بنى سويف: حملة موسعة لإزالة التعديات على «الجزر النيلية» تقودها «الرى»
مشايات الجزر النيلية فى بنى سويف
من الواسطى شمالاً وحتى الفشن جنوباً، لم يكن مجرى نهر النيل بمحافظة بنى سويف يخلو من التعديات، سواء بالردم أو البناء داخل الجزر المنتشرة على طول النيل، أو مد ألسنة ترابية وحجرية بين بعض الجزر، وحتى إحدى ضفتى النهر، إلى درجة أن هذه التعديات أثارت انتباه الرئيس عبدالفتاح السيسى، أثناء زيارته للمحافظة مؤخراً، ووجه الرئيس بضرورة التصدى لها بكل حسم، بعد أن أثبتت الحملات التى تشنها الأجهزة التنفيذية بالمحافظة، بين فترة وأخرى، عدم جدواها فى القضاء على هذه التعديات بشكل نهائى.
وعلى هامش افتتاحه عدداً من المشروعات التنموية شرق نيل بنى سويف الأربعاء الماضى، قال الرئيس السيسى: «رأيت فى الطريق تعديات على نهر النيل بأشكال مختلفة، آخرها وجود مشايات ترابية بعرض مترين أو ثلاثة، تربط الجزر بضفاف النهر، وهذا لا يجوز وسوف نتصدى له»، وعلى الفور، وجه الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الموارد المائية والرى، بتشكيل لجنة من قطاع حماية وتطوير النيل لمراجعة جميع الجزر النيلية على طول المجرى الرئيسى للنهر، من أسوان حتى الإسكندرية، وإزالة كافة التعديات عليها.
وكيل الوزارة: لن نترك حالة واحدة على النهر.. والحفارات بدأت تطهير «المجرى»
من جانبها، شنت أجهزة وزارة الرى بالتعاون مع مديرية الرى فى بنى سويف، الأحد الماضى، حملة إزالة للتعديات على الجزر النيلية بزمام محافظة بنى سويف، وشرعت حفارات مديرية الرى ببنى سويف فى حفر وتطهير نهر النيل أمام قرية «الزرابى» بمركز بنى سويف، وإزالة الردم من الأحجار والأتربة التى وضعها الأهالى لبناء مشايات تربط الجزيرة بالضفة الغربية من النيل أمام القرية.
وأجرت لجنة من قطاع حماية وتطوير النيل بوزارة الرى مسحاً ميدانياً لإعداد حصر ومراجعة شاملة لكافة الجزر النيلية الواقعة بمجرى نهر النيل بدائرة المحافظة، وإزالة أية تعديات على طول المجرى المائى للنيل حتى يعود نظيفاً ومتنفساً للمواطنين كسابق عهده.
«الوطن» تجولت فى عدد من الجزر النيلية فى بنى سويف، فى محاولة لرصد بعض التعديات عليها، التى تباينت بين إنشاء طرق ومشايات من الحجارة والأتربة بين جزيرة «الزرابى» وضفة النهر، وإنشاء عشرات المنازل المخالفة على أرض الجزيرة، وعلى ضفة النيل بقرية «جزيرة المساعدة»، مركز الواسطى، بالإضافة إلى إنشاء منازل أخرى على جزيرة «بنى عقبة»، بمركز ببا جنوب المحافظة، وأيضاً على ضفة النهر فى قرية «جبل النور»، بنفس المركز، بالمخالفة لقانونى حماية نهر النيل والمحميات الطبيعية.
«عادل. م»، أحد أهالى جزيرة «الزرابى»، تحدث مع «الوطن» عن أسباب المشكلة قائلاً: «لا نملك مكاناً آخر نعيش فيه، منزلنا وأسرتنا داخل الجزيرة، والمسافة بينها وبين ضفة النيل تصل إلى أكثر من 50 متراً، وقمنا بردم جزء بسيط لاستخدامه مشاية، تربط الجزيرة بقرية الزرابى».
وأضاف «عادل»: «تقدمنا بالعديد من الطلبات والشكاوى لإنشاء كوبرى معلق، يربط الجزيرة بالقرية، ولكن دائماً ما كان المسئولون يردون على طلباتنا بالرفض»، مشيراً إلى أن الجزيرة يسكنها أكثر من 700 مواطن، من بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وغالبية سكان الجزيرة توجد أراضيهم الزراعية فى قرية «الزرابى»، على ضفة النيل، وعليهم الوصول إليها يومياً لزراعتها، كما أن المقابر الخاصة بسكان الجزيرة توجد أيضاً على ضفة النهر، وفى حالة وفاة أحدهم يجدون صعوبة بالغة فى نقله إلى المقابر.
أما «سامى. ع»، من أهالى الجزيرة، فقال: «نعمل فى الزراعة بالجزيرة، ونحصل على أغلب احتياجاتنا من قرية الزرابى، ونضطر بين الحين والآخر إلى الذهاب للقرية، عبر المشاية الصغيرة، التى أنشأها بعض الأهالى».
وأشار «سامى» إلى أنه تم تحرير محضر ضد أحد أهالى القرية بواسطة قطاع «حماية النيل»، مع أنه ليس لنا مكان آخر نعيش فيه سوى تلك الجزيرة، والمراكب الصغيرة لا تصلح فى بعض الأوقات للتنقل بين الجزيرة والضفة الغربية للنيل.
المهندس على عبدالحفيظ، وكيل وزارة الرى ببنى سويف، أكد لـ«الوطن» أن المديرية بدأت حملات مكثفة على مجرى نهر النيل وعلى جميع الجزر النيلية، من مركز الفشن جنوب المحافظة، وحتى مركز الواسطى فى أقصى الشمال، لإزالة أى تعديات على نهر النيل، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتكليفات وزير الرى، بالتعاون مع قطاع «حماية النيل».
وأضاف «عبدالحفيظ»: «لن نترك حالة تعدٍ واحدة على النيل، سواء على ضفاف النهر أو الجزر»، مشيراً إلى أنه «يتم تنفيذ الحملات بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، وبالنسبة لحالات البناء على الجزر، فإن لها وضعاً آخر، ودراسات أمنية وإجراءات قانونية أخرى، يتم اتباعها قبل تنفيذ أى إزالات».