أزهريون لـ«أردوغان»: استخدام الإسلام فى المعركة مع أمريكا خلط للدين بالسياسة ومحاولة لتبرير الفشل
«أردوغان» خلال مؤتمر سابق
أثار حديث الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، فى رسالة مصورة بثتها وسائل الإعلام التركية، وقال فيها إنه «لا فرق بين من يهاجم اقتصادنا، وبين من يهاجم صوت أذاننا وعلمنا»، فى إشارة للضغوط التى تمارسها واشنطن على أنقرة على خلفية احتجاز القس الأمريكى أندرو برونسون، غضباً بين الأزهريين وخبراء الإسلام السياسى، معتبرين ذلك استمراراً لخلط الدين بالسياسة، ومحاولة من أردوغان لجعل خلاف أمريكا معه خلافاً مع الإسلام، ما يعد خطأ واضحاً من الرئيس التركى، يؤكد استمراره على النهج الإخوانى، بالاعتماد على نظرية المؤامرة الوهمية على الإسلام لتبرير كل فشل.
قال الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، إن أردوغان يحاول طمس الحقائق ويدفع فاتورة تشجيعه للإرهاب والإرهابيين ورعايته لجماعة الإخوان التى أراد من خلالها السيطرة على البلدان العربية ومقدراتها، لذلك يستغل الإسلام لكسب تعاطف شعبى فى ظل معركته مع أمريكا، وعليه أن يُخرج الإسلام من تلك المعركة.
وأكد عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن أردوغان يسير وفقاً للمنهج الإخوانى، الذى يعتمد على تبرير أى فشل بأنه حرب على الدين ولأنه الممثل الوحيد له فهى حرب عليه، فهم يحتكرون الدين ويلصقون كل أزماتهم به فى غيبة من أى منطق أو عقل. وأضاف: الجماهير المصرية وعت لهذا الأسلوب الإخوانى السخيف وثارت عليه فى 30 يونيو، فهم يصبغون رغباتهم بغلاف دينى ويجعلون من الجهل والعنف والدناءة أموراً شرعياً حتى يمرروا ما يريدونه من أمور.
«مهنا»: الرئيس التركى يحاول طمس الحقائق.. و«حبيب»: الخلاف عادى بين دولتين وليس دينياً
وتابع أن الخلاف بين أردوغان وأمريكا سياسى محض، فالرجل يحتجز مواطناً أمريكياً ويحمله المسئولية الكاملة لمحاولة الانقلاب ضده التى خاضها جيشه، وترى إدارة ترامب أن المبررات سخيفة وأن الاحتجاز بلا وجه حق وقد منحته فرصة تفاوض لإخراج القس عامين والآن بدأت فى تنفيذ عقوبات ضده، فما دخل الإسلام فى كل هذا؟ على أردوغان أن يستحى من مثل هذه الأفعال الصبيانية. وقال محمد حبيب، النائب السابق لمرشد جماعة الإخوان: «المسألة عادية تتعرض لها أى دولة من الدول ولا علاقة للإسلام بذلك، فهذا خلاف بين الإدارة الأمريكية وتركيا والحديث عن إنقاذ الإسلام خطأ كبير، السياسة مصالح والإدارة الأمريكية تريد إرغام أردوغان على موقف معين فيما يتعلق بالأكراد، وأرجو البعد عن المزايدة، فالمسألة خلاف على نفوذ ومواقع فى إدارة المنطقة ككل وحملها على الإسلام أمر غريب».
وقال خالد الزعفرانى، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية: «على الإخوان وغيرهم أن يعوا أن القضية تفاهمات وألعاب دولية لا علاقة لها بإسلام ولا بأى دين، فقد تم دعم الاقتصاد التركى عبر أوروبا والخليج العربى، فأوروبا والسعودية والكويت والإمارات صبت عشرات المليارات من الدولارات بناء على رغبة أمريكا لكى يقوى الاقتصاد التركى فيواجه الاقتصاد الصينى ويمنعه من غزو أوروبا والشرق الأوسط، والآن غضبت أمريكا وغيرت رغبتها فبدأ الجميع بسحب أمواله، فهناك أدوار استراتيجية لتركيا وقد خرجت عنها». وتابع أن الصعود الرهيب للاقتصاد التركى كان بناءً على صراع بين القوى العظمى، وانتهت هذه الاستراتيجية، والغزو الصينى لأمريكا وأوروبا والشرق الأوسط انتهى، وبدأ يتراجع بقوة، لذا لم يعد هناك سبب لتقوية الاقتصاد التركى، وعلينا أن نفهم أن الأمر مجرد ألعاب دولية. وأضاف أن أردوغان اقترب كثيراً من روسيا وهو أمر غير مقبول للقوى الغربية وقد أنقذه بوتين من الانقلاب الذى حدث بمده بمعلومات مسبقة، لذا على الإخوان البعد عن المزايدة الدينية المرفوضة والوعى بحقيقة الأمر.