خبراء: الإعلام تأخر كثيراً فى هذا المجال واقتراحات بإطلاق صندوق للتمويل
ليلى عبدالمجيد
حالة من التراجع شهدها الفيلم الوثائقى فى الإعلام المصرى على مدار السنوات الماضية، بينما يحاول التعافى اعتباراً من الربع الأخير من العام الماضى، وسط حالة من الترقب إن كان بإمكانه النهوض مجدداً والاستمرار على هذا النحو، أم أنها فترة من الوقت ويُصاب بالخمول مرة ثانية، لا سيما أنه يتطلب جهوداً ضخمة.
ياسر عبدالعزيز: لا يجذب مشاهدات وإيرادات وإنتاجه يُمثل صعوبة داخل القنوات
يقول الدكتور ياسر عبدالعزيز إن الأفلام الوثائقية تحتاج إلى قدر كبير من الموارد وتركيز الجهود المهنية، حيث إنها تتسم بصعوبة تنفيذها فى بعض الأحيان، موضحاً أن هذا اللون ليس من أنواع المحتوى التى تجذب مشاهدات وتحقق إيرادات، إذ إن قرار إنتاجه يُعد صعباً، واتخاذه يكون برغبة الوسيلة الإعلامية فى التأثير والتمركز، وليس فى الرواج وجنى العوائد.
وأوضح «عبدالعزيز» لـ«الوطن» أن هناك بعض المبادرات حالياً لاستعادة هذا اللون مجدداً والعمل على إنتاجه، لكن هذه المبادرات لم تُظهر الجودة المطلوبة، وتتخذ منحى دعائياً أكثر من الصحفى، مطالباً بعدم الإهمال فى إنتاج هذه النوعية من الأفلام، رغم الاعتراف بأنها تتطلب جهوداً ضخمة، فضلاً عن التركيز على الجوانب الاحترافية وليس الدعائية.
ومن جانبها، قالت الدكتورة إلهام يونس، أستاذ الإعلام المساعد ورئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بالمعهد الدولى العالى للإعلام، إن مصر تعيش أزمة فى إنتاج الفيلم الوثائقى، وكان يُعامَل فى حدود ضيقة جداً على مدار السنوات الماضية، لافتة إلى أهمية وجود هذه النوعية من الأفلام التى لديها قدرة على الرد على الأكاذيب ونقل الصورة الحقيقية فى الشارع دون تهوين أو تهويل.
وأضافت «إلهام» لـ«الوطن» أن الإعلام المصرى تأخر كثيراً فى الاهتمام بهذا اللون من الأفلام، لذلك من الضرورى على القائمين عليها إنتاج أعمال ذات أهداف تعليمية وتربوية وترويجية أيضاً للمعالم والمبادرات الموجودة داخل الوطن، لأن هذه الأفلام تنقل رسائل لأكبر قدر من الجمهور، مؤكدة أن مصر غنية بالمواد الوثائقية، بداية من التاريخ والشخصيات المؤثرة، مروراً بالأفكار والمبادرات المجتمعية.
وأكدت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، أن الأفلام الوثائقية لها دور وطنى كبير، وتزداد أهميتها فى ظل الثورة التكنولوجية الهائلة، وذلك من خلال توضيح سياسات دولة ما، أو استعراض التاريخ وخلفياته، لافتة إلى أن جزءاً من الشهرة التى حققتها «الجزيرة» يرجع إلى الأفلام الوثائقية التى تنتجها.
وقالت «ليلى» لـ«الوطن» إن التطور الحاصل فى الإعلام حالياً من خلال الاهتمام بالأفلام يتطلب وجود برامج تدريبية للعاملين فى هذا المجال، مع إمكانية استقطاب كوادر من الخارج، لافتة إلى الصعوبات المالية التى قد تواجه رؤساء القنوات التى تنتج هذا الفن، ومواجهة ذلك من خلال وجود صندوق لتمويل الأفلام، وإحداث حالة من التعاون بين المؤسسات الإعلامية وبعضها البعض.