«تل أبيب» تجر «حماس» إلى حرب جديدة على غزة واستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة 12 فى قصف إسرائيلى
أحد المنتمين لحركة حماس يتفقد آثار القصف الإسرائيلى على قطاع غزة
استشهد، فجر أمس، 3 مواطنين فلسطينيين بينهم امرأة حامل وطفلتها فيما أصيب 12 آخرون بجروح، فى القصف الإسرائيلى الذى استمر منذ أمس الأول حتى أمس، مستهدفاً مواقع متفرقة فى القطاع.
وقال متحدث عسكرى إسرائيلى، إن الجيش أغار منذ مساء الأربعاء على 140 هدفاً فى غزة، مشيراً إلى أن فلسطينيين أطلقوا 80 قذيفة صاروخية من القطاع باتجاه جنوبى إسرائيل، تم اعتراض 25 منها باستخدام منظومة القبة الحديدية وسقطت معظم القذائف فى مناطق مفتوحة، مشيراً فى بيان إلى أن «الجيش نفَّذ 3 موجات من الغارات على قطاع غزة خلال ساعات ليل أمس الأول وصباح أمس»، مضيفاً: «فى ساعات الصباح الباكر (أمس) أغار الجيش من خلال طائرات حربية على أكثر من 20 هدفاً عسكرياً فى مجمعات عسكرية وفى معسكرات تدريب تابعة لمنظمة حماس».
وتابع: «من بين الأهداف المستهدفة مستودع لتخزين وسائل قتالية ومجمع يستخدم من قبَل القوة البحرية التابعة لحماس بهدف التدريب»، مضيفاً: «كما تم استهداف خمسة مجمعات تدريب ومستودع لتخزين عتاد ومنطقة اجتماع كبار قادة لواء (خان يونس) فى حماس». وقال مصدر مسئول فى غرفة العمليات المشتركة لفصائل «المقاومة الفلسطينية»، أمس، إن جولة التصعيد الحالية فى غزة انتهت، والتطورات الميدانية مرتبطة بسلوك «الاحتلال الإسرائيلى»، وأضاف المصدر الذى لم يكشف عن هويته، إن «المقاومة ردت على جرائم العدو الإسرائيلى»، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة «الأناضول» التركية.
عسكرى إسرائيلى: الأوضاع تقترب من الحرب.. وسننقل القوات باتجاه غزة وسنُخلى المستوطنات المحيطة حال اندلاعها
ويأتى التصعيد الإسرائيلى، كمحاولة من دولة الاحتلال إلى جر الحركة الفلسطينية إلى حرب جديدة يمارس الجيش الإسرائيلى فيها هوايته أن قصف قطاع غزة المحاصر براً وبحراً وأرضاً كما جرت العادة بداية من حرب «الرصاص المصبوب» مروراً بـ«عمود السحاب»، انتهاء بـ«الجرف الصامد».
وسياسة «جر الرِجل».. انتهجها جيش الاحتلال الإسرائيلى مع كتائب عزالدين القسام الجناح العسكرى لحركة «حماس»، عندما استهدف اثنين من رجالها قصفاً فى أحد التمرينات شمال القطاع، ما أدى إلى استشهادهما، لترد «القسام» أمس الأول بقذائف تجاه إسرائيل، وكل ذلك يأتى فى الوقت الذى تسعى فيه مصر للتوسط بين الحركة وإسرائيل لإبرام اتفاق تسوية وهدنة طويلة الأمد بين الطرفين يتم خلالها صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل و«حماس» يُفرج فيها عن الأسرى فى السجون الإسرائيلية مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين فى القطاع، بالإضافة إلى تخفيف الحصار على غزة بتنفيذ بعض التسهيلات يشارك فيها الجانب المصرى.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أمس، عن مسئول عسكرى إسرائيلى رفيع المستوى، قوله إن الأوضاع تقترب بسرعة نحو اندلاع حرب ضد قطاع غزة، فى ظل تواصل التصعيد بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية.
وأشار المسئول الإسرائيلى الذى لم تذكر الصحيفة اسمه، إلى أن «حماس» تبتعد عن التسوية وتقترب من الحرب، موضحاً أن جيش الاحتلال سينقل قوات باتجاه قطاع غزة، لافتاً إلى أنه فى حالة اندلاع مواجهة عسكرية شاملة سيتم إخلاء المستوطنات المحيطة بالقطاع المحاصر، وأن هناك المزيد من الأهداف التى سيتم قصفها فى القطاع.
حكومة «الحمد الله» تطالب بتدخل دولى عاجل لوقف العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى
ووصف يوآف ليمور، المحلل العسكرى فى صحيفة «إسرائيل هيوم»، التصعيد بأنه «استثنائى» سواء من حيث حجمه أو نتائجه، معتبراً أن المسئول الأساسى عن فشل التوصل إلى التهدئة هو الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن) «الذى لا يريد أن يرى إعادة إعمار القطاع طالما هو ليس مسئولاً عنه ولا يسيطر فيه»، على حد قوله. وأشار المحلل العسكرى «أليكس فيشمان» فى صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أنه وفقاً لما يجرى الآن فإنه قد يصل الوضع إلى مواجهة شاملة. وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن «نتنياهو» ترأس اجتماعاً فى مقر وزارة الجيش الإسرائيلية فى تل أبيب بمشاركة وزير الجيش أفيجدور ليبرمان ورئيس هيئة الأركان جادى آيزنكوت ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» نداف أرجمان ورئيس مجلس الأمن القومى مئير بن شابات، وذلك من أجل تقييم الأوضاع الأمنية فى غزة، وتلا ذلك اجتماع للمجلس الوزارى الإسرائيلى المصغر للشئون الأمنية والسياسية «الكابينت» لبحث التهدئة فى القطاع. وعلق المحلل السياسى الدكتور ماهر صافى، قائلاً إن «سلوك إسرائيل الحالى سعى لفرض التسوية بشروطها هى»، مشيراً إلى أن «تل أبيب» تربط تخفيف الحصار والتسهيلات المقدمة إلى القطاع دائماً بالقصف.
ورأى المحلل السياسى أن التهدئة قادمة، ولكن فى حال إذا قصف أحد الطرفين سيرد الآخر، مشيراً إلى أن «حماس» ستقبل التسوية حتى تمكن نفسها، لأن المصالحة الفلسطينية «محلك سر». وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، إن تل أبيب أبلغت «القاهرة» أنه حال عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار حتى موعد اجتماع «الكابينت» الإسرائيلى، فإنها ستقوم بتوسيع العمليات العسكرية ضد قطاع غزة.
وطالب يوسف المحمود، المتحدث الرسمى باسم الحكومة الفلسطينية التى يرأسها رامى الحمد الله، المجتمع الدولى بالتدخل العاجل لوقف العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى فى المحافظات الجنوبية.