حملة "الوطن"| ترعة «الإخيوة - السماعنة».. كابوس يطارد أهالى «عزبة الصباغ» بالشرقية
القمامة تملأ ترعة «الإخيوة - السماعنة» بالشرقية
بطول كيلومتر تقريباً، تخترق ترعة «الإخيوة - السماعنة»، قلب «عزبة الصباغ» فى مركز الحسينية بالشرقية، لتشطرها نصفين، تتراص على جانبيها المنازل، بينما تسد القمامة والحيوانات النافقة مجراها، لتتحول من مصدر لرى الأراضى إلى مقلب للقمامة ومصب للصرف الصحى، فلا مفر من تهديد سلامة الأطفال بعد انتشار المعديات غير الآمنة بين ضفتيها.
عصام السيد محمود سليم، موظف بالأزهر الشريف، أكد أن الأهالى يعانون من أضرار كثيرة من الناحية الصحية والبيئية، وتقدّموا بعدة شكاوى لوزارات «الصحة، البيئة، والرى» بالإضافة إلى مجلس الوزراء إلا أنه لم يحدث شىء رغم إدراجها ضمن خطة التغطية منذ عام 2008، مشيراً إلى أن إجابة الموظفين على أسألتهم بشأن عدم تغطيتها حتى الآن اقتصرت على أن السبب فى عدم التغطية هو مديرية الرى، مضيفاً أنه منذ نحو عامين توجّهت لجنة من الجهات المختصة إلى القرية لمعاينتها، وأفادوا بأنه تقرّر تغطية مساحة 700 متر، إلا أنهم فوجئوا بعد ذلك بتردّد أقاويل أن مديرية الرى أوقفت التنفيذ دون معرفة السبب، ولفت إلى أنهم تقدّموا بشكوى إلى أحد أعضاء مجلس النواب عن دائرة الحسينية، الذى أفاد بإدراجها ضمن خطة لتغطية المجرى، ثم أوقفوا التنفيذ دون سبب.
الأهالى: الترعة المارة بالعزبة مصدر للأمراض بسبب المخلفات والحيوانات النافقة ومعديات تهدد أرواح وسلامة الأطفال.. و«عصام»: تغطية الترعة اعتُمدت فى ميزانية عام 2008 وحتى الآن لم يحدث شىء
وأضاف: الترعة تمتلئ بالقمامة والحيوانات النافقة حتى تكاد تتساوى بالأرض، ويجد المزارعون صعوبة فى سحب المياه بالماكينات لرى أراضيهم الزراعية فى حين ترسل مديرية الرى «كراكة»، لرفع المخالفات والأتربة من الترعة بمعدل مرة كل شهرين وتترك المخلفات على جانبيها، مما يؤدى إلى تساقطها فى الترعة مرة أخرى، بالإضافة إلى أن أهالى الإخيوة يتخلصون من الصرف الصحى بالترعة، واسترسل قائلاً: «مجلس الوزراء يبحث عن البيئة النظيفة والتطوير وبناء البلد واللحاق بالعالم المتقدم، ونحن نعيش فى بيئة لا تصلح أن يعيش فيها الكلاب وليس البشر».
وأشار إلى أن الأهالى مستعدون لإطلاق مبادرة لجمع تبرعات وتغطية الترعة بالجهود الذاتية إذا كانت الموارد المالية غير متوافرة لدى الجهات المختصة. وتابع: «الحكومة لو مش قادرة تغطيها، إحنا نغطيها ونوفر التكلفة.. فقط ما نريده اتخاذ إجراءات جادة من الحكومة، وأن تتم أعمال التغطية تحت إشراف الجهات المختصة.. كل ما نرجوه أن نعيش حياة آدمية».
وأوضح محمود محمد الشوادفى، من أهالى القرية، أن الترعة موجودة منذ أكثر من 50 سنة، وعندما طالبنا بتغطية الترعة تم تغطية 3 كيلومترات فقط، ولم يتم تغطية باقى الترعة، مشيراً إلى أن الترعة عندما كانت تصل إليها مياه النيل لم تتعرّض لتراكم المخلفات، على عكس ما يحدث الآن، فالمياه لا تصل للترعة باستمرار، وإنما خلال أيام محدّدة فقط، فضلاً عن أن التخلص من الصرف الصحى بإلقائه فى مجراها يؤدى لانتشار الحشرات والروائح الكريهة، وبالتالى انتقال الأمراض للأهالى، مثل الحساسية والفشل الكلوى وغيرها، فضلاً عن استخدام الأهالى معديات من جذوع الشجر للعبور بين ضفتيها رغم خطورتها وتهديدها لأرواح الأطفال الذين تعرّضوا للسقوط فى المياه، وتم إنقاذهم من قِبَل شباب القرية.