خبير فى «معهد واشنطن»: لن تصل لتسويات سياسية.. وإيران تسيطر على لقاء «ترامب - بوتين»
ديفيد بولوك
استبعد رئيس منتدى فكرة فى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ديفيد بولوك، أن تؤدى قمة العشرين، التى تنعقد فى الأرجنتين، إلى تسويات سياسية فى عدد من الملفات مثل الوجود الإيرانى فى سوريا، أو الصراع الروسى فى أوكرانيا، لافتاً فى حواره لـ«الوطن»، إلى أن القمة قد تخفف من الصراع التجارى بين أمريكا والصين، وتحاول الوصول لحل وسط بين البلدين فى ظل تقاسمهما للخسائر الاقتصادية، ونفى «ديفيد» أن تؤثر العقوبات الاقتصادية الأمريكية على السياسة الإيرانية فى المنطقة.
ما توقعاتكم لما ستؤول له قمة العشرين المرتقبة، هل تساعد فى إعادة تنظيم العالم أم تزيده فوضى؟
- سياسة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تختلف عن السياسة الخارجية الأمريكية، فقد تعودنا منه على المفاجآت، لذا لا نعلم ماذا سيحدث خلال هذه القمة، لكنها فرصة للقاءات بين زعماء بعض الدول التى تلعب دوراً شديد الحساسية فى هذه اللحظة، ما يضفى أهمية مضاعفة لهذه القمة مقارنة بالقمم السابقة التى كانت رمزية وليست ذات فاعلية على الساحة الدولية، لكننا الآن أمام مفترق طرق فى العلاقات الدولية، على سبيل المثال هناك توترات بين أمريكا وتركيا، وهناك أيضاً صراعات داخلية، فمثلاً نجد الشعور بالاحترام الذى يكنه «ترامب» للرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، رغم وجود خلافات أمريكية داخلية بشأن العلاقة مع روسيا، والاتهامات المتعلقة بالتدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية، ما يجعل هذه القمة فرصة لإيجاد توازن أفضل فى العلاقات الدولية.
ديفيد بولوك: العقوبات الأمريكية على «طهران» لم تستطع تحجيم نفوذها بالشرق الأوسط
ما توقعاتك للمناقشات التى يمكن أن تحدث بين الرئيس الأمريكى ونظيريه الروسى والكورى الشمالى؟
- هناك العديد من القضايا، مثل سوريا والنفوذ الإيرانى فيها، والموقف الروسى تجاه هذه النفوذ، واحتمال اشتباكات مباشرة بين إيران وإسرائيل فوق الأراضى السورية، وهناك قضية أخرى وهى العقوبات الأمريكية الاقتصادية ضد روسيا بسبب التدخلات والاعتداء الروسى فى شبه جزيرة القرم فى أوكرانيا، ولا أتوقع نتائج ملموسة أو إيجابية فعالة فى كوريا الشمالية أو سوريا أو حتى فى أزمة أوكرانيا، ولكن على الرغم من ذلك فإن استمرار المفاوضات المباشرة على أعلى المستويات بين أمريكا وروسيا أفضل من انقطاع هذه الاتصالات بين الطرفين، والموقف الأمريكى فى العلاقات الروسية مرتبط للأسف بالمشكلات الداخلية الأمريكية السياسية بين الرئيس والحزب الجمهورى ومعارضيه فى الحزب الديمقراطى، لذلك يصبح التغيير فى الموقف الأمريكى فى هذا الأمر من الصعوبة بمكان، وهو نفس الوضع فى الداخل الروسى، لأن «بوتين» ليس لديه الرغبة أو القدرة على التغيير فى السياسة الخارجية الروسية، لأن الشرعية السياسية الداخلية لديه تعتمد على الموقف المتشدد تجاه أمريكا فى الخارج، وأتوقع استمرار العلاقات غير الطيبة بين أمريكا وروسيا لكنها لن تصل لحد المواجهة العسكرية.
لا أتوقع نتائج إيجابية فعالة فى كوريا الشمالية أو سوريا أو أوكرانيا رغم استمرار المفاوضات المباشرة
ما تقييمك لتأثير العقوبات الأمريكية الاقتصادية الأخيرة على إيران فى تحجيم نفوذ الأخيرة بالمنطقة؟
- فى هذا الموقف يمكن اعتبار أمريكا معزولة، فى ظل رفض حلفاء أمريكا فى دول أوروبا لهذا الموقف المتشدد تجاه إيران، بخاصة الانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى، الذى عقد عام 2015، ما يجعله موقفاً أحادياً أمريكياً، وليس هناك إجماع دولى كما كان فى الماضى فيما يتعلق بفرض عقوبات اقتصادية، ولذلك لا أتوقع أن هذه القضية تظهر فى قمة العشرين، ولكن السؤال يبقى هل هذه العقوبات مؤثرة؟
إجابتى هى لا، لأن هذه العقوبات تضغط على إيران بشكل جاد، لكن إيران للأسف مستعدة للتعامل وتجنب هذه العقوبات بشكل ما أو بآخر، مثل تهريب النفط أو المواد الأخرى الإيرانية، والتجارة السرية الصامتة غير الشرعية فى بعض أنحاء العالم فى آسيا وأفريقيا، لذلك أتوقع فترة طويلة فى المستقبل القريب بدون نتائج ملموسة بالنسبة لتحجيم النفوذ الإيرانى.
فى رأيك، إلى أى أيديولوجيا يستند «ترامب» فى شعاره «أمريكا أولاً» فى ظل صعود يمينى ملحوظ بالدول الغربية؟
- فى الحقيقة الشعب والرأى العام الأمريكى حالياً، والحزبان الرئيسيان فى أمريكا، الجمهورى والديمقراطى، والكونجرس، كلهم منقسمون، ولا أتوقع أن يتغير الوضع فى المستقبل القريب، بل أتوقع استمراره بسبب صعوبات القرار السياسى الأمريكى الداخلى، وتأثير هذا الشعار الأمريكى، أو التيار اليمينى الشعبوى على الدول الأخرى فى العالم، خصوصاً فى أوروبا وشرقها وفى أمريكا اللاتينية، فى رأيى ضعيف، وأعتقد فى كل دولة هناك عوامل ودوافع داخلية أقوى كثيراً من أى تأثير خارجى، وصحيح أن «ترامب» يعزز ويشجع التيار اليمينى الشعبوى فى النمسا والمجر أو البرازيل كما رأينا فى الانتخابات الأخيرة، لكنه مجرد شعار، بدون تأثير فعال.
موضوعات متعلقة
كبير الباحثين الروس: مكافحة الإرهاب والأزمة السورية أولويات «موسكو»
«أباطرة» العالم تحاصرهم الاحتجاجات.. ورائحة الأزمات التجارية
ملفات الحرب والنفط والنفوذ السياسى على مائدة «قمة العشرين»