"القاهرة للدراسات الاقتصادية": فيتنام تبحث عن شريك إفريقي للتوسع
د. عبد المنعم السيد مدير القاهرة للدراسات
قال تقرير صادر عن مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية إن زيارة رئيس فيتنام للقاهرة تكتسب أهمية قصوى وحدثاً مهماً على الصعيد السياسي والاقتصادي وسيكون لها تأثيراً إيجابي خاصة أن هذه الزيارة تأتي خلال عام تقريباً من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لفيتنام في سبتمبر2017، والتي تم خلالها توقيع 6 اتفاقيات اقتصادية على مستوى الاقتصاد والتعليم والصحة والتجارة.
وتعتبر زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لفيتنام في سبتمبر2017 قد مهدت الطريق أمام زيادة حجم التجارة البينية بين مصر وفيتنام فقد زادت خلال العام الماضي 41% تقريباً.
وبلغ حجم التجارة خلال العام المالي 2017/2018 حوالي 379 مليون دولار، في حين كانت في حدود 266 مليون دولار خلال العام 2016/2017 ويصب الميزان التجاري في صالح فيتنام ومن المتوقع زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال العام المالي 2018/2019، وفقا للتقرير، الذي حصلت "الوطن" على نسخة منه.
وأوضح الدكتور عبد المنعم السيد مدير المركز أن فيتنام تبحث عن شريك إفريقي لها والتوسع في إفريقيا تجارياً ويمكن الاستفادة من أن مصر تعد ثاني أكبر شريك لفيتنام في إفريقيا لزيادة التبادل التجاري والتوسع في الصادرات المصرية لفيتنام خاصة بعد تخفيض العملة المحلية والسوق الفيتنامي يستقبل من مصر حالياً الجلود المدبوغة وقطع غيار السيارات والقشريات الحية.
وأضاف أنه يمكن التوسع من خلال فتح أسواق للمنسوجات والأقطان المصرية والسجاد والسيراميك والجرانيت والرخام وأيضاً الأدوية، كما من المفترض جذب الاستثمارات الفيتنامية لمصر لاسيما في منطقة قناة السويس ومحور تنمية قناة السويس والاستفادة من خبرات فيتنام في مجال اللوجستيات وخدمات السفن.
وأشار إلى أن استثمارات فيتنام داخل مصر تعد منخفضة للغاية في حدود من 50 مليون دولار، كما أن ملف السياحة أحد أهم الملفات الهامة التي يمكن أن تكون نقطة جذب وتدعيم للعلاقات المصرية الفيتنامية.
ويؤكد تقرير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية أنه من الممكن استغلال زيارة رئيس فيتنام للمناطق السياحية بالأقصر وأسوان كبداية لرحلات سياحية من فيتنام إلى المناطق السياحية المصرية، حيث إن فيتنام يخرج منها سنوياً ما يقرب من 5 ملايين سائح ويمكن العمل على جذب 10% إلى 20% من أعداد السائحين أي في حدود 500 ألف إلى مليون سائح فيتنامي لمصر سنوياً مما يعود بالنفع على الاقتصاد المصري وتحقيق مكاسب للسوق السياحي المصري وفتح سوق جديد لم يتم جذبه بشكل جيد خلال السنوات الماضية ويحتاج الأمر تنسيق بين وزارتي السياحة والطيران المدني لعمل جسر جوى بين مصر وفيتنام لخدمة الملف السياحي.
وبمراجعه الناتج المحلي لفيتنام يظهر ارتفاع حوالي 116 مليار دولار في 2010 وصولاً إلى حوالي 224 مليار دولار في 2017، كما أن الصادرات الفيتنامية ارتفعت من 83 مليار دولار و72% من الناتج المحلي الإجمالي في 2010 وصولاً إلي 227 مليار دولار و101.5% من الناتج المحلي الإجمالي في 2017، كما ارتفعت الواردات الفيتنامية من حوالي 93 مليار دولار و80.22% من الناتج المحلي الإجمالي في 2010 وصولاً إلى 221 مليار دولار 98.75% من الناتج المحلي الإجمالي في 2017.
وقال التقرير إن اقتصاد فيتنام قائم بشكل أساسي على التجارة الخارجية وأكبر المستوردين من فيتنام في 2016 هم الولايات المتحدة الأمريكية بنحو 176.581 مليار دولار والصين بنحو 39 مليار دولار واليابان بقيمة 22 مليار دولار.
أما أكبر المصدرين لفيتنام في 2016 هم الصين بنحو 50 مليار دولار وكوريا الجنوبية بنحو 32 مليار دولار واليابان بنحو 15 مليار دولار.
وأشار التقرير إلى أن أهم أوجه التعامل المقترحة هي الفواكه والحمضيات والبطيخ حيث استوردت منه في 2016 ب2.275 مليار دولار وأكبر الموردين على الترتيب كوتديفوار وتايلاند ونيجيريا وغانا، كذلك تصدير السجاد والسيراميك والجرانيت والرخام والأدوية والصناعات البتروكيماوية.
ويزور الرئيس الفيتنامي تران داي كوانج وزوجته مصر، منذ السبت الماضي، في زيارة تستغرق 4 أيام استجابة لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتعزيز العلاقات بين فيتنام ومصر وتبادل الخبرات وتطوير التعاون في الاقتصاد والتجارة والاستثمار، فضلا عن البحث عن فرص التعاون في مجالات الزراعة والثقافة والسياحة.
والتقى رئيس فيتنام، الرئيس السيسي، أمس، وشهدا توقيع 8 اتفاقات ومذكرات تفاهم بين البلدين لتعزيز التعاون المشترك، كما زار رئيس فيتنام مجلس النواب والتقى الدكتور على عبدالعال رئيس المجلس.