ناشرون يشيدون بمشروع "تحدي القراءة": شارك به 10 ملايين طالب خلال 2019
جانب من الندوة
عُقدت بالمجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور هشام عزمي، ندوة تحت عنوان: "مشروع تحدي القراءة ودور النشر"، والتي نظمتها لجنة الكتاب والنشر، وأدارها الدكتور خالد العامري مقرر لجنة الكتاب.
وألقت الدكتورة سمية صديق مدير عام الإدارة العامة للمكتبات بوزارة التربية والتعليم، الضوء على مشروع تحدي القراءة العربي الذي بدأ في مصر منذ 4 أعوام وما حققه من نجاح كبير باعتراف دولة الإمارات العربية المتحدة صاحبة المبادرة تحت رعاية الشيخ بن راشد آل مكتوم.
وأضافت "صديق"، في كلمتها الندوة التي عقدت أمس، أن فكرة المشروع يتلخص حول أن يقوم الطالب بقراءة 50 كتابًا في مواضيع وفروع علمية مختلفة ثم يتم تلخيصها وعند تقديم عدد 10 ملخصات لـ10 كتب يأخذ جواز مرور بلون محدد ينقله إلى المرحلة التالية.
وأقرت أنه في بداية المشروع كان من المتوقع اشتراك مليون طالب فقط، لكن ما حدث أنه في عام المشروع الأول شارك 3 ملايين طالب وبحلول العام الجاري وصل عدد المشاركين إلى 9 ملايين طالب، بالإضافة إلى أكثر من مليون طالب من طلاب الأزهر.
وأضافت مدير عام المكتيات، أن المشروع أسهم أيضا ليس فقط غرس حب القراءة فى نفوس طلابنا بل تم إقامة 18 معرض خاص بالمدارس على مستوى 18 محافظة، لتدعيم هذا المشروع، وذلك بالتعاون مع اتحاد الناشرين العرب، مبينا أنه جرى تقسيم مراحل المسابقة على 3 مراحل الأولى على مستوى المدارس، والثانية على مستوى المديريات، والثالثة على مستوى وزارة التربية والتعليم، حيث يتم اختيار مجموعة من الكتب وإرسالها إلى دولة الإمارات من أجل تحكيمها والموافقة عليها ليتم توزيعها على الطلاب المشاركين.
وتابعت "صديق"، "تم بالفعل تكريم 44 طالبا على مستوى الـ27 مديرية بعد أن انتهوا من قراءة وتلخيص 50 كتابا لكل طالب، حيث تم توزيع مليون و900 ألف كتاب على مكتبات المدارس من أجل المشروع.
وأكدت وجود بروتوكول تعاون بين وزارة التربية والتعليم وبين مكتبة الإسكندرية لتنظيم وإتاحة الكتب للطلاب المشاركين بالمشروع وتوفير المواصلات لهؤلاء الطلاب في المحافظات، مبينة أنه جرى عمل تحليل للاستعارات أكدت أن معظم الاستعارات كانت في فروع العلوم البحثية والعلوم التطبيقية، ما خالف الرأي القائل أن طلابنا ينفرون من قراءة تلك العلوم، مبنية أن هذا المشروع قد حقق هدفه وأجنى ثماره وهو النهوض بالقارئ العربي عامة والقارئ المصري خاصة.
وقال الناشر سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين، إن "مشروع تحدي القراءة بأنه مشروع إنساني عظيم جدا في وقت قلت فيه كل الروافد لصناعة النشر في الوطن العربي بسبب ظروف اقتصادية أو ظروف متعلقة بالنشر والناشرين، وازدياد المحتوى المتدني في كثير من الكتب المنشورة خاصة ونحن نساعد فى تكوين بنية الإنسان.
وأكد رئيس اتحاد الناشرين المصريين، "إننا في هذا الوقت الذي نعاني فيه من كل هذا التدهور نجد أنفسنا أمام مثل هذا المشروع الرائع برعاية الشيخ محمد بن راشد، الذى يحس طلابنا على المعرفة والقراءة، مضيفا "أننا كدولة مصر نمثل 80% من قيمة الناشرين العرب وهو العدد الذى يجب أن يدرس، فمشروع تحدى القراءة في مصر كان حلما يتبادر لنا كناشرينـ وكنا نتمنى أن يصل عدد المشاركين إلى مليون لكن التوقعات اختلف ووصل العدد إلى 3 ملايين مشارك فى بداية الأمر وها نحن قد وصلنا إلى 10 ملاين مشارك العام الجاري".
وأشار "عبده"، إلى أن طلاب مدارسنا لديهم الاستعداد للقراءة وتكمن المشكلة الأساسية لدي كناشر هو كيفية الوصول إلى هؤلاء الطلاب الذين لا يقرأون فقط بل ويقدمون تلخيصا لما تم قراءته، فمصر بها شئ يبشر بالخير وبها جواهر لا نزال نجهل قيمتها تتمثل في هذا الجيل الذى فاق كافة التوقعات، كما نجد أن فى المحافظات الفقيرة كان لديها استعداد كبير جدا للمشروع حيث وفر لطلاب هذه المحافظات التى لا تمتلك ثمن الكتب العدد الكافى من الكتب المتنوعة واستطاع طلابها المشاركة فى المشروع.
وأكد أن هدف المشروع الأساسي ليس الربح فقط بل عمل دراسة لفروع العلم الأكثر قراءة والعمل على زيادة إنتاج مزيد من الكتب في تلك الفروع، مقترحا يقترح أن يتم أخذ جزء من المصاريف الدراسية تخصص لتطوير المكتبات المدرسية.
وأثنى الناشر محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب، على المشروع ورؤيته ورسالته المتمثلة في تشجيع وتحفيز القراءة بالوطن العربي، وسرد تاريخ معرفته بهذا المشروع والذي بدأ عام 2012 بالتعرف على 3 شباب من المشاركين في المشروع إلى أن أصبح اتحاد الناشرين العرب شريك أساسي في المشروع عامة ودار المصرية اللبنانية بشكل خاص.
وأضاف "رشاد"، أن المشروع مر بمرحلتين الأولى تدعيم مكتبات الدولية ذو الميزانية المحدودة مثل تونس والمغرب ومصر والسودان وموريتانيا، والثانية إقامة معارض ليس فى مصر فقط بل في كل الدول المشاركة وغير المشاركة في المشروع، مبينا أنه يجرى من خلالها اختيار كتب للطلبة المشاركين.
وأشار إلى أن هذا المشروع نبت في الأساس من مشروع القراءة للجميع، متسائلا "لما لا تتبنى مكتبة الإسكندرية بما لديها من ميزانية ضخمة هذا المشروع وتعممه في الاسكندرية؟ ولما لا يجرى إنشاء صندوق خاص يمول من البنوك والشركات وكبرى المؤسسات الثقافية من أجل استمرار هذا المشروع في مصر خاصة".
وأنهى رئيس اتحاد الناشرين العرب، حديثه بأن "القائل أن عصر الكتاب الورقي انتهى، فهو مخطأ تماما فليس هناك ما يعادل قيمة الكتاب الورقي".