المُدرس الحائر بين نظامين تعليميين ينتظر «التدريب»
الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم
«المُدرس هو العمود الفقرى للنظام التعليمى الجديد وسيحصل على كل الدعم من أجل إتمام مهمته».. هكذا تؤكد تصريحات الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، وبعض نوابه، مؤكدين أنه «لا نظام جديد للتعليم بدون معلم مدرب ولديه جاهزية كبيرة لخوض غمار معركة التغيير»، الأمر الذى يضع المعلمين فى تحد كبير، خاصة أنهم سوف يدرّسون للطلاب فى نفس اليوم منهجين معاً، حديث وقديم، رغم عدم حصولهم حتى الآن على التدريب المناسب لمواكبة مناهج التعليم الجديدة.
وقال محيى إسماعيل، مدرس تاريخ، لـ«الوطن» إنه «سيقوم بتدريس منهج النظام الجديد لطلاب الصف الأول الثانوى، وفى الحصة التالية مباشرة سيقوم بتدريس المناهج القديمة للصفين الثانى والثالث، الأمر الذى يعنى ضرورة إلمام المعلم بكافة تفاصيل المنهجين، وأن يكون لديه قدرة كبيرة على التحضير وتجهيز الدروس».
من جانبه، قال أسامة الزينى، مدرس لغة عربية للمرحلة الابتدائية، إن «الاهتمام الأكبر لوزير التعليم ينصب على مرحلة رياض الأطفال، بحيث يتم تخريج أول دفعة من حملة النظام الجديد فى عام 2030، الأمر الذى دفعه لتغيير المناهج وتفاصيلها وطريقة تدريسها، وهو ما يمكن وصفه بالأمر الجيد لتخطى مرحلة التلقين والحفظ إلى مرحلة الفهم، ولكن كان يجب إشراك المعلمين أو على الأقل إطلاعهم على العملية التعليمية الجديدة، خصوصاً أن ما يتم ذكره فى الإعلام يؤكد أن المناهج سوف تعتمد على الصور والفيديوهات والأنشطة، وهو الأمر الذى لم يمارسه المعلم منذ تعيينه». وأضاف «الزينى» أن «الدراسة فى مرحلة رياض الأطفال سوف تبدأ فى 1 سبتمبر المقبل، ونحن لم نحصل على تدريب حتى الآن، ومن المفترض بدء التدريب يوم 15 أغسطس الحالى، فهل من المنطقى أن يحصل المعلم على تدريب سريع ثم يبدأ فى تعليم أطفال على مناهج لا يعلم عنها شيئاً إلا القليل؟».
وأشار «الزينى» إلى أنه سوف يقوم بتدريس المناهج الجديدة للطلاب حتى الصف الرابع الابتدائى، ثم يخرج إلى الصف الخامس لتدريس النظام القديم، قائلاً: «إيه اللخبطة دى؟».
«الزينى»: سأقوم بتدريس المناهج الجديدة للطلاب حتى «الرابع الابتدائى» ثم أدرّس المنهج القديم للصف الخامس
وفى السياق، أثارت استقالة عبدالناصر عبدالتواب، مدير مدرسة الضبعة النووية، فى الساحل الشمالى، التى أعلنها على موقع «فيس بوك»، أمس الأول، حالة من القلق والتوتر داخل أروقة وزارة التربية والتعليم، خصوصاً أن «عبدالناصر» ذكر أن أسباب استقالته تتمثل فى «عدم الانتهاء من تسلم المدرسة حتى تاريخه، وعدم وجود مكان للإقامة، ولا اعتمادات للإعاشة، بجانب عدم وجود أى مميزات مادية لأنه لم يصدر قرار إنشاء حتى الآن». وقال مصدر مسئول بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، إن «السبب الرئيسى فى تقدم عبدالناصر باستقالته، هو الإعلان عن أن منصب مدير المدرسة شاغر فى مسابقة رسمية، وسيتم اختيار المدير من بين المتقدمين، وهو الأمر الذى أغضب عبدالناصر، ودفعه لتقديم استقالته».
ومن ناحية أخرى، قرر الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، جواز إعفاء الطلاب المصريين مزدوجى الجنسية بجنسية غير ناطقة باللغة العربية غير المقيمين بمصر، وعند عودتهم، من دراسة المواد التى تدرس باللغة العربية، ويعاملون معاملة الطالب الوافد.