«هدايا الحجاج» تختفى فى ظروف «صعبة»: بنجمع فلوس الحج بالعافية
«فاطمة» خلال زيارتها للأراضى المقدسة
«لمن استطاع إليه سبيلاً»، حكمة شرعها الله لرفع الحرج عن غير القادرين -مادياً وبدنياً- عن تأدية فريضة الحج، الشريحة التى تتسع بمرور السنين فى ظل زيادة التكاليف تحديداً، وترتبت عليها طقوس وممارسات يتبعها الحجاج لتقليل النفقات، وعلى رأسها الهدايا.
جرت العادة أن يجلب الحجاج لذويهم وأصدقائهم هدايا تدخل على قلوبهم السرور، باعتبارها تحمل بين تفاصيلها نفحات وروائح الأراضى المقدسة، الممارسات التى تراجعت فى الفترة الأخيرة، وتخلى كثير من الحجاج عنها لصعوبة الوفاء بها، أو الاكتفاء بهدايا رمزية للمقرّبين والأحفاد.
«الفلوس على قد مصاريف الحج وبس»، واقع يعيشه حمدى عبدالسميع، الذى يوجد فى الأراضى المقدسة حالياً بعد تأدية فريضة الحج، مما دفعه لصرف النظر عن شراء الهدايا، التقليد الذى كان متبعاً فى فترات سابقة، مكتفياً بشراء عدد من السبح والسواك للمقربين، ويتشابه فى ذلك مع نهج كثير من الموجودين معه ضمن أفواج الحجاج. الحاج «حمدى» تخطى السبعين عاماً، وبالكاد تمكن من تأدية مناسك الحج، وكان يستشعر صعوبة مسبقاً فى اللف على التجار لشراء هدايا للأهل والأحباب، خاصة أنه يوجد بمفرده فى الأراضى المقدسة، وهى المرة الثانية التى يؤدى فيها الفريضة، لكن الظروف والممارسات اختلفت كثيراً عن زيارته الأولى، خاصة فى ما يتعلق بالهدايا. «مكسرات وبخور»، هى الهدايا التى عادت بها فاطمة أحمد من الأراضى المقدسة العام قبل الماضى، وكانت بأعداد محدودة للغاية، للأبناء والمقربين، مقررة التنازل عن الهدايا التى كانت تحرص على جلبها من قبل أثناء تأديتها للعمرة مثل العباءات والمصاحف وإسدالات الصلاة وبعض المنتجات المستوردة التى تباع فى الأسواق السعودية: «الحج غالى ويادوب دبرنا تمنه، ولما بارجع ممكن أشترى كام لعبة للأحفاد من مصر، علشان يفرحوا».
فايقة حامد نصر، 60 عاماً، سافرت العام الماضى إلى الأراضى المقدسة برفقة زوجها، لتأدية مناسك الحج، واتفقت مع أبنائها مسبقاً على عدم شراء هدايا لأسباب متعدّدة: «فلوس كتيرة وعلى الفاضى. فرق العملة بين الجنيه المصرى والريال السعودى خلى الأسعار غالية جداً، وفى نفس الوقت الهدايا خامتها عادية زى الموجودة فى الأسواق الشعبية فى مصر».
تأدية «فايقة» وزوجها فريضة الحج كانت للمرة الأولى، السبب الذى عزز قرارهما بعدم شراء هدايا للأهل والمعارف فور عودتهما لأرض الوطن: «كنا مركزين فى المناسك، وكان صعب نتعب كمان فى اللف على الهدايا، خصوصاً أننا كنا هناك لأول مرة، ومانعرفش محلات».