«تدبيس المعدة» و«نحت الجسم» بالموجات فوق الصوتية.. أحدث صيحات إنقاص الوزن
طرق مكافحة السمنة تعددت خلال الفترة الأخيرة
تتعدد طرق مكافحة السمنة ما بين ممارسة الرياضة والأنظمة الغذائية المتبعة وغيرها من الوسائل الحديثة لإنقاص الوزن، لكن بعض الحالات يصبح التدخل الجراحى هو الحل خاصة مع ارتفاع وزن الجسم بصورة مبالغ فيها.
ويقول الدكتور صبحى أحمد الشيشى، أستاذ الباطنة والغدد، ومدير أحد مراكز علاج السمنة، إن «مكافحة السمنة تكون أساساً من خلال تنظيم الأكل وزيادة الحركة». ويلفت «الشيشى» النظر إلى أن تنظيم الأكل يفضل أن يتم من خلال متخصص فى التغذية أو الباطنة، بحيث تكون كل العناصر الضرورية موجودة، لاسيما أن تنظيم الأكل لا يعنى الحرمان أو منع أحد العناصر الغذائية، ولابد أن تتضمن التغذية كربوهيدرات وبروتين ودهوناً ومعادن وفيتامينات، مع تقليل الكميات، وخصوصاً فيما يتعلق بالدهون والنشويات.
وأوضح «أستاذ الباطنة والغدد الصماء» أن التدخلات الدوائية لإنقاص الوزن متنوعة، فبعض الأدوية تسحب الدهون الموجودة فى الأكل، والبعض الآخر يزيد من معدل الأيض أو الاحتراق فى الجسم، وهذه الأدوية يجب أن تؤخذ مع أحد المتخصصين فى أمراض الباطنة.
أستاذ باطنة: الأساس فى مكافحة السمنة تنظيم الأكل وزيادة الحركة.. والتدخلات الدوائية تزيد حرق الجسم للغذاء
وتأتى الجراحات كإحدى وسائل محاربة السمنة أيضاً، وأنواعها كثيرة جداً، وفقاً لـ«الشيشى»، ومنها شفط الدهون، وإزالة أو كشط الدهون، إضافة لتعديل المسار أو تدبيس المعدة لتقليل الشهية وكمية الطعام الذى يدخل للجسم.
وأوضح «الشيشى» أن الجراحات يتم اللجوء إليها عندما تكون هناك زيادة مُفرطة جداً كأن يكون الوزن 150 كيلوجراماً، بالإضافة إلى مؤشر كتلة الجسم الذى يدل ارتفاعه على وجود السمنة، وهو ما يستوجب تلك الجراحات حيث تؤدى إلى انخفاض كبير فى الوزن بمعدل قد يصل إلى 40 كيلو فى شهرين على الأكثر، بينما عمليات كشط الدهون تتم عندما تكون الدهون متجمعة فى منطقة واحدة.
ويلفت «الشيشى» النظر إلى أنه أحياناً ما ينتج عن هذه العمليات عدم اتزان للمعادن والأملاح الموجودة فى الجسم، ويتم علاجها بإعطاء المريض مكملات غذائية لتعويض عدم الاتزان الذى حدث.
مدير "الصحة المدرسية" السابق: الدراسات تؤكد إصابة 20% من 30 مليون مراهق بالبدانة
ويوضح التقنيات الحديثة المتبعة لمحاربة السمنة، قائلاً: «نحت الجسم بالموجات فوق الصوتية أو موجات الراديو، أو بالتبريد، وذلك من خلال جلسات تهدف لتقليل الدهون الموضعية، هذا فضلاً عما يعرف بالمينوثرابى والحقن المجهرى بهدف تسييح الدهون الموضعية»، مؤكداً فى النهاية أن الوسائل الطبيعية المتمثلة فى النظام الغذائى والحركة هى الأفضل، ويجب أن تكون الاختيار الأول للطبيب والمريض، وإذا ما فشلت يتم اللجوء للوسائل الأخرى.
ويؤكد الدكتور أشرف عبدالعزيز، أستاذ التغذية بكلية الاقتصاد المنزلى، أن هناك طرقاً كثيرة لمحاربة السمنة، تهتم بها تخصصات التغذية والصيدلة والطب، كل بطريقته، حيث يستخدم الطب التدخلات الجراحية وعمليات الشفط، والصيدلة تستخدم بعض العقاقير الطبية لإنقاص الوزن، لكن أأمن الطرق لمكافحة السمنة، عن طريق الغذاء وممارسة الرياضة، ليس أكثر.
وشدد «عبدالعزيز» على أهمية أن يكون لدى المواطنين ثقافة غذائية أولاً، لكى يستطيعوا التعامل مع هذا المرض، وأن يعرفوا السعرات الحرارية تأتى من أين بالضبط، والكربوهيدرات تعطى كم سعراً حرارياً؟، وهكذا، لأن السعرات عندما تزيد فى جسم الإنسان تخزن داخله فى صورة دهون، ومن ثم تحدث السمنة.
ووفقاً لأستاذ التغذية، يجب أن نقلل من الأكل الذى يمدنا بسعرات حرارية عالية، مثل الكربوهيدرات والسكريات والمربات والشوكولاتات والمحاشى والدهون، وفى المقابل ينبغى الإكثار من تناول الخضراوات والفاكهة بكميات كبيرة، وهو ما يؤدى لامتلاء المعدة وبالتالى تقليل كميات الأكل التى نتناولها.
ويؤكد «عبدالعزيز» أن وزن الإنسان ينبغى أن يقل بشكل طبيعى ومن الخطأ إنقاص الوزن بمعدل 5 أو 6 كيلو فى الشهر، فأقصى وزن يمكن أن ينقصه الإنسان فى الشهر من 4 إلى 5 كيلو، مشيراً إلى ضرورة عدم الانسياق وراء إعلانات بعض الأدوية، التى تبشر الناس بإنقاص عدد كبير من الكيلوجرامات فى فترات قصيرة. ويشدد «عبدالعزيز» على أنه يؤيد التغذية السليمة، ولا بد من ممارسة الرياضة، موضحاً أن أبسط أنواع الرياضة هو المشى.
وأضاف: «رغم أن شهر رمضان فرصة لإنقاص الوزن، لكن الناس بيطلعوا منه وزنهم زائد نتيجة للحلويات، والقعدة قدام التليفزيون»، ناصحاً إياهم بتقليل كمية الحلويات، وكذلك المخللات التى تؤدى لزيادة الوزن أيضاً عن طريق حبس المياه فى الجسم، وزيادة المشى.
ويكشف الدكتور أحمد زكى، مدير عام الصحة المدرسية السابق بوزارة الصحة، عن أن نسبة السمنة تزيد فى مصر، وهو ما أثبتته دراسة تم نشرها عام 2012، عن المراهقين من سن 9 لـ19 سنة، والبالغ عددهم نحو 30 مليوناً، لافتا إلى أن نحو 20% من هذه الشريحة العمرية اتضح أنهم يتراوحون ما بين أوزان زائدة، وبدناء.
ويشير «زكى» هنا إلى أنه بالنسبة لذوى الأوزان الزائدة فإن العلاج بالنسبة لهم يتمثل فى «تظبيط الغذاء والحركة»، أما بالنسبة للبدناء فإنهم غالباً ما يحتاجون إلى تدخل طبى، لافتاً إلى أن كليهما معرض لأمراض قلب وسكر وضغط ومشاكل فى العظم، وهو ما يستدعى بالنسبة للجميع تطبيق برنامج غذائى ورياضى سليم.