باعة الرصيف: قولوا لعين الشمس ما تحماشى
يتوكلون على الله كل صباح، يغدون خماصاً من بيوتهم وعلى رؤوسهم وأكتافهم بضاعة يتمنون أن يخف حملها فى الرجوع، يجلسون على الأرصفة وفى الشوارع والميادين وإلى جانب المواقف والأسواق، وكأن الشمس تعرف طريقهم، تنشر أشعتها فوقهم، فيحتمون منها بما يملكون.
«جمال» بائع خردة فى سوق المنيب، أخفى رأسه فى «شابوه» أباجورة قديمة، فالجنيهات القليلة التى يعود بها لا تمكنه من استئجار «شمسية» كما يفعل باعة السوق، وفى سوق الطالبية، لم تجد «أم محمد»، بائعة المش والجبن القديم، سوى كيس بلاستيك اتخذته ساتراً من «شمس سبتمبر»، فالـ10 ساعات التى تجلسها يومياً نصفها تقريباً تكون تحت الشمس.
مسكِّن للصداع وقطعة من الملابس التى يضعها على فرشته، وسيلتا «رأفت»، بائع ملابس داخلية، للتخلص من تأثير الشمس، فوضع «استاند» كمظلة على فرشته فى الشارع سيكلفه الكثير، وهو ما لا يقدر على توفيره فى ظل العمل بطريقة «يوم فيه بيع ويوم مفيش».
أما فى منشية ناصر فوضع «العوامى» بائع ملابس، قميصاً رجالياً على رأسه لصد الشمس المسلطة عليه، ولسان حاله يقول: «إن جاتلك الشمس.. حط بضاعتك فوق راسك».