«التنمر» على الحلوين.. «آية» بتتعاير فى المدرسة: «يا أم عيون زرقا وشعر أصفر»
صورة «آية» على السوشيال ميديا
قبل أيام من بدء الدراسة، بدأت حملات عدة ضد التنمّر، الذى قد يتعرض له الطلاب داخل المدارس، الأمر الذى يؤثر سلباً فى حياة الطفل، وكانت أكثر النماذج ترتبط بعيوب خلقية تتعلق بالمظهر، أو استقواء بعض الطلاب على آخر، لكن «آية»، تلميذة الصف الأول الابتدائى، كانت جميلة لا عيب فيها، غير أن ذلك لم يُسلمها من التنمّر.
أميرة: «زمايلها قالوا لها مش هنلعب معاكى عشان صابغة شعرك»
بعد عدة أيام من انطلاق الدراسة، عادت «آية» وبداخلها كثير من التساؤلات، وتكسو وجهها علامات الحزن، ولم تجد أفضل من شقيقتها لتحكى لها عن كلام زميلاتها بالمدرسة الابتدائية، وعن ألمها من حديثهن معها، فهى فى نظرهن لا تستحق اللعب معهن، ولا الوقوف معهن، والسبب لون عينيها الأزرق السماوى والشعر الأصفر: «رجعت لينا من المدرسة شكلها زعلان، وعشان إحنا بنتكلم مع بعض على طول، فابتدت تحكيلى كل حاجة» تحكى أميرة الشرقاوى شقيقة آية، والتى تدرس طب الأسنان، وحاولت الاستماع إلى حديث أختها كله وطمأنتها بما تستطيع من كلمات محفزة وإيجابية: «بيقولوا لها انتى صابغة شعرك ليه، ما تخليه زينا وخلاص، وعشان عينيها ملونة بشكل مميز فضلوا برضه يكلموها بشكل وحش» لتسأل «آية» أختها عن حقيقة تلك الصبغة، ورغم الاستفسار الذى قد يبدو مضحكاً، فإن أميرة حدثتها بكل جدية: «وفهمتها إن ده شعرها وشكله كده وإنه علامة من علامات الجمال».
كنوع من الدعم، نشرت أميرة صورة أختها على إحدى مجموعات مواقع التواصل، وشرحت للمتابعين ما تعرضت له أختها، لتحوز الصورة آلاف التفاعلات، من الذين استهجنوا ذلك النوع من التنمر المتعلق بالشكل الحسن، فشيماء إبراهيم، اعتبرت الفتاة جميلة إلى حد كبير، وأوصت أختها بدعمها دائماً والتحدث مع المدرسين فى مدرستها: «دى جميلة جداً، لازم تكلمى المدرسين بتوعها وتخلّى بالك من أختك، يعنى حتى الحلوين بيتريقوا عليهم هما كمان». ويرى دكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، أن الطفل المتنمر غالباً ما قد يخضع لمعاملة أسرية سيئة، ولم يتلق تثقيفاً أو تربية كافية للتعامل مع أطفال فى مثل سنه، وأنه يمارس ذلك التصرف كنوع من تفريغ المعاملة السيئة التى يتلقاها: «الأسرة مربط فرس».
صورة «آية» على السوشيال ميديا