تقارير عالمية: زيارة «أردوغان» لـ«برلين» تكشف عزلته وتزيد من خصومه
أردوغان
تعرض الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لسلسلة من المواقف المحرجة خلال زيارته الأخيرة لألمانيا، التى حاول من خلالها فتح صفحة جديدة للعلاقات مع «برلين»، لكنها عكست حالة العزلة التى تعيشها السياسة الخارجية التركية المرتبكة، وتدهور علاقة أنقرة بدول الاتحاد الأوروبى.
وقالت إذاعة «دويتشه فيله» الألمانية، أمس، إنه منذ الإعلان عن زيارة «أردوغان» إلى «برلين» وسيل الانتقادات لا يتوقف، ومع وصوله الفعلى لألمانيا تصاعدت أصوات منتقديه. ورصدت «دويتشه فيله» أبرز المحطات المثيرة للجدل فى زيارته، والتى شملت تأكيد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على الاختلافات العميقة بين البلدين، فى الوقت الذى كانت الزيارة تستهدف تهدئة التوتر وفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين.
وخلال الزيارة، أعلنت «برلين» عدم نيتها منح تركيا مساعدات جديدة، وانتقدت المستشارة الألمانية وضع حقوق الإنسان فى تركيا، خلال المؤتمر الصحفى بين البلدين الذى شهد أيضاً إخراج أحد المصورين الصحفيين من المؤتمر الصحفى المشترك بين «ميركل» و«أردوغان»، بعد أن ارتدى الصحفى أرطجرل يجيت قميصاً كتب عليه «الحرية للصحفيين فى تركيا»، باللغتين الألمانية والتركية.
الأمر لم يختلف كثيراً عند استقبال الرئيس الألمانى فرانك فالتر شتاينماير لـ«أردوغان» فى قصر «بيلفو» الرئاسى فى «برلين»، حيث قاطع العديد من الساسة الألمان المشاركة فى مأدبة العشاء المُقامة على شرف الضيف التركى احتجاجاً على سجل حكومته فى مجال حقوق الإنسان.
الرئيس التركى فشل فى ترميم علاقاته بألمانيا.. و«ميركل» أكدت الخلافات العميقة بين البلدين
وقالت «دويتشه فيله»: «رفض العديد من السياسيين المعارضين الألمان لقاء الضيف التركى. كما تم تنظيم مظاهرات ضد زيارة أردوغان فى عدة مواقع فى برلين وكولونيا». ولفت موقع «سكاى نيوز» البريطانى، إلى أن معارضى «أردوغان» فى ألمانيا استقبلوه بالتظاهرات والصور التى شبهته بالزعيم النازى أدولف هتلر، حيث نظمت الفعاليات المعارضة احتجاجات تحت شعار «أردوغان غير مرحَّب بك فى ألمانيا». ووصف العنوان الرئيسى لصحيفة «بيلد» الألمانية اليومية الأكثر مبيعاً، تصريحات «أردوغان» خلال الزيارة بأنه: «خطاب الكراهية ضد ألمانيا»، وذلك فى عددها الصادر أمس الأول فى ختام الزيارة، بينما اختارت صحيفة «نيوز دويتشلاند» الألمانية «مانشيت» فى صفحتها الأولى، كتب باللغة الكردية بعنوان «أردوغان غير مرحَّب به». وقالت «فرانس 24»، فى تقرير أمس، إن «كبار حلفاء ميركل قالوا إن الزيارة كانت سابقة لأوانها واستبعدوا تقديم أى مساعدات اقتصادية جديدة لتركيا التى عانت من تراجع عملتها فى أعقاب فرض واشنطن عقوبات تجارية عليها». واستشهدت القناة برئيس لجنة الشئون الخارجية فى البرلمان الألمانى نوربرت روتجين، الذى قال: «توقيت هذه الزيارة كان خاطئاً. كان مبكراً للغاية.. فالعلاقة التركية الألمانية ليست أفضل ولا أسهل بعد هذه الزيارة». أما صحيفة «تليجراف» البريطانية، فقالت إن «أردوغان» فشل فى زيارته، حيث كان من المفترض أن تكون تلك الزيارة سبباً فى إصلاح العلاقات بين الحليفين فى «الناتو»، لكنها فقط سلطت الضوء على انقساماتهما الصارخة. وأشارت «تليجراف» إلى أنه خلال المؤتمر الصحفى مع «ميركل» لم تكن هناك دلائل تذكر على وجود أرضية مشتركة بعد أن أجرى الجانبان محادثات وجهاً لوجه.
وفى الوقت الذى ذكرت فيه المستشارة الألمانية أنه: «لا تزال هناك اختلافات عميقة بيننا حول حرية الصحافة وسيادة القانون»، استغل أردوغان المؤتمر الصحفى للمطالبة بتسليم صحفى تركى بارز يعيش فى منفى اختيارى فى ألمانيا، وهو المؤتمر الذى شهد احتجاج صحفى تركى ومطالبته بالإفراج عن الصحفيين القابعين فى السجون التركية.
وتدهورت العلاقات بين الاتحاد الأوروبى وتركيا فى شكل كبير منذ محاولة الانقلاب فى يوليو 2016 وعمليات التطهير التى أعقبتها. وأكد وزراء خارجية الدول الـ28 فى الاتحاد فى اجتماع فى لوكسمبورج نهاية يونيو الماضى أن مفاوضات انضمام أنقرة «تراوح مكانها».