محمد ووالده
7 أشهر ما بين الغياب المفاجىء والعودة بالصدفة، أيام قضاها شاب يعاني من إعاقة ذهنية لا يملك إلا التعبير بالهمهمة بعيدًا عن أهله شريدًا في شوارع منطقة برج العرب بالإسكندرية، حتى وجدته فرقة التدخل السريع وأودعوه في دار أيتام مختصة بذوي الاحتياجات الخاصة، لتكون موضع رعاية ونقطة وصال للشاب وأسرته.
قبل نحو ثلاثة أشهر، جاء إلى سمير الرشدي رئيس جمعية دار "الملائكة" لرعاية أيتام ذوي الاحتياجات الخاصة؛ اتصال من مديرة إدارة التأهيل بوزارة التضامن الاجتماعي، تخبره بعثورهم على حالة شاب تائه يعاني من إعاقة ذهنية وسيعلنون عنه في صفحة المفقودين، ووافقت الدار على تسلمه وبدأت في رعايته.
"موقف غريب"، التوصيف الذي يجده رئيس الجمعية معبرًا عن طريقة عودة "محمد إبراهيم" لأهله، ويستكمل روايته، لـ"الوطن"، بأن الشاب التائه يبلغ من العمر 20 عامًا ولا يتحدث إلا بـ"الهمهمة" بسبب إعاقته الذهنية، واهتمت الدار بنظافته الشخصية وعملت على رعايته الصحية والغذائية وأطلقوا عليه اسم "عبادة"، حتى جاءتهم دعوة لحضور احتفال خاص بيوم اليتيم، اليوم، في قرية "تافرنا" عند الكيلو 43 على الطريق الصحراوي، وأحضرت الدار أولادها المقيمين وأولاد المشرفين في أتوبيس لحضور الاحتفال.
لاحظت مديرة الدار التفات "عبادة" حول نفسه بمجرد وصولهم للقرية وكأنه يعرف ذلك المكان أو يألفه، حتى وجهت المشرفين بملاحظته جيدًا حتى لا يتوه عنهم، وخلال الحفل تفاجئوا بعامل زراعة من القرية يخبرهم بأنه يعرف الشاب وأنه تائه من أهله الذين يقطنون في "قرية قريبة هنا"، وفي غضون ربع ساعة أحضر "العامل" والد الشاب ووالدته ليتعرفا على "عبادة" سريعًا ويرتمي الشاب في أحضانهم، ليخبرهم الأب المسن بأن ابنه تائه منذ 7 أشهر.
عرض رئيس الجمعية على الأب ترك الشاب الذي اتضح أن اسمه "محمد إبراهيم" لدى الدار لرعايته دن تكلفة نظرًا لحالتهم المادية البسيطة، خاصة أن له شقيقة أخرى معاقة وأخرى بصحة جيدة، ورحب الأهل بذلك، إلا أنهم حسب "الرشدي" سيأتون إلى الدار غدًا للفصل في الأمر إما أن يأخذوه أو يودعوه في الدار ويأتون للاطمئنان عليه بين حين وآخر، ورحب رئيس الجمعية بوجود الشاب وفي حالة ذهابه مع أهله سيجري محضرًا لوزارة التضامن لإثبات الأمر.
تعليقات الفيسبوك