إسكافى المرضى وكبار السن: مين هيفصّل جزم دلوقتى؟
«شاكر» داخل ورشته فى السيدة زينب
منذ أكثر من نصف قرن، يقوم شاكر أحمد بنفس المهمة، يفتح باب الورشة فى الصباح الباكر، وينتظر زبائنه من أهالى السيدة زينب لتصليح الأحذية، الأمنية التى قليلاً ما تتحقق فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة لأهالى المنطقة، فاتجه إلى تفصيل الأحذية لكبار السن، آملاً فى زيادة الإقبال عليه: «فيه ناس كتير بتطلب منى أفصّل ليها أحذية، خاصة فى المناسبات».
تتراوح أسعار تفصيل الأحذية فى الورشة بين 100 و200 جنيه، المبلغ الذى لا يراه كبيراً: «ساعات بتعدى الـ200 جنيه كمان، أنا بستخدم جلد طبيعى، وبعمل نفس الموديل اللى الزبون بيطلبه بالظبط، وفيه زباين بتطلب حذاء لمريض عنده مشكلة فى القدم، وبفصّله مخصوص له وبالمواصفات المحددة بدقة»، ويستغرق نحو 10 أيام ليكون الحذاء جاهزاً للاستخدام: «بجيب الخامات من منطقة باب الشعرية، وبشتغل لوحدى فى الورشة، كل يوم أفنن حاجة، ومفيش صنايعى تحت إيدى».
بنبرة حزينة ينعى «شاكر» حظه وصنعته التى تراجعت كثيراً عما كانت عليه فى الماضى: «الناس دلوقت بتجرى على الجاهز، أما اللى بيزور الورشة فقلة من أهالى المنطقة القدامى عزّلوا وراحوا أماكن تانية، لكن مابيرتاحوش غير فى القالب اللى بفصّله». ولا يتنازل فى جودة خاماته المستخدمة لتقليل التكلفة: «اللى بيميز التفصيل عن الجاهز إنه بيهتم بكل التفاصيل، حتى فرشة الحذاء لازم تكون من الجلد الطبيعى».
مهمة أخرى يؤديها «شاكر» داخل ورشته، وهى تلميع الأحذية، لكن قليلاً ما يُطلب منه ذلك فى الوقت الحالى: «كل فين وفين ييجى زبون، على عكس الحال زمان، كان الناس بيجيبوا الأحذية تتورنش وتتلمع، وتطلع من الورشة جديدة، ومش بدقق معاهم فى السعر، مش أكتر من 10 جنيه للفردتين».