مع إرسال "واشنطن" 1000 جندي للمنطقة.. هل تستقبل إيران ضربة أمريكية؟
ترامب وروحاني
أعلن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان في بيان، أنّ الولايات المتحدة ستنشر أكثر من 1000 جندي أمريكي إضافي إلى الشرق الأوسط ردا على التهديد الإيراني في المنطقة، ولاقى القرار الأمريكي ردود فعل رافضة من قبل روسيا والصين، معربين عن قلقهما من التحرك العسكري، ما يثير تساؤلات بشأن دلالات القرار الأمريكي.
الدكتور حسين أبوطالب مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجي، قال إنّ الداخل الأمريكي يشهد اتجاهين متصارعين، أحدهما يرى أنّ الولايات المتحدة لا تستطيع دخول حرب، وأنّ الحرب ستكون نتيجتها مقلقة على الاقتصاد الأمريكي وعلى المنطقة ككل".
وأضاف أبوطالب في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، أنّ هذا الاتجاه يدعمه الرئيس دونالد ترامب، وهو تكثيف الضعوط على إيران ليس بهدف الحرب، وإنّما بهدف إخضاع إيران لتقبل بالمطالب الأمريكية عبر المفاوضات.
وزاد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجي: "الاتجاه الثاني في الإدارة الأمريكية أنّ واشنطن لا تريد حربا، لكن لن تسمح لإيران في الوقت ذاته بأنّ تنفذ أعمال مقلقة للمصالح الأمريكية، ويجب أنّ يكون هناك رد فعل على الممارسات الإيرانية، وألا يقتصر رد الفعل على الضغوط الاقتصادية والسياسية، وإنما رد الفعل من خلال عملية تكتيكية عسكرية تعيد هيبة الردع للولايات المتحدة، وفي الوقت ذاته تعطي إشارة بأنّ إيران ليست مطلقة القوى، وأنّ تهديدات طهران قد تجلب إليها عقبات وخيمة".
وكان بيان وزارة الدفاع الأمريكية قال إنّ الهجمات الإيرانية الأخيرة تؤكد مصداقية وموثوقية المعلومات الاستخباراتية التي تلقيناها بشأن السلوك العدائي من قبل القوات الإيرانية ووكلائها، والتي تهدد أفراد الجيش الأمريكي والمصالح الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة.
وقال أبوطالب: "في هذا الإطار، يبدو أنّ أصحاب الضربة التكتيكية في الإدارة الأمريكية اكتسبوا نقاط لمصلحة وجهة نظرهم، فآخر تقارير الصحافة الأمريكية فوض وزير الخارجية مايك بومبيو لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب بالتنسيق مع البنتاجون، وللمرة الأولى في تاريخ أمريكا يقوم وزير خارجية أمريكي بزيارة البنتاجون ويدخل إلى حجرة إدارة العمليات الخارجية".
ولفت الخبير السياسي بمركز الأهرام إلى أنّ هذا يعني أنّها خطوة لتنسيق شديد بين الإدارة الأمريكية و"البنتاجون" للقيام بعمل عسكري، وتابع: "التخطيط الآن أنّ يتم توجيه ضربة أمريكية مكثفة لأحد المواقع النووية الإيرانية بحيث تكون محددة ولكن تحتمل إهانة لإيران، وفي ذات الوقت لا يترتب عليها حرب وتفهما إيران باعتبارها شيء عقاب وتحذيري في الوقت ذاته".
واستطرد أبوطالب: "حتى هذه اللحظة وفي ضوء الأفكار المطروحة يتم بحث احتمالات درود الفعل الإيرانية وفي أي إطار، والاستعدادات الأمريكية لاحتوائها بحيث لا تتحول إلى حرب مفتوحة، هذا هو الجدل الثائر حاليا في الولايات المتحدة. التحركات الأمريكية تدعم ضربة تكتيكية محدودة لأحد المواقع الإيرانية منها قرار نشر ألف جندي زيادة في المنطقة وزيادة عدد القطع البحرية والطائرات وقيام الأقمار الصناعية الأمريكية باستطلاع المنطقة، وبالتالي المؤشرات تفتح الباب أمام ضربة تكتيكية عسكرية محدودة لهدف محدود كنوع من أنواع العقاب ولاستعادة الهيبة الأمريكية".
وكان القائد الأعلى للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط فرانك ماكنزي، قال إنّ إيران قررت "التراجع وإعادة الحسابات" ردًا على التعزيزات العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج العربي، ولكنه أكد أنّه من السابق لأوانه للغاية استنتاج أنّ التهديد ولى.
وتفاقمت التوترات الأمريكية - الإيرانية بعد حادث استهداف ناقلتي نفط في منطقة خليج عمان، وهو الحادث الذي وقع للمرة الثانية خلال 30 يوما.