بروفايل| «كوانج».. علاقات متميزة
الرئيس الفيتنامي داي كوانج
يعى جيداً العمق التاريخى لمصر، كما يدرك الأهمية الحضارية والثقافية لمدينة الأقصر، لذا وقع اختياره أن تبدأ زيارته إلى مصر من مدينة الألف باب، وكانت زيارة الرئيس الفيتنامى داى كوانج للأقصر، قبل يومين، رسالة إلى العالم، الذى يعرف جيداً قيمة وعظمة الحضارة الفرعونية القديمة، وأن مناطقها الأثرية آمنة تستعد لاستقبال أكبر عدد من الزوار.
يحاول الرئيس الفيتنامى البالغ من العمر 62 عاماً، إجراء زيارات خارجية تعزّز من علاقات بلاده مع مختلف دول العالم، فكانت البداية من الولايات المتحدة التى التقى فيها الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، وآخرها زيارته إلى مصر ومدينة الأقصر، وهو منهجه فى محاولة صناعة دبلوماسية ناعمة طوال الوقت، تقوم على علاقات مميزة مع الدولة، وتجنيب الصراعات، حيث ظهر دوره بعمله الدؤوب فى تسوية النزاعات فى بحر الصين الجنوبى من خلال المفاوضات السلمية.
«داى كوانج»، الذى انتُخب رئيساً فخرياً لبلاده فى يناير عام 2016، لم يكن لقاؤه الرئيس عبدالفتاح السيسى هو الأول من نوعه، فقد سبق أن التقاه فى سبتمبر 2017، حيث كان الرئيس المصرى فى زيارة لفيتنام هى الأولى من نوعها فى تاريخ العلاقات بين البلدين، واستقبله الرئيس «داى كوانج»، وبحثا سُبل تطوير وتعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، وشهدا توقيع عدد من اتفاقيات التعاون.
تاريخ العلاقات بين مصر وفيتنام يعود إلى عام 1958، حين أنشأت فيتنام مكتباً للتمثيل التجارى فى مصر، وفى 1963 شاركت فيتنام ومصر علاقات دبلوماسية رسمياً، حيث فتحت فيتنام سفارة لها فى القاهرة، وفى العام التالى فتحت مصر سفارتها فى العاصمة الفيتنامية «هانوى»، لتكون مصر هى الدولة الأولى عربياً، التى تقيم علاقات دبلوماسية مع فيتنام، وتطورت العلاقات الثنائية بين الجانبين بشكل ملحوظ خلال تلك السنوات من خلال التوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتجارية. وعلى مستوى الدعم الدولى، كانت الدولتان داعمتين لبعضهما البعض فى عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك، على رأسها قضية مكافحة الإرهاب.
ولأن العلاقات بين الجانبين متميزة إلى حدٍّ كبير، دعمت مصر بشكل دائم فيتنام فى حربها الباردة مع الولايات المتحدة وحلفائها، كوريا الجنوبية وأستراليا، إضافة إلى دعمها «هانوى» فى الأمم المتحدة وحركة «عدم الانحياز».