مات الأب فجمعت الأم أبناءها: «ورشة أبوكم هتفضل مفتوحة»
«عصمت» داخل ورشة الحدادة التى ورثتها عن زوجها
بعد وفاة زوجها منذ عدة أشهر، جمعت أولادها الأربعة وأخبرتهم أن ورشة والدهم ستظل مفتوحة، حيث قررت أن تفتح ورشة الحدادة التى كانت تعمل فيها مع زوجها قبل وفاته، وطلبت من أبنائها أن يساعدوها حتى يظل اسم الأب موجوداً على مصدر الدخل الوحيد الذى تمتلكه الأسرة.
كانت عصمت رضا، تعمل مع زوجها فى ورشته التى تقع فى منطقة الناصرية بالسيدة زينب، طوال 30 عاماً وهى تقف إلى جواره وتساعده، حتى استطاعا أن يربيا أبناءهما الأربعة: «من يوم ما اتجوزت قلت له إيدى فى إيدك وهساعدك ونكمل المشوار سوا، عشان كده بعد ما مات مارضتش أقفل الورشة ولا أخلى العيال يمسكوها لوحدهم.. إيدى بإيديهم زى ما كنت بعمل مع المرحوم». تتذكر «عصمت» كيف بدأت حياتها الزوجية من داخل الورشة: «كنت كل يوم أنزل معاه، حتى بعد ما خلفت، ولما كان رايش يدخل فى عينى كان ياخدنى على مستشفى قصر العينى عشان يعالجونى، وكنت بعمل معاه نفس الحكاية، كنا ع الحلوة والمرة مع بعض». أقاربها كانوا يندهشون من عملها فى الورشة ومن تحملها لدرجة حرارتها المرتفعة: «مكانش يهمنى كلام الناس، أهم حاجة شغلنا وعيالنا وإننا نكفى بيتنا وما نحتاجش لحد».
تعلمت «عصمت» صاحبة الـ55 عاماً، من عملها الصبر وقوة التحمل، وأن الحياة مليئة بالمصاعب: «السوق علمنى إن الست لازم تعتمد على نفسها، الحياة صعبة».
ثلاثة من أبنائها يعملون معها فى الورشة التى تديرها، الأول «أحمد» وهو خريج دبلوم صنايع، و«محمود» خريج دبلوم تجارة، والأخير «روبى» يدرس بالصف الثالث الثانوى، أما «محمد» ففضل العمل فى المحاسبة بعيداً عن مهنة والده: «طول ما ولادى موجودين فى الورشة أنا بكتفى بالإدارة لكن لسه قادرة أشتغل بإيدى».
التعامل مع الزبائن أكثر ما يتعبها، وإدارة مكان يعمل فيه أبناؤها ليس بالأمر الهين عليها، حسب قولها: «ساعات بيزعلوا، كبروا بقى ومش عايزين حد يعمل عليهم ريس، لكن أنا بمشى الإدارة بالمسايسة».
لا تكتفى «عصمت» بعملها فى الورشة، فبعد عودتها تقوم بالأعمال المنزلية من غسيل وطهى وتنظيف: «لازم أتعب وأبقى قوية، اتعلمت إن دايماً اللى يخاف يتعور، واللى مايتعبش ماينولش».