خبراء: سوء التخزين يهدر 20% من الناتج المحلى
وصف عدد من الخبراء طريقة تخزين القمح فى الشون الترابية بأنها «غير صحية»، لأنها تعرض القمح للتلف وعوامل الرطوبة وتهدر 20% من القمح المحلى، وشددوا على ضرورة إنشاء الصوامع لأنها هى الطريقة الأنسب فى حفظ الغلال وحمايتها من التلوث.
فى المقابل، تؤكد دراسة أجرتها الشركة القابضة للصوامع والتخزين أن نسبة الفاقد من القمح بسبب سوء التخزين تصل إلى نسبة 10% من كمية القمح بسبب الاستعانة بشون القمح الترابية والأسفلتية لتخزين 90% من القمح.
من جهته، يقول عبدالله غراب، رئيس الشعبة العامة للمطاحن والمخابز باتحاد الغرف التجارية، إن سوء التخزين يرفع من فاقد القمح المحلى، لأن البيئة التى يوضع القمح فيها على التراب وفى العراء يسبب تلف كميات كبيرة وإهدار كمية تفوق الـ20% من القمح الذى تشتريه الحكومة من الفلاحين سنوياً، ويقول: الشون الترابية غير مؤهلة نهائياً لتخزين القمح.
ويضيف: الحكومة تشترى القمح المحلى بأسعار مرتفعة، وتخزنه فى ظروف بيئية خاطئة وتعامله معاملة سيئة وتهينه، فيما تعامل القمح المستورد معاملة جيدة وتحترمه وتحفظه فى صوامع أفضل حالاً من الشون».
وينتقد «غراب» حال مطاحن القطاع العام، مشدداً على أن وسائل الغربلة والطحن بعضها بدائى، ولا يستطيع إخراج ومنع الحصوات من التسرب للدقيق المطحون، مطالباً بتحديث المطاحن البدائية، وأيضاً أن تحسن الحكومة اختيار الشون، وتراعى المواصفات الصحية والبيئية فى إنشائها، حتى لا تعرض القمح للتلف أو تعرضه للحشرات.
فيما يرى حمدان طه، وكيل أول وزارة التموين السابق، أن الشون لا تصلح لتخزين القمح، وقال: «تم وضع خطة منذ عدة أعوام لتحويل بعض الشون الترابية إلى صوامع، لكن ضعف التمويل حال دون ذلك»، منتقداً تعامل الحكومة الحالية مع قضية تخزين القمح، قائلاً: «الحكومة تهمل هذا الملف رغم أنه يهدر ما يزيد على 20% من القمح ويصل إجمالى تكلفة الكمية المهدرة إلى 2 مليار جنيه سنوياً».
ويوضح المستشار أمير الكومى، رئيس جمعية حماية المستهلك، أن الجمعية تلقت شكاوى كثيرة تتعلق بجودة رغيف الخبز، معترفاً بضعف المنظومة الرقابية على شون التخزين، وأن المواطن المصرى يتناول خبزاً غير صحى، ويقول: «هناك غياب واضح لدور وزارة الزراعة متمثلة فى بنك التنمية والائتمان الزراعى وأيضاً وزارة التموين ومباحث التموين، والدليل وجود قمح فاسد حتى الآن داخل الشون».
ويعتبر بنك التنمية والائتمان الزراعى، أحد أطراف المشكلة حيث يستحوذ على نصيب الأسد فى إعداد الشون التابعة له، والتى تبلغ 392 شونة ترابية وأسفلتية، ويؤكد الدكتور محسن البطران، رئيس بنك التنمية والائتمان الزراعى السابق، أن تكلفة تدوير طن القمح فى الشون الترابية تصل إلى 96 جنيهاً، يحصل البنك من الدولة على 60 جنيهاً فقط، فيما يتحمل البنك فرق التكلفة، مما يجعل هناك مشكلة تواجه عملية التخزين.
ويعترف «البطران» بوجود أزمة فى الشون الخاضعة لإشراف البنك، مؤكداً وجود خطة لتطوير بعض الشون لتصبح ملائمة لتخزين القمح.
اخبار متعلقة
القمح ثروة مصر المهدرة
شونة «الأبعادية» فى دمنهور: «خلطة قمح.. بالتراب والحشرات»
عمال طحن: نستقبل قمح الشون مخلوطاً بالفئران الميتة
«السلامونى»: اتفقنا مع «التموين» على إنشاء 42 صومعة جديدة
رئيس بنك التنمية والائتمان الزراعى: نعمل على بناء 15 صومعة معدنية
«الصوامع المعدنية».. الطريقة الصحية لحفظ القمح دون فاقد