يومٌ نسى فيه باعة «سوق الجمعة» الشقا وذهبوا للسينما: الفيلم فيلمنا
أفيش فيلم «سوق الجمعة»
هل يختلف «سوق الجمعة» فى السينما عن السوق الكائنة فى قلب منطقة الإمام بالسيدة عائشة؟، هل جسّد فيلم عيد الأضحى حياة الباعة ومشاكلهم ومعاناتهم؟، هل اقترب أبطاله ولو بالقليل فى شخصياتهم التمثيلية من شخصيات الباعة الحقيقية؟.. الإجابات وردت على ألسنة الباعة خلال جولة قامت بها «الوطن» أمس الأول فى سوق الجمعة.
«فيه ناس عايشة كويس، وناس كويس أنها عايشة»، جملة مقتبسة من كلمات الكاتب الراحل جلال عامر، ردّدها عمرو عبدالجليل، الذى يجسّد شخصية «سيد خرطوش»، خلال أحداث الفيلم، فضحك المشاهدون داخل قاعة السينما، بينما كان لها أثر قاسٍ على من سمعها من مرتادى السوق، فهم يعلمون جيداً أنها حقيقة، قالها بطل الفيلم بطريقة ساخرة، لكنها كانت قاسية على محمد فتحى، بائع ملابس بالسوق: «الجملة دى صح، لأن هنا فيه ناس عايشة ميتة».
يرون أن الفيلم يعبر عنهم ولكن حالهم أصعب
يرى «فتحى» أن الفيلم عبر عنهم بشكل جيد: «هى دى الأفلام اللى بتعيش مع الناس، أنا بقالى 10 سنين فى السوق، وفعلاً بيتفرض إتاوات علينا، فيه ستات أغلب من الغلب مش قادرين على القهر، بنتسرق بالخمس والـ7 حتت». يبيع محمود خفاجى، الورنيش منتهى الصلاحية بالسوق، مشاهدته للفيلم كانت منذ عدة أيام، بعد انتهاء العرض راح يحكى لأصحابه: «على قد اللى الفيلم جايبه، بس يعتبر حنين عن اللى بنشوفه، الفيلم جايب أقل من معاناتنا». ما مر به «خفاجى» يراه يفوق أى دراما، يدفع كل جمعة ثمناً كبيراً للأرضية: «شُفت كتير، البلطجية يتفقوا معايا على 80 جنيه علشان أفرش شغلى، وبعدين يقولوا لى عايزين 100، ومرة يترمى لى فرشى فى الشارع، اتبهدلت». طوال سير «خفاجى» بالسوق، يرى ويسمع ما يحزنه، تمر من أمامه سيدة تجر عربة كشرى كتبت عليها: «حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى ياخد علبة ومايدفعش تمنها، تنزل فى بطنه نار»، ينظر الناحية الأخرى، فيسمع بلطجياً يسب الدين لأحد الباعة الواقفين، ثم يضرب يديه بكل قوة على فرشة البائع المسكين، مردداً بغل: «انت مش فرشت يبقى تدفع». تمر من أمامه ماجدة محمد وأمل طه، أرملتان تبيعان الشاى، راحلتان من السوق مبكراً: «سمعنا عن الفيلم من الواد بتاع اللبس اللى بيفرش جنبينا، أيوة إحنا غلابة، الشغل قليل، وبندفع إتاوة بالـ200 جنيه لبتاع الفردة علشان نفرش».
حكى محمد رمضان، لوالدته بائعة السندوتشات بالسوق عن الفيلم بعدما شاهده، فردت: «طب ما احنا شفنا كتير، فيه بلطجية بيتشطروا على الغلابة، مشكلتنا أننا بقينا شعب جبان، مابقاش فيه حد شهم يقف قصاد الظالم»، ما لم يعجب «رمضان» فى الفيلم هو نهايته، التى رآها غير منطقية، وهى انفجار قنبلة داخل السوق. عمرو عبدالجليل جسّد دور البلطجى ببراعة، حسب رأى البائع محمد جودة لزملائه: «قرب من الواقع، اللى مضايقنى أن فى السوق هنا متعلمين، لكن الدنيا جات عليهم، وييجى بلطجى يفرض عليهم إتاوة ويكلمهم وحش». حرص عبدالرحمن علاء، بائع ملابس، على مشاهدة الفيلم، رآه واقعياً بصرف النظر عن نهايته التى لم تلقَ إعجابه. عيون عادل زكى، ترى الكثير بحكم أنه صاحب المقهى الموجود على أول السوق: «حاجات بشعة، سرقة وبلطجة والمظلوم هو البياع الغلبان». كل يوم جمعة، يغلق «عادل» مقهاه مكتئباً بسبب حال الباعة البسطاء، كالظلم الذى يتعرضون له، والخروج بمكسب قليل للغاية، مقارنة بحجم القهر: «فعلاً والله فيه ناس كويس أنها عايشة.. ناس بتسف تراب».
«ماجدة وأمل»
أحد الباعة فى سوق الجمعة