"لو مناخيرك متحرقتش تبقى مسافر".. غازات مصنع أسمدة يخنق سكان المنصورة
سماد طلخا
توقف مصنع شركة الدلتا للأسمدة "سماد طلخا" بالدقهلية في ساعة مبكرة اليوم، مما تسبب في إطلاق كميات كبيرة من غاز النشادر "الأمونيا" في الهواء، وسبب حالة من الاختناق لأهالي مدينتي المنصورة وطلخا من منتصف الليل حتى الساعات الأولى من اليوم الاثنين.
وعبر عدد كبير من المواطنين عن غضبهم الشديد خوفا على أطفالهم نتيجة انتشار غاز النشادر بصورة كبيرة في الجو خاصة في المناطقة المقابلة للمصانع.
وقال محمود جاد، أحد سكان المنصورة، "إننا منذ عدة شهور لم نشعر برائحة الأمونيا الصادرة من مصنع سماد طلخا كما شعرنا به ليلة الأحد وصباح الاثنين، فقد امتلأت شقتي بالغاز وأصبحت أنا وأطفالي نتنفس الهواء المشبع الغاز حتى ضاقت أنفاسنا، ولم أستطيع أن أفعل أي شيء".
وأضاف، نحن مع الصناعات الوطنية لكننا ضد أن نتسبب في قتل أطفالنا أو إصاباتهم بالأمراض ولذلك على قطاع الصحة والبيئة بمحافظة الدقهلية التحرك سريعا لإنقاذنا، لا من هذه المرة ولكن من عدم تكرار ما حدث.
"لو حضرتك مناخيرك متحرقتش من رائحة الأمونيا الناتجة من مصنع السماد فأكيد حضرتك مسافر ومش في المنصورة النهاردة" هكذا عبر الدكتور إيهاب عباس، أحد سكان المنصورة، عن غضبه الشديد من رائحة النشادر الصادرة من مصنع سماد طلخا، وقال: المرضى والأطفال لم يتمكنوا من التنفس بسبب رائحة الغاز الشديدة، والتي شعر بها كل سكان المنصورة.
وأضاف عباس لـ"الوطن" أن التلوث الموجود في محافظة الدقهلية جعلها من أولى المحافظات إصابة بالسرطان، وبالبحث في موقع جوجل نعرف حجم أخطار ما نحن فيه على صحتنا وخاصة الأطفال، وعلى جميع الجهات التحرك السريع من أجل الحفاظ على البيئة.
وقال مصدر مسؤول بجهاز شؤون البيئة بالدقهلية، إن أجهزة الرصد الإلكتروني رصدت ارتفاع الملوثات من الساعة التاسعة من مساء الأحد، وهذا ظهر معنا في القراءات من خلال التطبيق الموجود على الموبايل والمتصل بالمصنع، وتواصلنا مع المهندسة آمال السيد، رئيس فرع جهاز شؤون البيئة بالمنصورة، والتي تدخلت فورا لوقف الانبعاثات، وظهرت معنا بعدها هبوط القراءات.
وأضاف المصدر، أن لجنة دائمة تتابع المصنع، من خلال جهاز "موبايل لاب" وذلك موجود في استراحة المحافظ، وهذا الجهاز مربوط على الشبكة القومية لرصد الملوثات، وتصل لنا منه التقارير كل ساعة، ويتم رصدها، ولذلك كان التدخل سريع لوقف الملوثات، وكنا قبل استخدامه لا نعرف عن التقارير شيء إلا بعد أسبوع، وعندما وصلتنا تقارير بوجود زيادة في نسبة النشادر في الهواء أخذنا متوسط يومي، والقانون المصري حدد 120 ميكروجرام/متر مكعب، إلا أنها ليلة أمس تخطت أضعاف هذه النسبة.
ومن جانبه قال المهندس عبد الواحد الدسوقي، رئيس مجلس إدارة شركة سماد طلخا الجديد، "إنه حدث توقف مفاجئ نتيجة أن خط غاز تصنيع ضرب، وكان لازم يتوقف المصنع فجأة، وحاليا المصنع متوقف وسيستمر توقفه لمدة يومين على الأقل، وسيعاد تشغيل المصنع بعد إصلاح العطل".
وأضاف الدسوقي لـ"الوطن": "أن المعمل الكيميائي للبيئة متواصل معنا على الموبايلات "تطبيق الرصد على الموبايل"، ولا توجد عينة واحدة غير مطابقة، جميع العينات مطابقة، وأرجو أن الكلام العلمي الناس تشتغل فيه بالعلم وليس بالعين، ونحن في تقدم مستمر".
يذكر أن وزير قطاع الأعمال زار المصنع في شهر سبتمبر الماضي ووعد بتولي تطوير المصنع بأحدث التكنولوجيا خلال عام بدلا من الموجودة حاليا، وبعدها تم تشكيل مجلس إدارة جديد لوقف نزيف الخسائر بالمصنع والتي وصلت في ميزانية 2017/2018 مبلغ وقدره 712 مليون جنيه.