«نيرة»: أهلى تنازلوا عن «المحضر» وحرمونى من الخروج وقالوا لى «فضحتينا»
نيرة
ساعات من الرعب والفزع والقلق، عاشتها نيرة فودة، 22 عاماً، منذ أن قررت أن تدافع عن حقها، وتسير فى الإجراءات القانونية، لمعاقبة بعض المتحرشين، الذين انتهكوا حريتها واعترضوا طريقها ليلاً، أثناء سيرها بصحبة صديقتها فى شارع بمنطقة أبوقير بمحافظة الإسكندرية. منذ 6 أشهر تقريباً، قام عدد من الشباب بالتحرش اللفظى بها وبصديقتها، ثم سبوهما ببعض الألفاظ الخادشة للحياء، ومن بعدها خاضت معركة مريرة لبضع ساعات داخل قسم شرطة الرمل، حيث سحبت المتحرشين الأربعة، وقدمت بلاغاً ضدهم، لتفاجأ بأن القضية تحولت من تحرش إلى مشاجرة، بل وحرر المتحرشون محضراً ضدها يتهمونها بالسب والقذف فى حقهم، ليقرر رئيس المباحث حبسهم جميعاً لحين حضور ذويهم، وهو ما عرضها للانتقاد الشديد من قبل أهلها قائلين لها «فضحتينا».
الضابط اعتبر الواقعة مشاجرة بين شباب وبنات.. وكان يريد احتجازنا للعرض على النيابة
بدأت الواقعة عندما كانت «نيرة» تتنزه مع صديقتها فى الإسكندرية، وفوجئت بـ4 شباب يعترضون طريقهما بكلمات خادشة للحياء، ما اضطرهما إلى الدفاع عن نفسيهما: «كل ما قلته وصديقتى احترموا أنفسكم وتوقفوا عن قلة الأدب فتجمعت حولنا الناس وحاولوا إقناعنا بتجاوز الموقف حتى لا نتعرض لبهدلة لكننا صممنا على الذهاب إلى القسم»، فى قسم الشرطة تعرضت «نيرة» وصديقتها لمواقف لم تتوقعاها: «ضابط القسم ظل يستجوب فينا كأننا نحن المتهمين، وفى النهاية حرر المحضر على أنه مشاجرة بين شباب وبنات وكان لزاماً علينا وفقاً للمحاضر المحررة أن نبيت جميعاً فى القسم للعرض على النيابة فى اليوم التالى، فجأة وجدنا أنفسنا متهمين مثلهم»، لم يرض أهل «نيرة» عن قرارها بالذهاب إلى قسم الشرطة وجاءوا لأخذها والتنازل عن المحضر خوفاً من الفضائح.
الحرمان من الخروج من البيت كان رد الفعل الثانى لأسرة «نيرة»: «أصروا على أننى أخطأت وأننى فضحتهم، فشعرت بالحزن واليأس لأننى لم أتمكن من الحصول على حقى لا بالقانون ولا بمساعدة الأهل». بعد فترة من الأزمة استطاعت الفتاة العشرينية أن تمارس حياتها بشكل طبيعى ولكن وفقاً للقيود التى وضعتها الأسرة: «لم تعد الحياة كما كانت، أشعر أننى فقدت جزءاً من شغفى بالحياة، أصبحت أسير وأنا أتلفت يميناً ويساراً خوفاً من تكرار الأمر».