مواطنون يروون ذكريات التشجيع ببطولتي 1986 و2006: "أحلى اسم في الوجود"
مواطنون يروون ذكريات التشجيع ببطولتي 1986 و2006: "أحلى اسم في الوجود"
يعود لأكثر من ثلاثين عامًا للوراء، يتذكر حينما كان في مقتبل عقده الثاني ويستعد إلى جانب رفاقه لمشاهدة مباريات بطولة كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر عام 1986، التي منعته ظروف عمله من حضورها في "الاستاد".
حبس محمد قرني أنفاسه للحظات حينما تذكر نفس الدقائق التي عاشها بنفس الإحساس في نهاية المباراة النهائية للبطولة التي كانت بين منتخب مصر ومنتخب الكاميرون، وكانت ضربات الترجيح الملاذ الأخير والحاسم بعدما انتهت المباراة بالتعادل، ويضع المصريون ثقتهم في أبناء المنتخب ومدربهم الفني الإنجليزي مايكل سميث، وكانوا على قدر الثقة الممنوحة وحصدت مصر اللقب.
قرني: كنا بنشجع على نغمات "يا أحلى اسم في الوجود" ونستمع للتحليل في "النشرة"
"يا أحلى اسم في الوجود.. يا مصر"، الأغنية الرسمية التي كان يستمع إليها المصريون بعد انتهاء المباريات وفوز مصر بالبطولة، وكانت نغماتها لا تفارق الأجواء، ليقول "قرني" إنها كانت مؤشرًا لمعرفة المصريين أي جديد يخص البطولة فلم تكن "الاستديوهات التحليلة على نفس النحو المرئي الآن ولكن كانوا يستمعون إلى تعليق الخبراء عبر النشرات أو البرامج الرياضية المعتادة، فاختلطت بالذاكرة الكثير من التفاصيل إلا أن تلك الأجواء لم يمحها الزمان، حتى إن الرجل الخمسيني يتذكر لون ما كان يرتديه فريق المنتخب بعيدًا عن اللون الأحمر حينما يقابل فريقًا آخر يرتدي نفس اللون فكان المنتخب المصري يرتدي حينها "فانلة" خضراء و"شورت" أبيض و"شراب" أخضر.
"كنا بنشجع بدمنا" وصف دقيق للحالة التي عاشها صبري حسانين، الرجل الخمسيني، خلال متابعته لبطولات الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر على أرضها من قبل، مستعيدا تلك الحالة مرة أخرى لمتابعة العرس الأفريقي المقام حاليا في مصر والذي انطلق أمس الجمعة، حتى 19 يوليو المقبل.
صبري: لم أنسَ هدف "طاهر أبو زيد" في 86 وبكاء الخوف من الخسارة
بطولتان لأمم أفريقيا من أصل الأربع التي أقيمت على أرض مصر حضرها "صبري" وما زال محفورا في ذاكرته اثنتان منها هما بطولتا 86 و2006، فالأولى التي أقيمت عام 1986 كان وقتها "الرجل الخمسيني" طالبا بالثانوية العامة، حيث مقتبل العمر وحماس الشباب الظاهر في التشجيع للمنتخب الوطني.
"كنا بنتجمع أنا وزمايلي في بيت واحد وقت المباراة"، ذلك هو المكان الذي شاهد به الطالب الثانوي مباريات أمم أفريقيا 86 حيث كونه يسكن في إحدى قرى محافظة الدقهلية وآنذاك لم يكن يتوافر التليفزيون بسهولة في كل بيت مصري، ساردا لـ"الوطن" أن أجواء كانت تتمتع بمزيد من الحماس والتفاعل وأحيانا البكاء حينما يدخل في شباكها هدف.
وعن أكثر اللحظات المحفورة في ذاكرة الخمسيني "صبري"، الهدف الذي أحرزه طاهر أبو زيد في مرمي دولة المغرب، حيث خرج وهو وأقرانه مهللين فرحين بذلك الإنجاز، فضلا عن اللحظة الاستثنائية التي أعلن وقتها فوز مصر ببطولة الأمم الأفريقية لعام 1986.
وعن بطولة دورة الألعاب الأفريقية التي أقيمت في مصر في الفترة من 20 سبتمبر وحتى 1 أكتوبر عام 1991، لم يتسن للشاب "صبري" حضور فعالياتها نظرا لكونه وقتها جنديا بالجيش بالمصري حيث فترة أدائه للخدمة العسكرية، وتتوالي الأعوام وأصبح الشاب أبا وما زال يتابع كرة القدم خاصة البطولة الثالثة التي أقيمت على أرض مصر عام 2006.
وبعد ثلاثة عشر عاما من الانتظار، يستعد الرجل الخمسيني لمتابعة بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم مرة أخرى لكن ليس مع أصدقائه كالماضي بل أبنائه الشباب وأقاربه، لافتا إلى أن الإعلام المصري حاليا وفر كل سبل الراحة لمشاهدة المباريات عكس الماضي، مشددا على أن تلك الرفاهية لم تكن منتشرة بهذا الشكل.
وبالعودة إلى 13 سنة مضت، ما زالت تفاصيل وذكريات بطولة كأس الأمم الأفريقية التي لعبت في مصر عام 2206، محفورة في أذهان طالبات مدرسة الشهيد مصطفى يسري عميرة النموذجية بمصر الجديدة، والتي كانت قبل عامين تحمل اسم "مصر الجديدة النموذجية للبنات" الشهيرة التي تحتل موقعا متميزا أمام نفق العروبة بصلاح سالم، وتجاور قصر الاتحادية الرئاسي، ليواكبوا من خلاله الأحداث المهمة، خاصة فوز المنتخب ببطولات الأمم الأفريقية لعدة مرات.
"لحظات قليلة لمرور أتوبيس المنتخب المصري بعد فوزه ببطولة أمم أفريقيا في طريقه للتكريم بقصر الاتحادية"، كانت الحدث الأبرز لدى الطالبات والذي يستلزم استعدادات متعددة تسبقها بيومين على الأقل، كتحضير الأعلام والتنسيق مع الأصدقاء واختيار ألوان علم مصر للحجاب، أو لرسمه على أيديهن ووجوههن في بعض الأحيان، وهي الذكريات التي ما زالت مضيئة ببهجتها ولمعانها في ذاكرة دعاء محمود، التي كانت طالبة بالمدرسة في ذلك الوقت.
الفتاة العشيرينية، ما زالت تتذكر بشدة وسعادة، فوز مصر ببطولة الأمم الأفريقية عام 2006 التي أقيمت فيها، بينما كانت طالبة بالصف الأول الثانوي، فضلا عن الفوز التالي في 2008، الذين حرصت على متابعتهم جيدا وقتها بصحبة والدها وشقيقها الأصغر، رغم كونها لم تكن رياضية قوية وقتها ولكنها تتذكر أنه حينها كانت للمرة الأولى التي تظهر فيها النساء كمشجعات ويشاهدن المباريات بالاستاد، وهو ما حفزها بشدة.
تحية أتوبيس المنتخب وحجاب من علم مصر.. هكذا احتفلت طالبات مدرسة مصر الجديدة ببطولة الأمم الأفريقية في 2006 و2008
"متابعتنا للبطولة كلها كانت بتبقى حاجة، وأول لما بنعرف أنهم هيعدوا من قدام المدرسة الثانوي بتبقى حاجة تانية خالص".. بابتسامة عريضة تروي دعاء، المحاسبة بإحدى الشركات العالمية حاليا، تروي اللحظات التي حفرت سعادتها في ذهنها، بأنها كانت تهرول سريعا من الفصل بصحبة صديقاتها فور سماعهن لأبواق التشجيع وصرخات الطالبات وهن يرددن "مصر.. مصر.. ارقص يا حضري" بينما يحملن الأعلام، ليسارع أفراد المنتخب بمبادلتهن التشجيع أيضا في الوقت ذاته بوقف الأتوبيس والغناء معهن لدقائق معدودة.
تلك الدقائق التي لم تكن معلومة الموعد تحديدا، لذلك كانت تحرص نيرمين خليل، المبرمجة بأحد البنوك الشهيرة، والطالبة بمدرسة مصر الجديدة النموذجية حينها حيث عاصرت من خلالها بطولتي 2006 و2008، على الخروج بين الحين والآخر والحصص اليومية لمتابعة الطريق من أجل تحية المنتخب، حيث تمكنت من حضور إحدى مباريات آخر "أمم أفريقيا" احتضنتها مصر بصحبة شقيقها، لتصف الأجواء في الملعب، بقولها: "وقتها كنت صغيرة أوي وروحت مع أخويا وكنت تقريبا من البنات القليلة في الاستاد، بس الدنيا مختلفة خالص عن التليفزيون والأصوات عالية والكل بيشجع محدش قاعد والحماس جاي من كل مكان".
أتوبيس بدورين يتزين بعلم مصر، يحتل المنتخب الدور الأعلى به ليبادلوا أفراد الشعب التحية والذين يصطفون بطريق صلاح سالم لدرجة إغلاقه في بعض الأحيان، كان المشهد الذي ينتظره طالبات المدرسة، من بينهن نيرمين وصديقاتها، اللاتي كن يحرصن على ارتداء حجاب من ألوان العلم، قبيل مرور المنتخب كنوع من التحية، مضيفة: "المدرسين كانوا بيسبونا أو بيقفوا يهيصوا معانا وبنفضل كلنا نغني ونشجع جامد، وفي مرة زيدان ووائل جمعة نزلوا وغنوا معانا وشاورلنا كتير، يومها كانت المدرسة بتقف على رجل وصوتنا بيروح من كتر الغنا والتطبيل وتشجيع المنتخب".