الحسد
عندما يبتلى الإنسان ببعض المصائب في حياته أو يتعرض لحادثة أو يصاب ببعض الأمراض، يلقي ذلك على "الحسد" وأعين الناس، حيث يعتبر كثير الأشخاص أن حقد الناس على الخيرات التي تملأ حياته هو السبب في تدهور حياته أو مرض أطفاله أو أي شيء صعب يمر به.
ومع حادث سيارة "لامبورجيني"، التي انشطرت إلى نصفين على طريق "السويس"، خرج بعض الناس عبر "السوشيال ميديا" يرجعون سبب الحادثة إلى الحسد نظرا لارتفاع سعر السيارة التي لا يمتلكها أشخاص كثيرون حول العالم وخاصة في مصر، ليوضح الشيخ الأزهري أحمد مدكور حقيقة تأثير الحسد على حياتنا وعلاقته بوقوع المصائب.
وقال مدكور لـ"الوطن"، إن الإسلام لا ينكر الحسد ووجود السحر أيضا، مستشهدا قول الله تعالى "وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله"، ذاكرا سورة الفلق وما ورد بها من حسد، مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم "الحقد والحسد يأكلان الحسنات كما تأكل النار الحطب".
وعن تأثير الحسد وعلاقته بوقوع المصائب والحوادث أوضح مدكور أن الحسد يؤثر علينا ولكن بقدر من الله تعالى، فهو يؤثر بالعين ولكنه لا يؤثر بقضاء الله، لأن الابتلاء ينزل من الله تعالى، بدليل أن الإنسان وهو في بطن أمه يضع الله قدره وأجله وشقي أم سعيد.
وأضاف مدكور أن الابتلاء مقدر من الله تعالى وهو الذي يرفعه بالدعاء، بدليل قول الله تعالى "مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ "، مشيرا إلى "ضرورة تحصين الإنسان لنفسه من الحسد بالرقية الشرعية، فالله تعالى لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء"، مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم "من أراد أن يرقي أخاه فليرقي بما أنزل على محمد".
وقال الشيخ الأزهري، إن الحسد يرفع بقراءة القرآن والمعوذتين وبكثرة الصلاة على النبي والقرب من الله عز وجل"، ذاكرا قول الرسول "العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر"، مضيفا "لو كان شيء سابق القدر لكانت العين"، لذا يجب علينا أن نحصن أنفسنا من الحسد حتى لا تزول النعمة.
تعليقات الفيسبوك