انتحار
40 ثانية هو الفارق الزمني الذي وضعته منظمة الصحة العالمية، بين كل حادثة انتحار وأخرى تليها حول العالم، حيث ينتحر نحو 800 ألف شخص سنويًا وفي الغالب يكون الرجال الفئة المنشودة عن النساء وخصوصا المراهقين منهم، ورغم التوقعات بأن حالات الانتحار قد تكون مرتبطة بالأوضاع الاقتصادية التي تمر بها بلدان العالم الثالث إلا أن عددا من الدول المتقدمة احتلت ترتيبا مرتفعا من حيث معدلات الانتحار.
وتعتمد أرقام منظمة الصحة العالمية إلى حساب عدد المُنتحرين من بين كل 100 ألف نسمة في الدولة، حيث يبلغ المتوسط العالمي 10.6 أشخاص لكل 100 ألف شخص، كذلك فيُحسب متوسط مُعدل الانتحار في مختلف مناطق العالم، والتي تتضمن: أوروبا، وأفريقيا، والأمريكيتين، والشرق الأوسط.
وتصدرت أوروبا مناطق العالم بمتوسط انتحار بلغ 15.4، وتلتها منطقة جنوب شرق آسيا بمتوسط بلغ 13.2، ثم منطقة غرب المحيط الهادي بمتوسط بلغ 10.2، ثم منطقة الأمريكيتين بمتوسط بلغ 9.8، ثم أفريقيا بمتوسط بلغ 7.4، وأخيرًا جاءت منطقة شرق المتوسط في ذيل ترتيب المناطق بمتوسط بلغ 3.9.
"الوطن" تستعرض وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية لعام 2018 أكثر 10 بلدان ينتحر مواطنيها وهى كالتالي:-
تصدرت أوروبا مناطق العالم في معدلات الانتحار بمتوسط انتحار بلغ 15.4 لكل 100 ألف نسمة، وكان تواجد دول شرق أوروبا ملحوظًا في مقدمة ترتيب الدول الأوروبية، وتصدرت ليتوانيا الترتيب بمتوسط انتحار بلغ 31.9، ووفقا للإحصائيات التي نشرتها المنظمات الاجتماعية هناك، فإن أعلى نسب انتحار في البلاد تحصل في الأماكن الريفية التي ينتشر فيها الإدمان على الكحول والمخدرات.
جاءت روسيا في المرتبة الثانية من حيث ارتفاع معدلات الانتحار بمتوسط انتحار بلغ 31 %، ففي عام 2015، جرى تسجيل معدل 17.1 حالة انتحار لكل 100 ألف شخص، وقد اهتدى الباحثون إلى وجود علاقة وثيقة بين ظاهرة الانتحار والاستهلاك الكبير للكحول في روسيا.
كما أعلنت مفوضة الرئيس الروسي لحقوق الطفل آنا كوزنتسوفا، أن عدد حالات الانتحار بين الأطفال ارتفع في روسيا بنحو 14 % خلال عام واحد، مشيرة إلى أنه جرى في عام 2018 تسجيل 788 حالة انتحار في صفوف الأطفال مقارنة بـ 692 حالة انتحار في 2017.
تعد جمهورية غيانا التي تقع على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية ويبلغ عدد سكانها 740 ألف نسمة لديها نسبة عالية في معدلات الانتحار بالعالم بمتوسط انتحار بلغ 28.2، ويرجع العلماء أسباب تلك المعدلات المخيفة لأعداد المنتحرين هناك إلى انتشار الفقر والمرض وقلة التعليم وغياب الوعي الثقافي والتربوي، إضافة إلى انتشار ظواهر ما يسمى بالشعوذة و"السحر الأسود" الذي يستخدمه السكان المحليون هناك "للتواصل مع أرواح أسلافهم" حسب ما جرت الشائعات.
عام 2013 احتلت كوريا المرتبة الثانية على مستوى العالم لأكبر عدد حالات انتحار، بمعدل 28.7 شخص من كل 100 ألف شخص، وقد كان الانتحار المسبب الأول للوفيات في كوريا الجنوبية، خصوصًا للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 39 سنة وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية.
وفقًا للمكتب الإحصائي الوطني "تونج-جيشونج" - وهي منظمة حكومية تهدف إلى تقديم بيانات إحصائية متنوعة للدولة، فإن هناك انخفاضًا ملحوظًا في أعداد حالات الانتحار في البلاد خلال الأعوام الماضية، فمثلا الوفيات المرتبطة بالانتحار عام 2013 كانت تشكل 28.7% من إجمالي الوفيات لتنخفض انخفاضًا ملحوظًا في في 2018 وتسجل نسبة 26.9 %.
وكشف تقرير صادر عن مجلة العلوم الطبية الكورية "جيه كيه إم إس" JKMS عام 2016 في استطلاع رأي أجراه على 200 ألف مواطن كوري فيما يخص الانتحار، أن 6768 رجلاً و12476 امرأةً لديهم أفكار انتحارية، كما أن هناك 341 من الرجال (أي نحو 4.6%) و481 امرأة (أي 3.9%) من العدد المشارك في الاستطلاع حاولوا بالفعل الانتحار من قبل مرة واحدة على الأقل.
ومن الأسباب الشائعة للانتحار في كوريا الجنوبية والتى تشكل نسبة 28.8% (8.489 حالة) تعود إلى الاكتئاب وفقدان الأمل النفسي، يليها الألم الجسدي بنسبة 22.6% (6.672 حالة) ثم الصعوبات الاقتصادية بنسبة 15.9% (4.690 حالة)، وأخيراً المشاكل العائلية بنسبة 11.4% (3.363 حالة).
أما حالات الانتحار في صفوف الشباب، فالسبب الأكثر شيوعاً يُعزى للضغط المتصل باختبارات القبول في الكلية.
جاءت بيلاروسيا في المركز الخامس من حيث أعلى معدّلات الانتحار، فوفقاً لبيانات منظّمة الصحة العالمية، بلغت نسبة الانتحار في روسيا البيضاء 26.2 حالة انتحار لكل 100 ألف شخص.
وبلغ معدّل انتحار الرجال 46.9 لكل 100 شخص، في حين بلغ معدّل انتحار النساء 8.2 وفيات لذات العدد. وترجع أسباب الانتحار في بيلاروسيا إلى ارتفاع مستويات الاكتئاب والإدمان على الكحول.
هي أصغر بلد في أمريكا الجنوبية ويبلغ عدد سكانها أكثر من 570 ألف نسمة، وبلغ متوسط معدل الانتحار فيها 22.8، حيث يعاني سكان هذه الجمهورية من العديد من المشاكل النفسية التي تتسبب بها العادات والتقاليد الصارمة، والعنف الأسري وارتفاع معدلات البطالة وإدمان الكحول، وأكثر الأشخاص الذين يعانون من تلك المشاكل هم النساء، فالتقاليد في تلك البلاد تجبرهن على الزواج من أشخاص لا يرغبن بهم، بالإضافة إلى تعرضهن للعنف والنبذ من قبل المجتمع في حال رفضن تلك الزيجات.
دخلت كازاخستان في قائمة البلدان العشرة الأولى من حيث أعداد المنتحرين، بمتوسط انتحار بلغ 22.5 لكل 100 ألف نسمة. ويؤكد الخبراء أن أغلب المنتحرين هناك هم من الشباب واليافعين الذين دفعهم الفشل في الدراسة والخوف من عدم تقبل المجتمع لهم إلى تلك الخطوة.
في السنوات الأخيرة، انخفضت معدلات الانتحار بأوكرانيا، وبالرغم من ذلك ما زالت تحتل مرتبة مرتفعة من حيث عدد المنتحرين بمتوسط بلغ 22.4، وتشكل النسبة الأعلى للمنتحرين في تلك الدولة في صفوف الجيش بنسبة تصل إلى 50% باستخدام طرق مثل القنص والقفز من الأماكن المرتفعة.
ينتحر 21.2 من كل 100 ألف شخص، وينتحر الرجال في لاتفيا أكثر من النساء، وتتراوح أعمار الرجال المنتحرين بين 40 و49 عاما، وينتحر الأشخاص في لاتفيا نتيجة لعوامل كثيرة منها شرب الكحول، والبطالة، والأمراض العقلية.
احتلت قارة أفريقيا الترتيب الخامس بين مناطق العالم في معدلات الانتحار بمتوسط انتحار بلغ 7.4، لكل 100 ألف نسمة، وتصدرت ليسوتو ترتيب دول المنطقة بمتوسط 21.2 ويبلغ عدد سكانها ما يزيد قليلا عن مليوني نسمة وحوالي 40٪ من السكان يعيشون تحت خط الفقر الدولي مما يعد من أبرز أسباب ارتفاع معدلات الانتحار.
تعليقات الفيسبوك