هموم الدنيا أثقل من شكائر الجبس والأسمنت.. واسألوا «ثريا»
«ثريا» بائعة الجبس والأسمنت داخل محلها الصغير
سنها الكبيرة لم تمنعها من مواصلة عملها، تنزل فى السابعة صباحاً، تقف داخل دكان يحمل اسم «أم على الموّانة» فى شارع سلامة حجازى بمنطقة السيدة زينب، تجيب طلبات الزبائن، حركاتها الثقيلة بفعل الشيخوخة، تتحول لخفة واضحة ومرونة وسرعة فى حال تلبيتها لطلبات الزبائن، تضع الجبس داخل دلو يحيطه الصدأ، ثم تحمله بيديها إلى الميزان، تنحنى بظهرها كشاب فى العشرين، حتى تنتهى من أداء مهمتها بنجاح، ثم تعود للجلوس مرفوعة الرأس راضية عن نفسها.
بدأت ثريا السيد، العمل فى مهنة الموّان بعد وفاة زوجها، فى البداية لاحظت ضعف زوجها نتيجة إصابته بحساسية فى صدره بسبب تأثير الجبس والرمل والأسمنت، فاتخذت قرارها بالنزول لمساعدته، خاصة أن ابنها «على» كان صغيراً: «الست المصرية، لما تتحط فى مسئولية بتكون قدها، جوزى كان تعبان وابنى صغير ومحتاجين مصاريف، كنت أقعد أحط إيدى على خدى يعنى؟». كانت تحمل شكائر الأسمنت على كتفها، وفى حال زيادة عدد الشكاير، كانت تقوم بتأجير «أزق»، وتجره للمكان المطلوب: «وكنت أشيل الشكاير على ضهرى واطلع بيها السلم، أطلع شكارة وانزل آخد التانية، وأوصل لحد 10 شكاير، ولما أتعب ما قولش إنى تعبانة، علشان أوكل وأربى ابنى».
توفى زوجها متأثراً بمرضه، فواصلت «ثريا» عملها فى الدكان، ظلت تعمل بنفس المجهود، لم تتوقف عن النزول للعمل يوماً، على الرغم من أن الجسد يتعب وسنوات العمر تزيد: «رجليّا وجعونى ودراعى كمان، الدنيا هدّتنى».
على الرغم من شعورها بالتعب فى الكثير من الأحيان، فإنها تفضل النزول للعمل عن الجلوس فى المنزل: «أحب الشغل قوى حتى لو بيتعبنى، وأحب الشارع كمان، البيت بيتعبنى نفسياً، ده لو حد قالى خدى إجازة حتى يوم الجمعة، بتخانق معاه، وأنزل برضه الشغل».