ستيني يرفع شعار "إحنا لسه شباب".. ويشارك بتجهيز 100 عروسة بالإسكندرية
أحمد البورديني
بدلًا من اتخاذه ركنا في المنزل ومراقبة الناس من بعيد، بعد بلوغ 64 عاما، سن التقاعد على المعاش، حيث كان يرأس مجلس إدارة شركة سيدي كرير للبتروكيماويات، فضل أحمد البورديني، أن يستغل معارفه الكثيرة، ويوهب نفسه للعمل التطوعي الخيري، ويضع أموال الزكاة التي يدفعها كل عام في وضعها الصحيح، كما يصف.
"شراء نحو250 جهازا منزليا، و300 متر من الستائر، وغرف النوم، بهدف تجهيز 100 عروسة وعريس".. أحدث نشاط يشارك به أحمد البورديني، برعاية جمعية الريادة، ضمن مسيرة الأعمال التطوعية الخيرية التي بدأها قبل أربع سنوات، منذ بلوغه سن التقاعد.
حفل العرس أقيم بأحد الفنادق الكبرى بالمحافظة، والذي تبرع بتكاليف إيجار القاعة، بدأ بكلمات عن أهمية وجود العمل التطوعي الإيجابي وخدمته، لأبناء المحافظة من شباب مناطق مختلفة تعاني أسرها من فقر الموارد، حيث أنه جرى اختيار 100 عروسة وعريس ضمن 400 مشارك من مناطق العامرية وكرموز وأبيس، لتجهيزهم وتزويجهم.
ويقول "البورديني": "احنا اختارناهم بناء على جديتهم وحبهم لبعض، والحالات عندها شقق، ولكن اختارنا الناس اللي كتبوا الكتاب ولسه الجوازة واقفة بسبب الأجهزة، بسبب عدم قدرتهم على شراء الأجهزة المنزلية والتي ارتفع سعرها".
ويضيف "البورديني" لـ"الوطن"، أنه بدأ رحلة العمل التطوعي، كعضو في نادي روتاري إسكندرية مارين، وشارك في الأعمال المجتمعية والخيرية والنشاطات الترفيهية، قائلا إن يومه يبدأ من التاسعة صباحا حتى المغرب في الشارع، وبعض الأيام يمتد بحضور الندوات الثقافية والترفيهية.
يروي أنه ر شارك بأعمال تجديد وتطوير أجهزة قياس الضغط الرقمية بوحدة صحة المطار، بالإضافة إلى شراء ماكينة تصويرمستندات وبناء حجرة مخلفات طبية بتكلفة نحو 20 ألف جنيه: "إحنا شاركنا بالمال والمجهود ضمن 5 أعضاء من فريق تطوعي".
يقول "البورديني" إنه لا يعاني من أمراض جسدية، وقادر على الحركة والأعمال التطوعية توهبه حياة ونشاط دائمين: "المجهود نزلنا الوحدة وشوفنا احتياجاتها، وبننزل نشتري الأجهزة"، متابعا أن كل عضو في الفريق مسؤول عن تنفيذ مهمة محددة ضمن تقسيم الأعمال التطوعية المختلفة.
يعبر "البورديني" عن سبب اتخاذه طريقا آخر بعد سن الـ60 عاما في الأعمال التطوعية دون اللجوء إلى المنزل المكيف الهواء، والكامل من احتياجاته: "أنا اتعودت بالفطرة على عمل الخير وده كان سببه إن الشركة اللي كنت ماسكها كانت بتعمل نوع من العمل التطوعي كخدمة مجتمعية للسكان والمدارس المحيطة بالشركة".
ويتابع أن "من بين تلك الأنشطة التي حفزته على التفاعل في المجتمع أثناء انشغاله بالعمل، هي المشاركة في شراء الأجهزة الطبية للمستشفيات، كان آخرها حسبما تذكر، شراء جهاز أشعة لرسم القلب بـ250 ألف جنيه لمستشفى العامرية، والمساهمة في دفع مصاريف الطلاب غير القادرين على سد المصاريف قرابة 15 مدرسة من المرحلتين الإعدادية والابتدائية تحيط بالشركة: "وكمان التدريب المهني على المعدات واللحام لأي راغب في التعلم من سباك، لحام، وبنقطع جزء من أرباحنا السنوية لخدمة المجتمع".
التقى بالدكتور عبدالعزيز قنصوة، محافظ الإسكندرية، فور توليه منصبه، وعرض عليه بعض الأفكار المساهمة في إعادة تطوير مخلفات القمامة، ضمن لقاء مجموعة مهندسين رؤساء شركات بترولية سابقة، حيث جرى الاتفاق على إنشاء 3 مصانع تدوير مخلفات بجوار مقالب القمامة العمومية في الإسكندرية بمناطق أبيس والعامرية، والناصرية.
يؤكد استطاعته تقديم المزيد من الأنشطة التطوعية، التي يشارك بها، والبعض منها يجوب القرى الريفية، آخرها الاستعانة بمدربين لـ 50 من السيدات وتعليمهن كيفية صناعة اللحاف الفايبر، في كفر أبو حفيص بمنطقة الناصرية بالعامرية، وعمل المشغولات اليدوية وتشجيعهن على إقامة مشاريع ذاتية من المنزل.
"أنا بلاقي زمايلي بيرحبوا والله ويقولوا لي هو كده الشباب"، حيث يقل أن يجد تعليقا سلبيا على نشاطه التطوعي دون الدعابات التي تلقاها أثناء فترة إشرافه على دار الهنا للمسنات والتعامل اليومي مع السيدات كبار السن: "لقيت ناس بتهزر على إني بتعامل مع السيدات وده كله في إطار العمل التطوعي"، موضحا أن زوجته تحضر معه بعض الأنشطة الثقافية والترفيهية من الحين والآخر.
ويؤكد: "زوجتي بتشجعني على عمل الخير، وأنا كمان بشجع قرايبنا ومعرفنا وإزاي يستغلوا فلوسهم من أموال صدقة وزكاة في أعمال زي كده منظمة".