الخوف من «الديكتاتور».. ميليشيات الإخوان تروج لنظرية «الحاكم الإله»
أكد خبراء وسياسيون على ثقتهم فى عدم عودة فكرة «الحاكم الديكتاتورى» سواء بترشح شخصية عسكرية لرئاسة مصر مثل الفريق أول عبدالفتاح السيسى أو حتى شخص مدنى، لافتين إلى أن انتماء «السيسى» للمؤسسة العسكرية ليس بالضرورى أن يخلق منه حاكماً ديكتاتورياً إذا ما وصل للمنصب، كما يردد أنصار جماعة الإخوان «الإرهابية»، متفقين على أن الشعب المصرى لن يقبل على الإطلاق بعودة «الحاكم الديكتاتورى» بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، خصوصاً أن الدستور الجديد يقوض صلاحيات رئيس الجمهورية.
قال الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع السابق، إن الشعب المصرى والجماهير الحاشدة هى التى تنادى وتطالب بترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى للرئاسة، بعد ما أظهره من حسن نوايا وطريقة تفاعله مع الشعب للإطاحة بالحكم الإخوانى الديكتاتورى، وعرّض نفسه للخطر فى سبيل تلبية مطالب الشعب وثورته، لافتاً إلى أن الحاكم بتصرفاته وأفعاله يجبر الشعب على أن يختاره، ولا بد أن ينصاع الجميع، بمن فيهم «السيسى»، لإرادة الشعب فى اختياره له رئيساً للجمهورية. ووصف السعيد شائعات جماعة الإخوان «الإرهابية» بتحول «السيسى لحاكم ديكتاتورى لمجرد أنه رجل عسكرى»، بأنها من قبيل التخاريف، لأن هناك حكاماً مدنيين وكانوا أكثر ديكتاتورية ومنهم «مرسى» الذى فرض هيمنة جماعته، مشيراً إلى أن صفة العسكرية هى صفة الانضباط وليست صفة مشينة. وأوضح أن القائد العام للقوات المسلحة رجل وطنى ومن أبناء الشعب الأوفياء، ومن حقه كغيره أن يترشح للرئاسة، لافتاً إلى أن كثيراً من العسكريين الذين تولوا مناصب عليا فى البلاد كانوا أكثر ديمقراطية من مدنيين، وعلى سبيل المثال الذى عايشته الملايين خالد محيى الدين عضو مجلس قيادة ثورة 52 الذى كان نموذجاً يحتذى فى الديمقراطية، وهو الذى وضع مبادئها عام 54، وعندما اختلف مع زملائه انسحب بهدوء حتى لا يحدث انقسام فى الجيش.
فيما أكد الكاتب الصحفى صلاح عيسى، رئيس تحرير جريدة القاهرة، أن العالم كله الآن يدرك حقيقة انتهاء عصر الحكام الديكتاتوريين، وتحطم ديكتاتورية الحكام تحت أقدام الثورات، لافتاً إلى أن مصر لن تقبل على الإطلاق بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو أى حاكم ديكتاتورى، موضحاً أن الإطاحة بـ«محمد مرسى» بعد عام من توليه الحكم خير دليل على ذلك.
وقال إن الفريق أول عبدالفتاح السيسى سيصبح رجلاً مدنياً بمجرد خلعه بدلته العسكرية عند الإعلان عن ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية، فى ظل دستور يحدد صلاحيات الرئيس القادم واختصاصاته، ولا يتركها مطلقة كما كانت فى العصر السابق، مشيراً إلى أن «السيسى» بمجرد فوزه فى انتخابات الرئاسة سيصبح هو رئيس السلطة التنفيذية الذى سيكون مجبراً ومرغماً أمام الشعب على تنفيذ برنامجه فى الإصلاح، وإقامة دولة القانون التى ترسخ مبادئ المساواة، ويلتزم فيها المواطنون بواجباتهم وفى المقابل سيحصلون على حقوقهم.
وأكد أن السيسى يتميز عن غيره بما يمتلكه من مواهب وصفات عسكرية متمثلة فى الحسم واتخاذ القرار والحزم فى تنفيذه، والنشاط والحيوية والعمل الجاد الذى ينعكس تلقائياً على حياة المجتمع وسلوكيات المواطنين، وهو أساس ما دعت إليه ثورة 25 يناير، لافتاً إلى أن التغيير الكيفى الذى شهده المجتمع المصرى فى الشأن العام منذ انطلاق شرارة ثورة 25 يناير يؤكد أن درجة الوعى السياسى لدى المواطن المصرى ارتفعت بما لا يسمح بأن يطغى أى حاكم أو يمارس أساليب الديكتاتورية، مهما كان، مؤكداً فى الوقت ذاته أن «السيسى» كان من أوائل من طالب الرئيس المعزول محمد مرسى بالتخلى عن الديكتاتورية وحكم الهيمنة، بعد أن فرض «مرسى» وجماعته سطوتهم على البلاد طوال عام كامل. وأوضح أن الدستور الجديد الذى سيجرى الاستفتاء عليه خلال يومين هو أكبر ضمانة للشعب المصرى من عودة عصر الديكتاتورية مرة أخرى، وسيحول بكل مواده القوية دون عودة الحاكم بأمره، لأنه دستور يؤدى إلى مجموعة من التوازنات داخل سلطات الحكم.
واتفق الناشط السياسى جورج إسحاق، المنسق العام السابق لحركة «كفاية»، مع القول بأن مصر بعد 25 يناير لا يمكن أن يحكمها ديكتاتور، موضحاً: «محدش ديكتاتور تانى يقدر يقرب من حكم مصر، ومحدش حيقدر يتحكم تانى فى المصريين»، مضيفاً أن عصر الديكتاتوريين تحطم تحت أقدام الثورة.
الأخبار المتعلقة:
«وقفة تحليل» مع خطاب «السيسى»
تحليل المضمون.. تجاوز الجميع وخاطب وجدان وعقل الشعب مباشرة وأصاب الإخوان بـ«خيبة أمل»
حق الترشح.. عودته لـ«الدفاع» فى يد الرئيس القادم
تفويض الجيش.. استطلاع رأى القادة.. و«العسكرى» يصوت على القرار
التفويض الشعبى.. استجابة المصريين «خطاب ضمان» للفريق
مسرح الجلاء.. من هنا ينطلق «السيسى» دائماً
وزير الدفاع.. صدقى صبحى الأقرب للمنصب واختياره أمر طبيعى ومتوقع لأنه الأكثر دراية بالأحداث
الرئيس المحتمل.. جاهز لاستدعاء الشعب
الرئاسية أولاً.. اتجاه «الفريق» للترشح يحسم المسار الجديد لخارطة الطريق