طبق «عدس» من إيد «صبرية» ولا برد «العتبة»
وجبة ساخنة تقدمها «صبرية» للعمال والمارة
مع انخفاض درجات الحرارة وتقلب الطقس، يلجأ المواطنون إلى منازلهم للاحتماء بها، ويلتحفون بالملابس الثقيلة، بينما فى شارع «الجيش» بمنطقة العتبة، يهرول العمال والمارة نحو عربة «صبرية» للفوز بطبق «عدس» يمنحهم قسطاً وافراً من الدفء.
صبرية محمد، 75 عاماً، تجوب الشوارع بجلباب لا يحميها من البرد، وتشمر كمها، لتقديم طبق العدس الساخن والخبز للعاملين، الذين يلتهمونه فى دقائق قليلة بنهم شديد، ولا تنصرف قبل أن تطمئن على كل واحد منهم، وكأنه ابنها: «الناس بتحب العدس فى الشتا، وأنا أحسن واحدة تعمله فى مصر، باطبخه بالزبدة، وأحط عليه جرجير وبصل أخضر وليمون، وبالهنا». فتة العدس تعدها «صبرية» أيضاً لعمال العتبة، فتقف أمام العربة فى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل لإعداد أكلاتها للساهرين: «عمال غلابة يا عينى، بيشتغلوا فى عز التلج وبيستنونى، فباعمل لهم العدس وأخلص على تانى يوم الصبح».
تأقلمت «صبرية» مع البرد، وتحتمل قسوته حتى وقت اشتداد المطر: «اسمى صبرية، ودايماً صابرة على البرد والمطرة اللى بتنزل فوق دماغى وتغرق لبسى، وكل همى إزاى أكسب لقمة العيش، وأبسط الناس الغلابة».