على أبوشادى: هوجة الأفلام الجديدة تحتاج إلى «رقيب صايع»
يرى على أبوشادى، الرئيس السابق لهيئة الرقابة على المصنفات الفنية، أن الأفلام الجديدة تحتاج إلى رقيب يجيد لغة الشارع ليتمكن من حذف ما هو غير لائق منها، أبوشادى حمل على عاتقه تأشيرة مرور الأفلام السينمائية إلى شاشات العرض على مدار فترتين كاملتين، ما يقرب من 8 سنوات لم تخلُ من المشكلات التى ما زلنا بصددها حتى وقتنا هذا..[FirstQuote]
■ ما الخطوات التى يمر بها الفيلم قبل وصوله إلى شاشات العرض؟
- خطوات نص عليها القانون، تتمثل فى إرسال نسخة من السيناريو إلى الرقابة على المصنفات الفنية، يقرأها 3 رقباء، ثم يكتبون تقارير عن رأيهم فى المحتوى، ثم تُعرض التقارير على رئيس الرقابة ليوافق عليها بعد الاطلاع على التقارير، وهذه مسألة لا تستغرق أكثر من أسبوعين، وبعدها يحصل النص على موافقة تصوير ويبدأ فريق العمل إنجاز الفيلم.
■ ماذا إذا حدث اختلاف بين تقارير الرقباء الثلاثة ورئيسهم؟
- من الممكن أن يحدث اختلاف بالطبع، ولكن فى تلك الحالة مدير الإدارة يقرر الأنسب مع وضع بعض الملاحظات لتعديل السيناريو إذا لزم الأمر، وهناك حالات أيضاً يجلس المؤلف أو كاتب السيناريو مع الرقباء لإقناعهم بوجهة نظره.
■ ما دور الرقابة بعد انتهاء تصوير الفيلم؟
- ترسل نسخة من الفيلم للرقابة للتأكد أولاً من عدم إخلال الفيلم بالقصة المكتوبة التى وافقت الرقابة عليها، ومراجعة تنفيذ الملاحظات أو تدوين ملاحظات جديدة أو حذف كل ما هو غير لائق.
■ ما المقصود بكلمة «غير لائق» فى قاموس الرقابة الفنية، خاصة أن البعض يرى أن الأعمال التى تقدم حالياً غير لائقة بكل ما فيها؟
- «غير لائق» تعنى الألفاظ والمشاهد الخارجة، والإيحاءات الجنسية، وكل ما يرفضه المجتمع من كلمات خادشة للحياء، وأحياناً نطالب بتخفيف بعض المشاهد.
■ ماذا عن المحتوى نفسه، هل من الطبيعى أن تتلخص أفلام العيد فى نوعين من الأبطال «بلطجى وراقصة»؟
- ليس للرقابة شأن فى محتوى الفيلم، أو بمعنى أدق نحن لا نقيّم الذوق العام، جرت العادة على مهاجمة الرقيب ومقصه بأنه يقيّد الفن، وكثيراً ما اتُّهمت خلال فترة رئاستى للرقابة بذلك، ولكن فى حقيقة الأمر، مهمتنا هى حذف كل ما هو غير لائق، لكن القصة نفسها والذوق العام فى الأفلام ليس من تخصصى، ولكنه دور معاهد السينما وأكاديميتها، أما الرقابة فلا تملك سوى الالتزام بالقانون.
■ خلال فترة عملك، هل صادفت فيلماً شعرت أنه غير لائق؟
- كل ما أتذكره هو أننى فى أحد أفلام أحمد مكى، سمحت بمرور إحدى الكلمات التى تقال بـ«الفرانكو أراب» دون قصد، لم أكن أعرف معناها وتم عرضها فى الفيلم، وبعد أن سمعها الجمهور وضحك بصوت عالٍ فسر لى أحد الأصدقاء معناها، وبالطبع لو كنت أعرف المعنى لحذفتها، ولكن تلك مشكلة أخرى؛ أن المجتمع كل يوم يخرج علينا بمصطلحات جديدة تعتمد على درجة «صياعة» الرقيب الذى لا بد أن يتمتع بتلك الصفة ليعرف معنى كل ما يقال.
■ هل تقصد أن هناك أموراً يمكن أن تمر على الرقيب دون قصد؟
- قد لا تكون حالات كثيرة، ولكن لغة المجتمع وتغيرها السريع شىء كارثى، مثل هذا الموقف مرّ علىّ وقتها كرقيب ولكن الشارع يفهم الكلمة جيداً.
■ لكن البعض يشكو من الجمل والألفاظ الإيحائية الموجودة بالفعل فى أفلام وكأنها لم تمر على مقص الرقيب؟
- الشكوى الآن من المستوى الفنى وليس الألفاظ، والناس تعتقد أن للرقابة دوراً فى ذلك، ولكن حقيقة الأمر ألا دور لنا فى المستوى أو المنهج الدرامى أو غيره.
■ هل يمكن للرقيب أن يطلب حذف جملة أو كلمة بعد وجود الفيلم فى دور العرض؟
- لو الفيلم حصل على موافقة انتهت القصة، لا يمكن الرجوع فى القرار أو تعديله.
■ ما رأيك فى أفلام العيد؟
- الرقابة تحاول جاهدة تخفيف ما تقدمه تلك الأفلام التى تتخذ من العشوائيات منهجاً للدراما، ولكن هناك مشكلة لا يعرفها البعض إلا بعد دخول الفيلم نفسه وهى أن «برومو» الفيلم غالباً ما يحتوى على لقطات حُذفت رقابياً بالفعل، ولكن توضع بغرض الجذب والتشويق ليس أكثر.
■ لماذا لا تطالب الرقابة المخرج بالالتزام بما وافقت عليه فقط؟
- ببساطة لأن ليس لنا رقابة على الفضائيات.
■ هل توافق على أن يشاهد أبناؤك هذا النوع من الأفلام مثل عبده موتة، والقشاش، وقلب الأسد، وعش البلبل؟
- أنا لا أتدخل فى اختيارات أسرتى، ولكن هم من تلقاء أنفسهم يعزفون عن مشاهدة تلك الأفلام ولا يحبون متابعتها، ويميلون إلى الأفلام الأجنبية أكثر، ونادراً ما يتابعون فيلماً عربياً.
■ ماذا عن رأيك الشخصى؟
- أتابع الأفلام كلها بسبب طبيعة مهنتى كناقد، ولا أنكر أن وسط هذا الزحام، قُدمت بعض الأفلام الجيدة مثل «بعد الموقعة»، لكن عددها قليل «مش باينة وسط الأفلام التانية».
■ هل كُتب على الذوق المصرى أن تكتسح أفلام السبكى دور عرضه ليضطر المشاهد لمتابعتها لعدم وجود ما ينافسها؟
- للمجتمع دور فى هذا الذوق العام الذى فرض نفسه قبل أى شىء.
أخبار متعلقة :
علم النفس والاجتماع يقول لكم: أفلام «ما بعد 25 يناير» ترسخ العنف.. وتهدم المجتمع
على أبوشادى: هوجة الأفلام الجديدة تحتاج إلى «رقيب صايع»
سكان العشوائيات: «مش كفاية اللى إحنا فيه هتخلونا تسليتكم فى العيد كمان؟»
الناقدة خيرية البشلاوى: المنتج وجد من يشترى «بضاعته».. فتمادى فى عرضها
السينما.. تاريخ طويل من حلم «العالمية» إلى أفلام «السبكية»
أفلام العيد.. «زمن الفن القبيح»