسم حالة من التراجع لكثير من المسلسلات، مقابل صعود أعمال أخرى.
عادل إمام يتألق و«عز» مفاجأة.. والكوميديا فى أسوأ حالاتها
يرى الناقد محمود عبدالشكور أن الأعمال المشاركة فى الدراما الرمضانية، بقدر ما شاهد هذا العام، ليست على قدر المقارنة بالعام الماضى، حيث تخلو من الأعمال المهمة والمثيرة للجدل بشكل واضح، ولكن ذلك لا ينفى وجود عملين مهمين على مستوى عالٍ هما «أبوعمر المصرى» و«ليالى أوجينى»، متابعاً: يأتى بعدهما بمسافة أعمال تستحق المتابعة مثل «بالحجم العائلى»، و«رسايل»، و«اختفاء»، و«عوالم خفية» الذى جاء خارج التوقعات بعدما كان عادل إمام يدور فى حلقات مفرغة، حيث أصبح خلال المسلسل جزءاً من الأحداث وليس الدراما كلها كما كان معتاداً فى أعماله التليفزيونية السابقة.
«الليثى»: «رحيم» يذكّرنى بأكشن فريد شوقى والأجواء الشعبية
وتابع «عبدالشكور» لـ«الوطن»: «الكوميديا ليس بها شىء عظيم، كانت هناك بداية مبشرة لـ(الوصية)، إلا أنه خفت وأصبح عادياً، وبالطبع القوسان مفتوحان لتحمل عدد من الأعمال الكوميدية التى ليست على مستوى جيد، فطوال الوقت اعتدنا على مساحة كبيرة من التجريب فى الكوميديا».
وأشار «عبدالشكور» إلى أن التمثيل هو أقوى عنصر فى الأعمال الدرامية، موضحاً: «الثنائى أمينة خليل وظافر العابدين قدم دوراً جيداً فى (ليالى أوجينى)، بالإضافة إلى أحمد عز، وفتحى عبدالوهاب وعارفة عبدالرسول فى (أبوعمر المصرى)، بينما يُعتبر محمد رمضان حالة خاصة، فهو لا يراهن سوى على الجمهور، هو فنان موهوب وقدم دور صالح القناوى بشكل جيد، ولكن تُعتبر شخصية (زين) استدعاء لأعمال سابقة له، وقدم سيد رجب دوراً مهماً رغم أن (نسر الصعيد) ليس مصنفاً من الأعمال الأولى، بينما جاء أداء ياسر جلال فى (رحيم) أقل من العام الماضى، ولكن ذلك لا ينفى موهبته التمثيلية».
«البشلاوى»: المصداقية غابت عن «كلبش» و«نسر الصعيد»
وأضاف: «هناك مفاجآت فى الموسم، من بينها مرام مكرم، محمد سلام، ومرفت أمين، بالرغم من أن دورها لم يكن مختلفاً، إلا أنها قدمت أحسن أداء لها، بالإضافة إلى المخرج إبراهيم فخر، والمخرج أحمد خالد موسى، ومريم نعوم فى (أبوعمر المصرى)».
وترى الناقدة صفاء الليثى أن مسلسل «أبوعمر المصرى» من أفضل الأعمال المعروضة فى سباق الدراما الرمضانية، بسبب قصته التى تعتمد على مجموعة من المحامين الصغار الذين يتصدون لفساد نظرائهم الكبار، فضلاً عن التورط فى التعاون مع جماعات إرهابية، مؤكدة أن السيناريست مريم نعوم نجحت فى تضفير الرواية مع السيناريو بشكل جيد.
«الشناوى»: «اختفاء» حالة إبداعية خاصة و«نيللى» تستحق الإشادة.. «شومان»: «بالحجم العائلى» يتمتع بتفاصيل مختلفة
وأشارت «صفاء» إلى أن مسلسل «رحيم» من الأعمال الجيدة، لأنه يعتمد على الأكشن المصرى والأجواء المصرية الشعبية القريبة من أفلام الراحل فريد شوقى. وأضافت لـ«الوطن»: «أنا سعيدة بـ(عوالم خفية) الذى يعيد عادل إمام إلى الدراما التليفزيونية بعيداً عن الكوميديا الفارص، بأعمال على شاكلة (أحلام الفتى الطائر)، بالإضافة إلى (ليالى أوجينى) بسبب التفاصيل التى يقدمها فى فترة الأربعينات، خاصة الثنائى الذى يجمع بين بطرس غالى وانتصار، الذى غطى على بطلى المسلسل».
واختارت «صفاء» الفنان فتحى عبدالوهاب كأفضل مستوى تمثيل عن دوره فى مسلسل «أبوعمر المصرى»، وأشادت أيضاً بأداء عمرو عبدالجليل الذى ترى أنه يقدم أداء مميزاً فى «طايع»، إلا أنها انتقدت عمرو يوسف، مؤكدة أنه يفتقر إلى لغة الجسد، وفيما يتعلق بالتمثيل النسائى أشادت بأداء الفنانتين عارفة عبدالرسول، و«نور» عن دورها فى مسلسل «رحيم».
أما عن يحيى الفخرانى، فترى أنه لم يقدم جديداً هذا العام، متابعة: «لا نستطيع تصديق شخصيته التى تُعد قريبة من (دهشة) و(الملك لير)، بينما ظهرت مرفت أمين بشكل تقليدى للمرأة المتسلطة، وذلك يعود إلى أن الأعمال يتم تفصيلها خصيصا للنجم».
«عبدالشكور»: «أبوعمر» و«أوجينى» الأفضل.. وياسر جلال أقل من العام الماضى
واختار الناقد نادر عدلى مسلسلى «ليالى أوجينى» و«اختفاء» باعتبارهما الأكثر تماسكاً حتى الآن، بالإضافة إلى «عوالم خفية» و«بالحجم العائلى» اللذين تطرقا إلى مساحات اجتماعية ولكنهما ما زالا دراما تقليدية جداً، على حد قوله.
ويقول «نادر»: «ينافس محمد رمضان على العنف والبلطجة هذا العام أمير كرارة فى (كلبش) وياسر جلال فى (رحيم)، فهما يلجآن إلى نفس الأسلوب الذى يتبعه (رمضان)، ولكن يخدعان المشاهدين بصفات اجتماعية محترمة تجعل تقديم هذا الكم من العنف أمراً مقبولاً».
وأضاف لـ«الوطن»: «أسماء أبواليزيد من أكثر الأسماء اللافتة للنظر هذا العام، بالإضافة إلى صبا مبارك التى تقدم أداءً جيداً فى مسلسل (طايع)، بينما يُعد أحمد عز من نقاط الضعف فى مسلسل (أبوعمر المصرى)».
ونوه إلى أن الدراما الكوميدية ما زالت تتعرض لأزمة كبرى، مضيفاً: «الوصية» و«سك على إخواتك» و«عزمى وأشجان» من الأعمال الرديئة، أما «ربع رومى» فيتميز بقدر قليل من التماسك ولكنه ليس على مستوى العمل الفنى الجيد، رغم تميز مصطفى خاطر ومحمد سلام وبيومى فؤاد، إلا أن العمل يفتقد عناصر عدة، ويُعد «أرض النفاق» لمحمد هنيدى الأكثر تميزاً فى منطلقة الكوميديا.
«خيرالله»: «عز» و«عبدالوهاب» و«أمين» قدموا أداء جيداً
بينما قالت الناقدة خيرية البشلاوى إن الدراما الرمضانية أصبحت عالماً كئيباً مليئاً بالفساد والسجون والقتل والمرضى النفسيين، فضلاً أن 90% من الأعمال الدرامية بعيدة عن الواقع.
وتابعت: «مسلسل (بالحجم العائلى) من أفضل الأعمال المشاركة فى السباق الرمضانى، كما قدم يحيى الفخرانى أداءً مبدعاً ومبهجاً، على النقيض من مجموعة كبيرة من الممثلين أصبحوا يؤدون فقط ولا يضيفون لأدوارهم شيئاً».
وبحسب «خيرية»: «رغم أن مسلسل (اختفاء) مفتعل فإن نيللى كريم ممثلة جيدة، أما محمد رمضان فما زال على نفس مستوى الأداء، ولم يقدم أى شىء مختلف عن أعماله السابقة».
وأضافت «خيرية» لـ«الوطن»: «المصداقية غائبة فى عدد من المسلسلات، منها (كلبش) و(نسر الصعيد)، فلا توجد معالجة حقيقية للواقع، مثلما الحال فى كل العناصر المرئية والمسموعة، بالإضافة إلى لأن مسلسل (طايع) به نوع من التحريف والاستسهال والمعالجة ليس بها مقدار من الصدق، بينما أجد أن «ضد مجهول» مفتعل بدرجة كبيرة، وهناك تشابه بين خلفية مسلسلى (اختفاء) و(عوالم خفية)».
واستطردت: «مسلسل (الرحلة) من الأعمال الجيدة، حيث نجح المخرج فى خلق جو مختلف للأحداث، والأداء التمثيلى للفنانين جيد، ولكن كل الشخصيات داخل المسلسل مهزومة وبائسة».
«أبوعمر المصرى» من أكثر المسلسلات التى نالت إعجاب الناقد الفنى أندرو محسن الذى قال: «المسلسل يُعرض بتسلسل واضح، كما أن أحمد خالد موسى قدم تجربة مختلفة، دخل من خلالها منطقة الأكشن، واهتم بعملية تحريك الممثلين وإخراج أداء جيد منهم».
وعن مستوى مسلسل «عوالم خفية» للفنان عادل إمام، قال: «من وجهة نظرى أرى فى العمل عودة قوية لإمام، لا سيما أنه لم يقدم عملاً درامياً جيداً من سنوات، وظهر ذلك على صعيدَى الكتابة والأداء». كما أثنى على دور الفنانة نيللى كريم فى مسلسل «اختفاء»، وإمكانات المخرج أحمد مدحت الذى ركز على تفاصيل مختلفة.
وأضاف «أندرو»: «لدىّ إحباط من مسلسل «بالحجم العائلى»، لأنه يسير فى دوائر مغلقة وإيقاع أحداثه بطىء، رغم أن السيناريست محمد رجاء قدم أعمالاً مهمة من قبل، ولكن يحيى الفخرانى وفريق العمل لم يساعده».
فيما أشادت الناقدة ماجدة خير الله، بمسلسل «أبوعمر المصرى» لحرفية أداء أحمد عز، وإتقان فتحى عبدالوهاب لدوره فى العمل، بالإضافة إلى رؤية المخرج أحمد خالد موسى. كما رأت أن المخرج أحمد مدحت استطاع أن يوظف إمكانات نيللى بصورة واضحة فى مسلسل «اختفاء»، حيث ساعده فى ذلك حرفية سيناريو أيمن مدحت.
وقالت «ماجدة» إن عادل إمام استطاع أن يغير جلده ويخرج من عباءة التكرار فى مسلسل «عوالم خفية»، بعدما استعان بمؤلفين شباب جدد. وأعربت عن إعجابها بمسلسل «بالحجم العائلى» للفنان يحيى الفخرانى، وهو أول إخراج تليفزيونى لهالة خليل، الأمر نفسه ينطبق على «الوصية»، حيث أكدت أن أحمد أمين من الكوميديين المهمين فى الوقت الحالى.
وتابعت: «(سك على إخواتك) من المسلسلات الأقل حظاً فى المنافسة، وكذلك (قانون عمر) لحمادة هلال، لأنه يسير بنفس المنظومة والأداء، ولكن دون تكرار فى الشخصية والأداء والتمثيل).
وقال الناقد محمود قاسم، إن مسلسل «طايع» من أفضل الأعمال الدرامية، لأن المخرج عمرو سلامة استطاع أن يوظف عمرو يوسف بشكل مختلف فى الشكل الصعيدى، من خلال عرض صراع الصعايدة مع سيد القبيلة عمرو عبدالجليل، صاحب الأداء المحترف هذا العام. وضم «قاسم» مسلسل «أبوعمر المصرى» إلى قائمته المفضلة بسبب توجيهات المخرج أحمد خالد موسى، واقتباس العمل من نص أدبى، وهو قلما يحدث، على حد تعبيره، كما أشاد بمسلسل «عوالم خفية» لأنه يناقش قضايا من الواقع، إلى جانب أن عادل إمام يمثل بحرفية شديدة، افتقدها منذ أعوام فى أعماله الدرامية.
واعتبر «قاسم» المسلسلات الكوميدية الأسوأ هذا العام، متابعاً: «الكوميديا لم يعد لها مذاق خاص أو شىء من الجاذبية، وظهر ذلك فى مسلسلى «خفة يد» و«ربع رومى».
وأبدى إعجابه بمسلسل «ليالى أوجينى» من بطولة الفنان ظافر العابدين، قائلاً: «ما يعيب هذا العمل فقط إيقاعه البطىء ومشاهده التى تحتمل قدراً من التطويل، وهذا يتسبب فى ملل المشاهد».
وقالت الناقدة حنان شومان إن العام الحالى يُعد من المواسم المهمة فى دراما رمضان، على الرغم من أن الظروف التسويقية لم تكن فى صالح الأعمال الدرامية. وأضافت: هذا الموسم يشهد عودة حميدة للفنان يحيى الفخرانى فى مسلسل «بالحجم العائلى»، حيث حرصت المخرجة هالة خليل على تقديم تفاصيل مختلفة وواضحة فى كل مشهد من العمل، بالإضافة إلى مسلسل «عوالم خفية»، لأنه قدم صورة مغايرة تماماً عما ظهر به الفنان عادل إمام من قبل، بعدما تخلص من لعنة يوسف معاطى، كما أن «ليالى أوجينى» من المسلسلات القوية التى تُشعر المشاهد بجمال الصورة.
فيما أشاد الناقد طارق الشناوى بمسلسل «ليالى أوجينى»، مؤكداً أن العمل به رؤية إخراجية جيدة وواضحة، بينما يرى أن مسلسل «اختفاء» يقدم حالة إبداعية خاصة، وأن أداء نيللى كريم ومحمد العدل يستحق الإشادة.
وتابع: يصارع أمير كرارة بـ«كلبش2»، «نسر الصعيد» لمحمد رمضان، فى زاوية الأكشن، بينما يواصل ياسر جلال نجاحه فى مسلسل «رحيم»، استكمالاً لما حققه فى العام الماضى. وأضاف: «مسلسل (طايع) فى صالح الفنان عمرو يوسف، وهناك جهد واضح من المخرج عمرو سلامة فى العمل، كما حقق (عوالم خفية) مشاهدات عالية، فكان التغيير لصالح عادل إمام لأنه وصل لمرحلة التشبع مع يوسف معاطى، فكان لا بد من ورشة ثلاثية، ولكن ينبغى أن يخرج عادل أيضاً من عباءة رامى إمام حتى يكون له مذاق مختلف». بينما يرى أن مسلسل «بالحجم العائلى» ما زال فى منطقة القلق، على الرغم من قدرة المخرجة هالة خليل على تقديم حالة من البهجة على الشاشة، مضيفاً: «الأعمال الكوميدية الجديدة تنقصها اللمسة الفنية وتعتمد بنسبة كبيرة على الارتجال، خاصة مسلسل (سك على إخواتك) لعلى ربيع، وأظن أن الجيل الجديد يتقدم بقوة لاحتلال الشاشة خلال الفترة المقبلة».