«أباطرة» العالم تحاصرهم الاحتجاجات.. ورائحة الأزمات التجارية
الرئيس الأمريكى ونظيره الصينى خلال لقاء سابق
تنطلق فى العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، اليوم فعاليات قمة مجموعة العشرين، وسط مخاوف متزايدة من تطورات الاقتصاد العالمى، والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ومستقبل التجارة العالمية، وستشهد القمة لقاءً مرتقباً بين الرئيس الأمريكى دونالد ترمب ونظيره الصينى شى جين بينج، ويشارك فى القمة العديد من المنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولى، والبنك الدولى، ومنظمة التجارة العالمية، ومجلس الاستقرار المالى، ومنظمة التنمية والتعاون الاقتصادى، ومنظمة العمل الدولية، والأمم المتحدة. وعلقت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية على القمة بالقول إن الحدث الأكبر فيها سيكون اللقاء بين «ترامب» و«شى جين بينج»، فى محاولة من «واشنطن» و«بكين» للوصول إلى تهدئة التوتر، ومنع زيادة التعريفات الجمركية العام المقبل، مشيرة إلى أن المفاوضين عملوا جاهدين خلال الأسابيع الأخيرة إلا أن المسئولين قلقون أيضاً بعدما هدد «ترامب» مجدداً فى مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال خلال الأسبوع الماضى بفرض رسوم جديدة على الواردات الصينية، وما زالت احتمالات التصعيد متزايدة.
وقال نيكولاس سبيرو، الخبير السياسى والاقتصادى البريطانى، إن الاجتماع المرتقب بين الرئيسين الأمريكى والصينى خلال القمة قد يثير تكهنات بوقف إطلاق النار مؤقتاً بين البلدين، أو على الأقل التعهد بمواصلة التفاوض لإنهاء الحرب التجارية، وأوضح، فى مقال بصحيفة «ساوث تشاينا مورننج بوست» الصينية، أنه أصبح من الصعب فك تشابك الشبكة المعقدة من العوامل التى ساهمت فى خلق المشكلة بين البلدين، لأن الحرب التجارية فاقمت التوتر لأنه حتى فى الصين كانت العلاقات تتدهور قبل تصاعد الحرب التجارية، مشيراً إلى أنه منذ منتصف يونيو الماضى عندما فرضت الولايات المتحدة تعريفة جمركية بقيمة 50 مليار دولار على الواردات الصينية، بحلول نهاية مايو، انخفضت نسبة المكون الصينى بنسبة 14.5% منذ أواخر يناير، وبدأ الانخفاض الحاد لليوان مقابل الدولار فى شهر أبريل، وكانت الأسواق قلقة بشأن تباطؤ الطلب المحلى فى الصين منذ بداية هذا العام، واعتبر أن عملية التخلص من الديون هى التهديد الأكبر لتصاعد الحرب التجارية.
«فاينانشيال تايمز»: لقاء «ترامب» و«شى جين بينج» الحدث الأكبر.. و«إسرائيل نيوز»: تل أبيب ستوفر وسائل الدفاع والأمن الإلكترونى للاجتماعات
وأشارت صحيفة «جورنال دو مونتريال» الكندية إلى تنظيم معارضى القمة مظاهرات احتجاجية فى بوينس آيرس، وتابعت أن مظاهرات كبيرة ستعقد ابتداء من اليوم، ضمن فعاليات مسيرة فى وسط عاصمة الأرجنتين للتأكيد على أن «ترامب» غير مرحب به، ونقلت الصحيفة عن لوسيانو جيتو، أحد منظمى الاحتجاجات أنه لا توجد نية لاستخدام العنف أو منع القمة من الانعقاد أو الاشتباك مع قوات الشرطة.
من جانبه، قال موقع «إسرائيل نيوز» إن إسرائيل ستوفر وسائل الدفاع والأمن الإلكترونى لاجتماع مجموعة العشرين، بعد أن وقعت وزارة الدفاع الأرجنتينية العام الماضى عقداً مع نظيرتها الإسرائيلية لتوفير خدمات الأمن الإلكترونى للاجتماع، بقيمة تزيد على 5 ملايين دولار، لتشكيل فريق استجابة لحالات الطوارئ المتعلقة بأمن المعلومات وفريق استجابة لحوادث أمن الكمبيوتر.
وفى 21 سبتمبر الماضى، وقع البلدان اتفاقية تنفيذ المشروع، الذى يتضمن القدرة على منع الطائرات بدون طيار من الوصول إلى نطاق معين، وجمع وتحليل المعلومات من الشبكات الاجتماعية، فيما شكلت وكالة الاستخبارات الفيدرالية الأرجنتينية مجموعة من 25 ألف ضابط لضمان تأمين القمة، وتشكيل مجموعات عمل مشتركة مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وجهاز الاستخبارات البريطانى، وجهاز الأمن الفيدرالى الروسى.
وتابع الموقع الإسرائيلى أن الشرطة الفيدرالية فى الأرجنتين ألقت القبض على شقيقين يوم الجمعة الماضى يشتبه فى صلتهما بحزب الله اللبنانى بناء على المعلومات التى قدمتها المجموعة اليهودية الأرجنتينية، حيث اكتشفت الشرطة ترسانة أسلحة صغيرة تضمنت بندقية وعدداً من المسدسات، بالإضافة إلى أسلحة أخرى، وقالت الوكالة اليهودية إنها تلقت معلومات مجهولة المصدر عن الأخوين، وأبلغت الشرطة عنهما، وتبين أن هذا التلميح جاء على الأرجح من الموساد.
وذكرت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية أن وزراء المالية المجتمعين فى بوينس آيرس سيحاولون تجنب تصعيد الإجراءات الحمائية التى ينتهجها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وتابعت الصحيفة فى تقرير لها أن موضوع الإجراءات الحمائية لم يكن على جدول أعمال اجتماع وزراء المالية ومحافظى البنوك المركزية لمجموعة العشرين، لكن التهديدات الحمائية للولايات المتحدة فرضت نفسها بشكل طبيعى على قائمة المناقشات التى بدأت اليوم، ومن المقرر أن تدخل الرسوم الجمركية التى فرضها دونالد ترامب (25٪ على الصلب و10٪ على الألومنيوم) حيز التنفيذ يوم 23 مارس.
وتابعت: ربما تنجو كندا والمكسيك مؤقتاً من هذه التعريفات، ونقلت عن أولاف شولز، وزير المالية الألمانى الجديد، الذى تقلد منصبه منذ أسبوع، أنه لا يزال يأمل فى أن تعفى الولايات المتحدة دول الاتحاد الأوروبى من الرسوم الجديدة، حتى لا يضطر الاتحاد إلى اتخاذ إجراءات للرد على ذلك.
ونقلت الصحيفة عن بيير موسكوفيتشى، المفوض الأوروبى للشئون الاقتصادية، أن دول الاتحاد الأوروبى أرادت أن تحتل مكانة الحليف وليس العدو بالنسبة للولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبى ليس مسئولاً عن المشكلات التجارية الرئيسية، واستهداف بلدانه أمر غير مناسب وذلك رداً على كلمة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منذ أيام، التى وصف فيها الأوروبيين بـ«الأعداء» من خلال انتقاد سياستهم النقدية، وهددهم باتخاذ إجراءات ضد المنتجات الأوروبية.
ونقلت شبكة «سى إن بى سى» الأمريكية عن بول جروينوالد، كبير الاقتصاديين فى مؤسسة ستاندرد آند بورز جلوبال ترادينجز، قوله: «أعتقد أن ترامب سيكون أكثر صرامة مع الصين».
موضوعات متعلقة
كبير الباحثين الروس: مكافحة الإرهاب والأزمة السورية أولويات «موسكو»
خبير فى «معهد واشنطن»: لن تصل لتسويات سياسية.. وإيران تسيطر على لقاء «ترامب - بوتين»
ملفات الحرب والنفط والنفوذ السياسى على مائدة «قمة العشرين»