مُقيم دعوى التحفظ على أموال الإخوان: 60 يوماً تفصل «ثروات الإرهابية» عن خزانة الدولة
المحامي محمود عبدالله مقيم دعوى التحفظ على أموال الإخوان
كان حكم محكمة الأمور المستعجلة بالتحفظ على أموال جماعة الإخوان الإرهابية، بالغ الأثر لمنعه أعضاء الجماعة من التصرف فى أموالهم لحين صدور أحكام نهائية فى جميع القضايا المرفوعة ضدهم.
«عبدالله»: «السيسى» هو الرئيس الوحيد الذى واجه تطرف الإخوان «فكرياً واقتصادياً وقضائياً وأمنياً».. وهذا التنظيم لن يعود للحياة
وصدر الحكم بناء على الدعوى رقم 2315 لسنة 2013، التى أقامها المحامى بالنقض محمود عبدالله، والمستشار القانونى بحزب التجمع وعضو الأمانة المركزية. فى حواره مع «الوطن» يكشف مقيم دعوى التحفظ على أموال الإخوان، جميع التفاصيل المتعلقة بقرار اللجنة المشكلة بقانون 23 لسنة 2018 والمعروف بقرار «مصادرة أموال الجماعة».. وإلى نص الحوار..
ما تعليقك على قرار التحفظ على أموال الإخوان؟ وهل الحكم يجعل للدولة حق التصرف فى هذه الأموال بضمها للخزانة العامة؟
- هذا القرار صدر من اللجنة المشكلة بقانون 23 لسنة 2018، والتى تتشكل من 7 أعضاء من محاكم الاستئناف، ويرأسها أقدمهم، ويصدر بندبهم قرار من رئيس الجمهورية بعد موافقة مجلس القضاء الأعلى لمدة عام، ولا يعنى القرار مصادرة أموال الجماعة الإرهابية، لكن يعنى التحفظ عليها ووضعها بجانب أموال الخزانة لحين انتهاء إجراءات طعن المتهمين، حيث يحق لهم الطعن على القرار أمام محكمة الأمور المستعجلة خلال 30 يوماً، وحال صدور حكم من المحكمة فى غير صالح المتهمين يحق لهم رفع دعوى أمام محكمة الاستئناف خلال 30 يوماً أخرى، وإذا صدر حكم الاستئناف مؤيداً لقرار اللجنة يحق فى هذا التوقيت للدولة مصادرة أموال الجماعة الإرهابية، ولكن التسرع فى تسمية هذا القرار بالمصادرة أمر خاطئ.
وما علاقة الدعوى التى أقمتها فى 2013 وحصلت بها على حكم بالتحفظ على أموال الإخوان بقرار التحفظ الأخير؟ وهل أحكام الإعدام الأخيرة بحق أعضاء الجماعة لها دخل فى قرار التحفظ؟
- الحكم الذى صدر فى 2013 وضع أموال الجماعة الإرهابية تحت يد الدولة وجعلهم لا يستطيعون التصرف فيها ومنعهم من استخدامها فى تمويل الإرهاب أو تهريبها، ورغم ذلك استطاعت أجهزة ودول أخرى تمويل الجماعة الإرهابية والإرهابيين من «داعش وجبهة النصرة»، عبر الحدود بتهريب الأسلحة والمتفجرات لهم، فما بالنا لو كان للجماعة حق التصرف فى هذه الأموال التى تم التحفظ عليها فى 2013، أعتقد أن العمليات الإرهابية كانت ستتضاعف فى كل شبر فى مصر وكان سيتم تهريب جزء كبير من هذه الأموال للخارج، كما أن هذا الحكم أوقف إدارة الإخوان للقنوات الإعلامية والمواقع الصحفية والمدارس والجمعيات الأهلية والمستشفيات والشركات التى كانوا يُديرونها.
ما تأثير قرار التحفظ على تنظيم الإخوان الإرهابى؟
- هذا القرار يقتلع البنية التحتية لتنظيم الإخوان، ونستطيع أن نقول إن التنظيم لن يعود مرة أخرى للحياة، ولأول مرة منذ أكثر من 90 عاماً، تواجه الدولة التنظيم أمنياً وفكرياً وقضائياً واقتصادياً، ففى العهد الناصرى واجهت الدولة الإخوان أمنياً أكثر من أى مواجهة أخرى، وكذلك فى عهد مبارك، لكن بقى الإخوان يمارسون أنشطتهم الاقتصادية بكل حرية، وكان لهم حضور إعلامى وسياسى، لكن فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى فالدولة تواجه الجماعة الإرهابية على جميع الاتجاهات، فـ«السيسى» لديه إرادة حقيقية فى القضاء على كل من يحمل أفكاراً متطرفة، وهنا يجب أن نشيد بأداء الجيش المصرى والشرطة المدنية فى محاربة أبناء هذه الجماعة المتطرفة فى سيناء، كما أن ثورة 30 يونيو العظيمة هى التى فتحت الباب أمام تلك الحرب للحفاظ على حق المصريين فى حياة آمنة.
شباب «التنظيم» العاملون فى الشركات والقنوات والجمعيات المتحفظ عليها سيبحثون عن مصالحهم بعد أن أصبح عبئاً عليهم.. والقرار يقتلع البنية التحتية للجماعة.. ولولا التحفظ على أموالهم لتضاعفت العمليات الإرهابية فى مصر
هل سيسهم قرار التحفظ فى التأثير على علاقة شباب الجماعة بالتنظيم؟
- سيكون له تأثير سلبى، خاصة أن كثيراً من أعضاء الجماعة من الشباب يعملون فى هذه الشركات والمدارس والجمعيات والقنوات والمستشفيات المتحفظ عليها، ولن يكون لهم مستقبلاً نفس النفوذ الذى كان، ولن يحصلوا على ذات المكاسب، الأمر الذى سيجعل ارتباط هؤلاء بالتنظيم يضعف وسيبحثون عن مصالحهم بعيداً عن التنظيم الذى أصبح عبئاً عليهم، كما أن خروج هذه المشروعات الضخمة من تحت سيطرة الجماعة سيقضى على أحلامهم، خاصة أن كثيراً من الشباب والقيادات الوسطى كانوا على علاقة قوية بالجماعة فقط لتأمين مستقبلهم الوظيفى والحصول على دخول ضخمة، وقد توارث أبناء القيادات الوسطى كثيراً من هذه الوظائف، لكن بعد فقدان الجماعة ذراعها الاقتصادية وأصبحت لا تمتلك مميزات وظيفية أو مالية فلن يكون الانضمام لها ميزة جاذبة.
وكيف ترى هجوم المنظمات الدولية على أحكام القضاء المصرى ضد جماعة الإخوان؟
- الإخوان إحدى أذرع الولايات المتحدة لتنفيذ مخطط تقسيم الشرق الأوسط، وفى المقدمة مصر، لكن ثورة 30 يونيو أحبطت هذا المخطط، ما أحزن أمريكا وحلفاءها، وجعلها تدفع هذه المنظمات العالمية، التى تنفق عليها واشنطن، للهجوم على أحكام القضاء المصرى.