بالصور| كنائس الإسكندرية تحيي الجمعة العظيمة
الجمعة العظيمة من كنيسة العذراء مريم شرق الإسكندرية
امتلأت جوانب كنائس الإسكندرية منذ فجر اليوم الجمعة، وذلك لرفع صلوات الجمعة العظيمة، حيث اتشحت الكنيسة من الداخل بالسواد وارتدى الكهنة والشمامسة "البطرشيل" على جانبه الأسود أو الأزرق الداكن وليس على الجانب الأحمر للشمامسة والذهبي للكهنة، التي تعد أحد أشكال الحداد لصلب المسيح في مثل هذا اليوم، قبل نحو 20 قرنا من الزمان، فيما أمسك كل كاهن صليبه وعليه وردة ترمز لتطيّب جسد المسيح عند دفنه، واطفئت جميع الشموع عدا شمعتين تركتهم الكنيسة للإضاءة أمام لاهوت المسيح الذي لا ينطفئ، فيما تم الترتيل بألحان حزينة جنائزية، بينما يتوسط خورس الشمامسة "دكة الصلبوت".
وتعد تلك الجمعة من أقدس أيام السنة وفقا للعقيدة المسيحية، حيث طقوسها الخاصة، وترانيمها التي لا تقال إلا فيها، فتستمر الصلاة قرابة 12 ساعة منذ بزوغ الفجر وحتى الغروب فتُختتم الصلاة بـ400 سجدة "ميطانية"، فيما يصوم المسيحيون قرابة 18 ساعة صوماً انقطاعي عن الأكل والشرب، يبدأ من منتصف ليل جمعة حتى غروب ذات اليوم، حيث يكسرون صيامهم بشرب الخل كما أذاقه الرومان للمسيح على الصليب حين اراد الماء، ويأكلون الفول "النابت" الذي يرمز للحياة من خلال وضعه في المياه فيقوم بإنبات نبات جديد.
وقال القمص إبرام إميل، وكيل البطريركية بالإسكندرية، إن تلك الجمعة تسمى بالجمعة الحزينة نظراً لموت المسيح بها، والعظيمة لكنها هي طريق الخلاص والفداء، حيث تضع الكنائس صورة "الصلبوت" في الوسط حتى تجمع الأنظار والأفكار حول صليب السيد المسيح الذي به كان الخلاص للبشرية جمعاء كما كانت ترمز إليه الحية النحاسية في زمن موسى النبي.
وأضاف "إميل" لـ"الوطن"، أنه يتم السجود 400 سجدة "ميطانية" بمعدل 100 سجدة في كل اتجاه من الاتجاهات الأربعة، وذلك للسجود أمام الله الموجود في كل مكان، لافتاً إلى أن المسيح تكلم 7 كلمات على الصليب ويتم ذكرهم وتأملهم خلال صلوات الجمعة العظيمة لكونهما يحملان المحبة والتسامح للبشرية، والغفران للص اليمين، وكلمات تدل على الجانب البشري والانساني.
وأوضح أنه يتم تغيير الستائر السوداء مساء الجمعة ووضع الستائر البيضاء التي تظهر عليها قيامة المسيح منتصراً من بين الأموات، وتصلى الكنائس سهرة منذ ليلة الجمعة حتى فجر السبت تسمى "ليلة أبو غلمسيس"، لافتاً إلى أن طقوس الكنيسة موضوعة بدقة وترمز للجوهر، فتنطفئ جميع الشموع تركنا واحدة للاهوت المسيح المتحد بالناسوت، ويستخدم "الدف" بالرغم من الحزن حيث ممزوج بفرح القيامة، فالفرح يبدأ مبكراً، فالحزن على خطايانا ممزوج بفرح الخلاص الذي يتم على الصليب ويقوم من بين الأموات في يوم الأحد.