"حياتهم الصمود".. أب يترك زفاف ابنته لاعتصام الخان الأحمر والعروس تنضم
صورة الزفاف
ما بين الخان الأحمر ومخيم عايدة في فلسطين استرق الأب منذر عميرة لحظات من الفرح ليكمل الطريق إلى فلسطين برغم أنف الاحتلال، واختلطت مشاعره ما بين عرس ابنته الكبرى والاستمرار في الاعتصام داخل الخان وبناء بيوت موازية لما يهده الاحتلال الإسرائيلي في تلك المنطقة حيث شرعت قوات الاحتلال في يوليو الماضي بهدم قرية فلسطينية في منطقة الخان الأحمر جنوب شرقي مدينة القدس، بعد أن سلمت المواطنين هناك أوامر بإغلاق طرق داخلية في التجمع، لاستخدام لـ"أغراض خاصة".
القلق والمعاناة كان الشعور الغالب على منذر عميرة الذي لم يغادر رفاقه المعتصمين إلا بعد بناء بيوت من الصفيح في قرية الوادي الأحمر، والتي هدمها الاحتلال بالأمس، وقبل ما نفذته القوات، يقول منذر، في حديث لـ"الوطن"، إنه ذهب لحضور حنة "غيداء" وكما وصل صباح يوم الحناء غادر صباح يوم العرس لينضم إلى رفاقه، ليتواجد هناك حتى الآن.
الأب هو ذاته منسق اللجان الوطنية لمواجهة الاحتلال والاستيطان في الضفة الغربية، وما بين الصفتين انقسم قلبه، يتابع مع عائلته الاستعداد لفرح كريمته عن بُعد يصل إلى 30 كيلو متر بينما يقبع مع رفاقه استعدادًا لمداهمة الخان، وهو الذي اعتاد مواجهتهم دون هرب حيث أُفرج عنه من السجن قبل ثلاثة أشهر فقط، بعد اعتقال دام لمدة ستة أشهر بتهمة المشاركة في فعاليات مقاومة الاحتلال واحتجاجا على اعتقال عهد التميمي من قبل قوات الاحتلال، ليراسل ابنته ألا تغضب منه، لتخبره أن موقفه يزيدها فخرًا به.
في اليوم التالي للعرس، فاجأت العروس أهال الخان المهددين بالتهجير بحضورها برفقة زوجها، ليقول منذر وهو ينشر صور ابنته عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك": "بعد حفل زفاف اعتراه الترقب والقلق على رفاق الدرب، وفي اليوم الأول لعرسها عروستنا الجميلة غيداء تزور الخان الأحمر لتعلن أنهم "الاحتلال وجماعته" لن يستطيعوا كسر إرادتنا وصمودنا وفرحنا، ولتنطلق برفقة الحبيب أمجد في بناء عائلة تنتصر لفلسطين ولحقوقها وأسراها وشهدائها ومقاوميها".