«هبة» أم لطفلين «متنمِّر ومتنمَّر عليه»: طلعت من التجربتين بمحاضرات توعية استفادوا منها
«أحمد» وشقيقه
تنمر طفلها الأكبر على زميله فى الفصل بسبب مشكلة فى أسنانه، وبعدها بثلاث سنوات تنمر الأطفال على ابنها الأصغر بسبب مشكلة فى نطقه للكلام، عاشت هبة عبدالمحسن، صيدلانية، التجربتين مع طفليها، فأحدهما متنمر والآخر متنمر عليه، لكنها تصف الأولى بالأصعب والأكثر قسوة، فليس سهلاً أن يكون لها ابن تسبب فى إيذاء مشاعر غيره: «رُحت له المدرسة فوراً وقابلت الولد وجبت للفصل كله حاجة حلوة عشانه وحاولت أخليهم صحاب ونجحت»، تحكى أن طفلها كان يسخر من زميله، وبدأت تنبهه إلى هذا الخطأ الفادح: «ابنى كان لسه صغير فى أولى ابتدائى ومش مدرك حجم المشكلة، بس دايماً كنت بقول له إن ده حرام»، انتهى الموقف وبدأت تجربة جديدة مع التنمر ولكن هذه المرة مع طفلها «أحمد» الذى كان لديه مشكلة فى النطق مما تسبب فى ضحك زملائه عليه: «علمت ابنى إننا كويسين بعيوبنا والضحك مش شرط يكون مقصود، وفضلت أشجعه».
خضع صاحب الـ11 عاماً لجلسات تخاطب وتحسنت حالته ويدرس حالياً فى الصف السادس الابتدائى: «حالة ابنى كانت أهون عليا بكتير، عرفت أتعامل معاها لكن إن الشكوى تيجى من ابن ليا الأمر مش هين».
تحرص «هبة» على تهذيب سلوك طفليها وحثهما على تقبل الآخر واحترامه وعدم إيذاء مشاعر الغير، مستدلة بما حدث مع أصغرهما وحزنه من التعليقات الساخرة عليه: «قلت لأولادى كلنا عندنا عيوب مش لازم كلها تظهر ربنا بيسترنا.. بلاش نفضح حد، ووارد يصحى من النوم يلاقى عنده عيب ظاهر».
استعدت السيدة الأربعينية للدراسة هذا العام بشكل مختلف من خلال عقد محاضرة للصغيرين للحديث حول التنمر والاستشهاد بآيات من القرآن الكريم تحثهم على احترام الآخر ومنها آية رقم 11 فى سورة الحجرات، وشرح معانيها لهما والتى تحث على عدم السخرية من أحد أو احتقار شخص سواء بالقول أو الفعل، والتأكيد على عدم الاستهزاء بأحد وجعله مثاراً للضحك: «الجميل إن الولاد استجابوا ياريت كل أب وأم يعملوا كده».