بعد التحذير منه.. صيادلة يحددون ضوابط استخدام "السيفتراياكسون"
وزيرة الصحة
بعد ظهور حالات كثيرة تعاني حساسية من حقن السيفتراياكسون، حذرت شعبة الصيادلة من تعاطيها دون إجراء اختبار الحساسية، كما طالبت بمنع تعاطي الحقن بصفة عامة في الصيدليات.
وأصدرت وزارة الصحة بيانا أوضحت فيه أن السيفترياكسون هو مضاد حيوي مقاوم للبكتيريا ويستخدم لعلاج بكتيريا الدم وعدوى الجهاز التنفسي وإصابة الأغشية السوائل المحيطة بالمخ وغيرها، وتابع بيان الصحة أنه مثل أي مضاد حيوي قد يؤدي إلى الحساسية، وأن ضوابط استخدامه تتمثل في إجراءات ما قبل الاستخدام وهي عمل اختبار الحساسية بعد سؤال المريض عما إذا كان لديه حساسية ضد مادة السيفترياكسون أو أي مادة من مجموعة السيفالوسبرين أو بيتا لاكتام.
كما أنه يجب حل 1 جم سيفتراياكسون في 10 مل من ماء الحقن وإعطاؤها على مدى 5 دقائق في الوريد أو بالتنقيط الوريدي لمدة 30 دقيقة، وإذا كانت الطريقة الوريدية غير مناسبة للمريض فيمكن الحقن العضلي ، ويحذر استخدام المحاليل أو المذيبات التي تحتوي على كالسيوم مثل محلول رينجر حيث قد يتسبب ذلك في تكوين راسب، وأخيرا إذا كان الاستخدام قبل عملية فيجب أن يسبق العملية بـ30 – 90 دقيقة.
وقالت النائبة الدكتورة سماح سعد، عضو البرلمان لجنة الشؤون الصحية، إن حقنة السيفتراياكسون تعتبر مضاد حيوي مثل حقنة البنسيلين يتم وصفها للمرضى الصغار بتركيز نصف مجم وجرام للكبار، وهي كأي مضاد حيوي من المتوقع أن تسبب حساسية لدى بعض المرضى، لذلك ترى سعد أنه لا داعي للقلق الذي عمَّ الشارع المصري.
وأضافت سعد لـ"الوطن"، أنه يجب أن لا يحقن المريض بها بصفة عامة إلا في المستشفيات والوحدات الصحية وتحت إشراف الطبيب، حيث تتوافر أدوية وإسعافات أولية، مُشيرة إلى أنه في حال تناول الحقنة في الصيدلية -وهو أمر مرفوض- فيجب إعطاء المريض حقنة كورتيزون ثم التوجه إلى المستشفى فورًا.
"الأرتيكاريا والاختناق وضيق التنفس".. هي أهم مؤشرات أن المريض لديه حساسية من الدواء والتي يمكن تجنب أثرها إذا تم عمل اختبار الحساسية بحقن جزء ضئيل من الدواء تحت الجلد للمريض من خلال تمريض وأطباء المستشفيات والوحدات الصحية وذلك قبل تعاطي الحقنة بربع ساعة وحتى يقرر الطبيب الإجراءات اللازمة للحفاظ على صحة وسلامة المريض، وذلك وفقا لنائبة الشئون الصحية.
وطالبت سعد بسن قانون يمنع إعطاء الصيدلي الحقن المرضى بنفسه، مؤكدة ضرورة منع وصف الصيدلي أي وصفة طبية للمريض وخصوصًا المضادات الحيوية التي يصرفها الصيادلة لأي عرض مثل التهاب الحلق أو ارتفاع درجة الحرارة والتي قد لا تحتاج في كثير من الأحيان للمضادات الحيوية، وأن الفحص والكشف هو مهمة الطبيب.
وقال الدكتور الصيدلي محمد ياسين إن الظاهرة الأخيرة المتعلقة بعقار السيفترياكسون مرتبطة باحتمالية الإصابة بحساسية مفرطة من الدواء والتي تؤدي إلى ما يسمى بالصدمة التحسسية أو anaphylactic shock وهذا ما يحدث للمريض المصاب بحساسية البنسلين في الأساس وهو الأكثر عُرضة لحدوث cross in sensitivity، وذلك لأن تركيب السيفترياكسون مشابه للتركيب الكيميائي للبنسلين.
فيما أوضح الدكتور عبد الله رمضان، صيدلي إكلينكي، أن السيفترياكسون مضاد حيوي من الجيل الثالث لأجيال السيفالوسبورين، والذي يستخدم لعلاج البكتيريا سواء كانت ناتجة عن عدوى تنفسية أو في مجرى البول، وهو مثل كل المضادات الحيوية التي لا يجب تناولها بدون اختبار حساسية، وذلك باعتبار أي مضاد حيوي هو مادة غريبة على الجسم.
وأضاف لـ"الوطن" أن هناك ضوابط يجب اتباعها للحفاظ على سلامة المريض الذي وصف له طبيبه حقن السيفترياكسون، وكان أول ما أشار إليه هو منع تعاطيها خارج المستشفيات لأنها المكان الوحيد الذي يوفر مضادات الحساسية والتي قد تؤدي إلى الوفاة إذا كانت بدرجة متقدمة.
وأشار إلى أنه لا يفضل وصف السيفتراياكسون للأطفال أقل من 28 يوم إذا كان نسبة الصفراء لديهم عالية، وحذر الصيدلي الإكلينيكي من وضع العقار في مذيبات تحتوي على الكالسيوم مثل الرينجر لأنها قد يؤدي إلى تكوين راسب، أما إذا تم تناول العقار المذكور بغير أن يكون تحت إشراف الطبيب وظهرت أعراض الحساسية والمتمثلة في إحمرار الجلد وضيق التنفس فيجب تناول أي مضاد حساسية والتوجة للطوارئ.