«النقل العام».. الداخل مفقود والخارج مولود.. ويعانى من نقص الأطباء والدواء
اللواء رزق على، رئيس هيئة النقل العام
أبدى عدد من عمال النقل العام استياءهم من تدنى مستوى الخدمة الصحية التى يقدمها مستشفى النقل العام، مؤكدين أنه ينقصه الكثير، ووضعه صعب للغاية، موضحين أنه لا توجد خدمة صحية جيدة، والعيادات الخارجية مزدحمة، وعدد الأطباء محدود، ولا تُصرف أدوية للمرضى.
وقال «أحمد»، من عمال الهيئة، إن «مستشفى النقل العام الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود، ولا أبالغ إذا قلت إن الوضع سيئ»، مطالباً بخدمة أفضل، مضيفاً: «أحياناً يتم الكشف علينا باستعجال فى العيادات الخارجية، ولا يأخذ المريض حقه فى الكشف، كما أن الروشتة التى يكتبها الطبيب فى الغالب نصرفها من الخارج على حسابنا لأنه لا تتوافر تلك الأدوية داخله، ومن المشكلات التى نواجهها التأخر فى مسألة الكشف بالعيادات، مما يؤدى إلى عدم لحاق بعض الحالات بالكشف والعودة فى اليوم التالى، والغياب عن العمل من أجل الحجز والكشف بإحدى العيادات».
وقال «سيد. م»: «نريد فتح الباب أمام العاملين للكشف فى المستشفيات الأخرى وإجراء العمليات بها، فمستشفى النقل العام ينقصه الكثير من الخدمات، وحالته متدنية بشكل كبير، والعامل يلجأ إليه لأنه ما باليد حيلة، وأنا لو معايا فلوس لذهبت للعلاج فى المستشفيات الأخرى».
رئيس الإدارة الطبية يرفض التعليق.. ورئيس الهيئة: الخدمة جيدة والعمال يعتقدون أنهم يفهمون أكثر من «الإخصائيين»
وأشار «إبراهيم»، من العمال، إلى «وجود معاناة حقيقية يعيشها العاملون بهيئة النقل العام، وعددهم يصل لـ25 ألف عامل وموظف، وتحديداً بعد إغلاق مستشفى الهيئة بشارع الجلاء بالقاهرة، وتراجع مستوى مستشفى الهيئة بشارع معروف»، داعياً رئيس هيئة النقل العام للتدخل لانتشال المستشفى مما أصابه وتحسين مستوى الخدمة، لافتاً إلى أن «مستوى الخدمة ضعيف جداً، وهناك نقص فى الأدوية وتخصصات الأطباء، والتمريض بحاجة إلى إعادة نظر»، مشيراً إلى أن «العامل ليس أمامه سوى مستشفى النقل العام، والمستشفيات الأخرى ترفض استقبالنا، ونحن فى أمسّ الحاجة لمراعاة ظروفنا وأوضاعنا، لأن العامل لا يملك سوى راتبه الضعيف فى ظل الغلاء، وبالتالى شراء الدواء مكلف، ونحن ظروفنا المعيشية صعبة».
وأكدت إحدى الممرضات بالمستشفى أن «النيابة الإدارية كشفت مخالفات جسيمة بالمستشفى العام الماضى بعد تلقى العديد من شكاوى المترددين على المستشفى للعلاج بشأن وجود مخالفات وتجاوزات وسوء معاملة المرضى، وتركهم دون رعاية صحية، ما أدى إلى تدهور حالتهم»، داعية محافظ القاهرة اللواء خالد عبدالعال، إلى إجراء زيارة مفاجئة إلى المستشفى للوقوف على حقيقة الأوضاع داخل المستشفى وإنقاذ المرضى من الإهمال والضياع، لافتة إلى أن العاملين بالنقل العام يبذلون جهداً كبيراً فى عملهم، خاصة أنهم ملتحمون مع الجمهور طوال اليوم، ولا يذهبون إلى المستشفى إلا فى حالة الإعياء الشديد، وبالتالى يطمعون فى خدمة طبية تليق بالمجهود والمعاناة التى يتكبدونها فى خدمة المواطنين. وقالت إن «نقص الإمكانيات يحول دون تقديم خدمة جيدة للجمهور»، مؤكدة أن «المستشفى قاصر على خدمة العاملين بهيئة النقل العام فقط، ويرد يومياً على المستشفى عدد كبير من الموظفين».
وقال اللواء رزق على، رئيس هيئة النقل العام، إن «المستشفى جيد، والأدوية متوفرة ولكن العامل يريد تقديم الخدمة لكل أفراد أسرته ويريد استمرار العلاج بل ويحتد على الطبيب، ويرى أنه يفهم أكثر من الطبيب نفسه، ولا بد من احترام التخصص، فعامل الهيئة لا بد أن يلقى خدمة طبية جيدة حتى يستطيع ممارسة مهام عمله». وأشار «رزق»، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إلى أنه مهندس وغير ملم بعمل المستشفيات، ولكنه يترك الأمر لمتخصصين من أجل إنجاز المهمة، وعلاج أبناء الهيئة.
وحاولت «الوطن» التواصل مع الدكتور مصطفى عرفات، رئيس الإدارة الطبية لمستشفى النقل العام، لكنه رفض التعليق.