مواد نظرية وتطبيق عملي.. كيف أُعد خريجو أول دبلومة لمواجهة المخدرات؟
حفل تخريج أول دفعة من الدبلومة المهنية
شهدت جامعة على تخرج 20 طالب وطالبة بحصولهم على أول دبلومة مهنية جامعية على مستوى الدول العربية والشرق الأوسط، متخصصة في مواجهة تعاطي المخدرات، بحضور الدكتور غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة.
سنة كاملة منقسمة إلى فصلين دراسيين بنظام الساعات المعتمدة، تخللها دراسة مواد نظرية أعدتها جامعة القاهرة وتطبيق عملي أشرف عليه صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، في إطار خطة قومية أعدتها وزارة التضامن الاجتماعي القومية لمكافحة تعاطى المخدرات، والاستفادة من الخريجين ببرامج صندوق مكافحة الإدمان المختلفة.
وعن بداية التفكير في الدبلومة، قال هشام جمعة أخصائي علم نفس وعلاج الإدمان بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، إن المشروع بدأ في 2017، عندما تم توقيع بروتوكول تعاون بين الصندوق وجامعة القاهرة، والتي كان من أهم بنودها إنشاء دبلومة مهنية لتدريب الكوادر لاستطاعة التعامل مع مرضى الإدمان بصورة محترفة، خاصة بعد أن أصبحت مشكلة المخدرات خطيرة واضحة في المجتمع واصلة نسبتها لـ10%.
"الدفعة التي تخرجت كانت عقولها محبة للعلم ولمزيد من المعرفة، تستطيع الدولة الاستفادة منها على أرض الواقع"، هذا ما أكده الدكتور فكري محمد، أستاذ علم النفس الارتقائي بكلية الآداب بجامعة القاهرة، والمشرف على تدريس بعض المواد للطلاب.
وعن الجزء النظري الذي تم تدريسه للخريجين خلال فترة دراستهم، أوضح الدكتور فكري محمد، أن الدبلومة هي أول عمل علمي جاد على أرض الواقع لإعداد كوادر حقيقية تتعامل مع ظاهرة من أخطر الظواهر المهددة للمجتمع بعيدا عن العشوائية وعدم التخطيط واحتلال المراكز القيادية أناس غير مؤهلين.
وأضاف محمد في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن دبلومة مكافحة الإدمان هي تأهيل شامل من الناحية النظرية ومن ناحية العملية، مشيرا إلى دراسة الطلاب مواد في الجانب النظري تتعلق بالأسس البيولوجية للإدمان، والأسس العلاجية الدوائية والجوانب الاجتماعية والوبائية، فهذه المواد عبارة عن خلفية نظرية على أساسها تتم عملية الاستفادة من التدريب العملي.
وأكد أستاذ علم النفس الارتقائي بكلية الآداب بجامعة القاهرة، أن التوازن بين الجانب العلمي والنظري أعطى متعة للدارسين وزيادة رغبة التعلم، فالجرعة النظرية أفادت الطلاب عند إجراء المقابلات التكنيكية المختلفة ومقابلات التحليل الإنمائي لظاهرة التعاطي، بالإضافة إلى معرفة وضع خطة علاجية في ضوء علمي يستطيع تنفيذها.
وفيما يخص الجانب العملي، الذي أشرف عليه صندوق مكافحة الإدمان، مستطيعا تدريبهم بالمستشفيات على تقييم الحالات وصولا للمراحل العلاجية، مطبقين الاختبارات التي تم تدريسها بأحدث الأساليب في مراكز علاج الإدمان المختلفة.