إخصائى التكييف فى «رابعة حقوق»: النيابة العامة هى الأمل
محمد جمال
لم يكن من أحلام وطموحات محمد جمال، ابن محافظة المنيا والطالب بالفرقة الرابعة فى حقوق أسيوط، استكمال دراسته الجامعية، لأن عمله لأكثر من 15 عاماً فى ورشة والده للتبريد والتكييف بشرم الشيخ، وتعلمه أصول «الصنعة» جعله فنى تبريد وتكييف محترفاً، وبالتالى كان الحصول على المؤهل الجامعى أمراً روتينياً بالنسبة له دون النظر للعمل به.
«محمد»: «شهادة بناخدها وخلاص لأن أهلى عاوزين كده.. ولا توجد تعيينات فى الحكومة»
«شهادة بناخدها وخلاص لأن أهلنا عاوزين كدة»، كلماتٌ مختصرة عبّر بها «محمد»، صاحب الـ22 عاماً، عن السبب المجهول الذى دفعه لتحقيق رغبة والده فى دخول الجامعة والالتحاق بكلية الحقوق، رغم أنه كان يرغب فى استكمال طريقه فى عالم المهنة، لأنه يدرك جيداً أنه لا توجد تعيينات فى الحكومة للشباب الجامعى، وفرص العمل فى مكاتب المحاماة قليلة، وتتطلب سنوات طويلة حتى يصبح محامياً متمرساً.
أمرٌ وحيدٌ يراه «محمد» أنه يمكنه تغيير رغبته فى استكمال حياته بمهنة التبريد والتكييف، هو التعيين فى النيابة العامة بعد التخرج، وهو الأمر الذى يراه فى غاية الصعوبة، فالطالب الذى أوشك على التخرج من الجامعة يخطط لإدارة المحل الخاص بأبيه فى شرم الشيخ بعد انتهاء الدراسة.
الشاب الصنايعى لا يجد حرجاً فى تعريف العملاء بدراسته الجامعية، وكونه على وشك الحصول على المؤهل العالى، وعن ذلك يقول: «لما الزباين بيعرفوا إنى فى جامعة معاملتهم بتتغير وبيعاملونى أحسن من أى صنايعى، فالمعاملة الجيدة من الزبائن هى الميزة الوحيدة لدراستى فى الجامعة». «محمد»، الذى رضى أن يكون فنى تبريد وتكييف، لا يسعى لتغيير الواقع المفروض عليه، بل يراه مناسباً له، ويمارس مهنته فى مركز ملوى بالمنيا حيث يسكن هناك، بالقرب من أسيوط، حيث الجامعة التى يدرس فيها والمدينة الجامعية التى يقطنها أيام الدراسة، لكن قلبه معلق بشرم الشيخ حيث ورشة والده التى يعد الأيام منتظراً انتهاء دراسته الجامعية لإدارة الورشة بدلاً من والده، هو لا يفكر فى الزواج قبل الاستقرار، مضيفاً: «لما أخلص جامعتى وأخلص من قصة الجيش هبقى أفكر فى الجواز»، لأنه ما زال يرى نفسه غير مستعدٍ لخطوةٍ جديدةٍ فى حياته، رغم كونه «صنايعى كسيب» لا ينقصه المال، إلا أنه يرغب فى الاستقرار فى «الصنعة»، ويكون صاحب ورشة، بعيداً عن كونه شاباً جامعياً.