«الإخوان فاسدون»: اختلاسات بالملايين.. وسرقة أموال أسر «قتلى التنظيم» لشراء جنسيات أجنبية وقصور بالخارج
بسام عز الدين دويدار وأمير
«اختلاسات وفساد مالى بالملايين» أمور كان مسكوتاً عنها داخل تنظيم الإخوان الإرهابى منذ عقود كثيرة، بل كانت من المحرمات المحظور الحديث عنها أو البوح بها حتى فى الاجتماعات السرية للتنظيم، إلا أنها خرجت للسطح أخيراً خلال السنوات القليلة الماضية، بعد أن اشتد الصراع بين أجنحة الجماعة للاستيلاء على مقعد «المرشد» الموجود خلف الأسوار الآن.
والمفاجأة أن أسرار هذه الاختلاسات لم تبح بها المعارضة أو المنشقون عن التنظيم، وإنما كشفها قيادات التنظيم الحالى الهاربون بالخارج، أثناء معاركهم لتصفية خصومهم داخل الجماعة، وكان أشهرها الرسالة التى بثها أمير بسام، عضو مجلس شورى الإخوان عام 2017، كشف خلالها حجم الاختلاسات والسرقات الموجودة داخل تنظيم الإخوان، واستيلاء القيادات على أموال الجماعة وإنفاقها على أمور خاصة وشراء شقق بأسمائهم، وإقامة فى فنادق 5 نجوم، وقال «بسام» فى رسالته التى نشرها حينها على أحد المواقع الموالية للتنظيم: «يجب تفعيل الشفافية والمحاسبة فى قضية إنفاق أموال الجماعة، ومن يتقاضون مخصصات مقابل التفرغ، ومواصفات من يوظفون فى مؤسسات تابعة للجماعة ومصاريف السفر والإقامة فى الفنادق، التى تكون فى الغالب خمس نجوم على الأقل، وامتلاك البعض شققاً سكنية بأسمائهم».
وأضاف «بسام»: «بالطبع لن يكون التقرير المالى مشاعاً للجميع، ولكن على الأقل سيتم الفصل بين جهة الإنفاق وجهة الإعطاء، وأن تتم تسوية أى مبلغ منصرف ووضع ضوابط للإنفاق، ولكن أن تظل الماليات سراً ودون محاسبة فهذا باب للمفسدة»، مؤكداً فشل كل المبادرات التى طرحت خلال الفترة السابقة لإنهاء أزمة الإخوان، مشيراً إلى أن شيوخ التنظيم يتعاملون مع الجماعة كأنها مملوكة لهم. وتابع: «كنت أتمنى أن نرى من القيادة حرصاً على وحدة الصف ورغبة فى لم الشمل وليس تحويل الجماعة إلى مشروع ملاكى».
عضو مجلس شورى الجماعة: استولوا على الأموال لشراء شقق خاصة والإقامة بفنادق 5 نجوم على الأقل
وقالت مصادر مطلعة لـ«الوطن» إن قيادات التنظيم استولوا على أموال اشتراكات أعضائها وتمويلات التنظيم الدولى وبعض الدول التى تدعم التنظيم مالياً مثل قطر وتركيا وغيرهما، وهو ما أثار غضب شباب التنظيم وطالبوا بفتح تحقيقات موسعة داخل التنظيم. أما الفضيحة الثانية التى كشفتها أجنحة التنظيم المتصارعة، هى تورط قيادات الجماعة فى فساد مالى بالملايين بملف القنوات الإخوانية التابعة للتنظيم بالخارج والتى يستغلها للتحريض على نشر العمليات الإرهابية ضد البلد من الخارج، والغريب أن مُفجر هذا الأمر هو أحد قيادات الجماعة الإعلامية التى مارست تحريضاً يومياً لنشر العنف ضد الدولة، وهو عمرو فراج، مؤسس شبكة «رصد»، الذى قال فى رسالة له، إن الفساد المالى فى الجماعة أصبح منتشراً بصورة كبيرة، وهناك فساد مالى واختلاسات، خاصة فى الملف الإعلامى تجاوز الـ10 ملايين جنيه مصرى خلال الآونة الأخيرة.
وقال «فراج»: «هناك فساد مالى كبير تجاوز كثيراً المليون دولار أمريكى.. يعنى فوق الـ10 ملايين جنيه مصرى تم تبديدها وسوء استخدام لها وبعض الاختلاسات هنا وهناك.. كان الأولى والأجدر بها أهالى المسجونين من الجماعة، بينما يعربد آخرون فى شوارع إسطنبول غير عابئين بتضحيات الكثيرين فى مصر لأجل حفنة من الخونة أمثال محمود حسين والإبيارى ومنير ومن عاونهم ووافقهم».
مؤسس «رصد»: اختلاسات بمليون دولار بقنوات التنظيم.. والباقون فى مصر يضحون من أجل «خونة الخارج»
ولم يكن «فراج» هو فقط من فضح الفساد المالى الموجود بقنوات الإخوان الإعلامية، وإنما أيضاً أصدر العاملون فى قناة «الشرق» الإخوانية، منذ شهور، بعد عدم صرف مرتباتهم على مدار شهور، بياناً اتهموا خلاله القائمين على القناة بالفساد متمثلاً فى السطو على أكثر من نصف ما يقدم لها من الداعمين والرعاة، مشيرين إلى أن «قطع الكهرباء فى قناة الشرق، وإطفاء الشاشات عدة مرات، وتعطل التكييف، ليس بسبب أزمة مالية كما يدلس معتز (فى إشارة لمعتز مطر)، ولكن بسبب شراء معدات مستعملة متهالكة».
وأضافوا: «لم نكذب عندما تحدثنا عن زميلنا الذى أمر بتنظيف شقة مدير القناة، ولم ندلس عندما تحدثنا عن الآخر الذى عمل 4 أشهر تحت مزاعم أنه متدرب دون أجر فقط بوجبة طعام، ولكننا نقول الحقيقة ولدينا ما يثبت ممارسة الضغط والإرهاب على هؤلاء الشباب من قبل من لا رحمة لديهم ولا أخلاق».
وهو ما أكدته «صفية سرى»، إحدى العاملات بقناة الشرق، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى قائلة: «أتحدث عن الغباء أم الفساد أم الإهمال أم الاستعباط أم التواطؤ أم السفالة أم الوقاحة أم انعدام الشرف والضمير، أم عن العصابات التى استباحت كل الحرمات باسم الحرية.. أتحدث عن أموال الفقراء التى ابتلعوها فى بطونهم باسم الدفاع عن الحرية وهم أول مغتصبيها؟.. أم الملايين التى ينعمون بها حالياً فى كل مكان.. فى قصورهم وسياراتهم وجنسيات اشتروها وضمير باعوه.. أم أموال اليتامى والأرامل والقتلى والمحبوسين التى تضيع فى كروش الوسطاء العفنة».
«دويدار» لـ«دولى الإخوان»: امتنعوا عن دفع الاشتراكات منعاً لسرقتها وعامل بقناة «الشرق»: القيادات ابتلعوا أموال الفقراء باسم الدفاع عن الحرية
كما كشفت رسالة مسربة داخل التنظيم، عن استيلاء بعض قيادات التنظيم على قناة «وطن» الإخوانية، حيث قام أحد قيادات التنظيم وهو إسلام عقل، القائم بأعمال مدير قناة «وطن»، قبل أيام من ذكرى ثورة 25 يناير، بتغيير عقد إيجار القناة، دون الرجوع لمكتب إدارة الأزمة، الذى شكلته الجماعة عقب فض اعتصام رابعة، وأسس شركة صورية جديدة بِاسمه هو ومدحت الحداد، مسئول مكتب الإخوان فى تركيا.
وقالت الرسالة، المسربة بتاريخ 21/1/2016 «هذا العمل غير أخلاقى ويجر الجماعة لصراع جديد بعيداً عن الصراع الحقيقى فى هذا الوقت المريب قبل ذكرى 25 يناير وبشكل يسىء إلى الجماعة أمام الدول المضيفة، فهذه الممارسات غير الأخلاقية التى من شأنها أن تهدم قيماً ومبادئ ربت عليها الجماعة أبناءها طوال عقود طويلة قد تكررت خلال العام الماضى أكثر من مرة، سواء استيلاء على أموال وممتلكات أو مؤسسات خاصة بالجماعة، فإننا نؤكد أن أحداً من هؤلاء لن يفلت من المحاسبة والعقاب أياً كان موقعه، كما نؤكد أن المكتب غير مسئول منذ هذا التاريخ عن أى من الأعمال الإدارية أو المالية إلى الانتهاء من الإجراءات القانونية ووضع الأمور فى نصابها ومحاسبة المخطئ».
ولم يقتصر الفساد المالى للقيادات فقط على الاستيلاء على أموال القنوات الإعلامية، واشتراكات وتمويلات التنظيم الدولى، بل وصل لحد الاستيلاء على الأموال المخصصة لأسر قتلى ومساجين التنظيم، وذلك على حسب ما كشفه أحد كوادر التنظيم الشبابية، وهو عزالدين دويدار، قائلاً، فى رسالة عبر صفحته على «فيس بوك»: «أموال دعم أسر قيادات الجماعة بالسجون والهاربين، تحتكرها الرابطة العالمية للإخوان المتمثلة فى محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، وإبراهيم منير أمين التنظيم الدولى، يمنعونها عن مستحقيها الأصليين فى مصر والسودان وتركيا». ووجه القيادى الإخوانى رسالة إلى أعضاء التنظيم الدولى قائلاً: «لو أنت من الإخوان فى قُطر من الأقطار التى تجبى اشتراكاتها الرابطة، اجمع مع إخوانك أسهمكم وأرسلوها لمصر مباشرة، أو اكفل شقة من شقق الهاربين».