بين رفض ليبرمان ومحاولات نتنياهو.. تشكيل الحكومة الإسرائيلية في مأزق
نتنياهو
تنتهي الأربعاء المقبل، المهلة التي منحها الرئيس الإسرائيلي، رأوبين ريفلين، إلى بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة جديدة بعد فوزه بالانتخابات التي أجريت في أبريل الماضي، إلا أنه حتى الآن لم ينجح رئيس الوزراء الإسرائيلي في تشكيل الحكومة للاستمرار في منصبه، حيث فشل في تكوين ائتلاف بسبب رفض "أفيجدور ليبرمان" زعيم حزب "يسرائيل بتينو"، والذي وضع شروط تتعلق بتجنيد الحريديم (اليهود المتدينين) في إسرائيل، لتتواصل أزمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية.
اعلن بنيامين نتنياهو، أنه لم يتمكن حتى الآن من تشكيلها، وأنه يبذل جهوده لتشكيلها والامتناع عن الذهاب لانتخابات جديدة وباهظة جدا، وشدد على أنه لا يوجد سبب يدعو للتوجه مجددا للانتخابات، لأن الحل موجود، ويمكن التوصل إليه خلال دقائق، غير أنه اعترف بأنه لم يتمكن من إقناع "ليبرمان" بتجنب الانتخابات، وذلك وفقًا لما ذكرته هيئة البث الإسرائيلي.
ليبرمان
في الوقت نفسه، صادقت الهيئة العامة للكنيست على قانون "حل الكنيست الـ21" بالقراءة الأولى، قرابة الساعة الثانية ليلة أمس الأول، وصوَّت 66 عضو كنيست لصالح القانون، وعارضه 44، وامتنع 5 عن التصويت، وسيُطرح المشروع اليوم للقراءة الثانية والثالثة النهائية.
وقال "ليبرمان"، صباح أمس، إنه حتى في حال إجهاض مشروع القانون لحل المجلس التشريعي وإسناد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين مهمة تشكيل الحكومة القادمة إلى عضو كنيست غير بنيامين نتنياهو، فإن حزب "إسرائيل بيتنا" لن يجري مع هذا النائب مفاوضات ائتلافية، مضيفًا أن نتائج الانتخابات واضحة ولا جدوى لما وصفه بـ"التلاعب".
موقع "عرب 48" رصد تعليقات المحللين السياسيين الإسرائيليين بشأن أزمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية، قائلًا إن السؤال المركزي الذي تعامل معه المحللون هو "ماذا يريد ليبرمان؟"، مشيرًا إلى أنه على ما يبدو أن رفضه لأي تسوية بخصوص قانون التجنيد بنظر الإسرائيليين، وخاصة اليمين. ولذلك حاول المحللون البحث عن أسباب أخرى لسلوك ليبرمان.
الكنيست الإسرائيلي
"ناحوم برنياع" المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، قال إن نتنياهو نسي فرض على الدولة انتخابات مبكرة في المرتين اللتين جرت فيهما انتخابات هنا، مرة بسبب صحيفة "يسرائيل هيوم"، التي تأسست من أجله، والمرة الثانية من أجل منع لائحة اتهام في قضايا الفساد المشتبه بها"، مضيفًا: "لم يضع أمامه حينها مصلحة الدولة وإنما مصلحته الشخصية: المملكة مقابل الحصانة.. ونتنياهو مهووس بكل ما يتعلق به"، لافتًا إلى أن "ليبرمان يرى الوزراء الذين يدركون، منذ فترة طويلة، أن التهديد الحقيقي على حكم الليكود، على حكمهم، مصدره ليس من المعارضة، ولا من الناخبين.. مصدره نتنياهو، وهم يدركون ذلك ويصمتون.. لديهم تطلعات للترقي، وتطلعاتهم هي الحبال التي تقيد أرجلهم، والشريط اللاصق الذي يغلق أفواههم.. إنهم مهووسون".
كما استبعد المحلل الإسرائيلي أن يقترح نتنياهو على ليبرمان منصب القائم بأعمال رئيس الحكومة، في محاولة لإقناعه بالانضمام إلى الحكومة.
محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرطر، وصف نتنياهو الذي تحدث بنعومة ورجاء تجاه ليبرمان، خلال خطابه أمس، بأنه كان "ذليل وبائس، وعكس الضغوط التي يرزح تحتها، والرسالة التي أطلقها نتنياهو كانت مرتبكة ومتناقضة، فبينما كان المقربون منه يدفعون مشروع قانون حل الكنيست، سعى نتنياهو إلى تفسير أن إعادة الانتخابات لا حاجة له ومكلف ويشل المؤسسة السياسية"، مضيفًا أن خطاب نتنياهو "كان خطأ آخر في سلسلة أخطاء شنيعة ميّزت أداء نتنياهو في المفاوضات الائتلافية، وفعل ذلك مقابل الشريك الأعند من الجميع".