رئيس حزب التجمع: «الإخوان كاذبون».. وفشلوا فى تمرير مخطط تغيير الهوية عبر استراتيجية «التمكين»
النائب سيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع
قال النائب سيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع، إن «السيسى» أجهض مشروعاً إخوانياً للسيطرة على أراضى قناة السويس وتسليمها لشركة قطرية تحت ذريعة التنمية الاقتصادية، مضيفاً أن «الإخوان كاذبون» وفشلوا فى تمرير مخطط تغيير الهوية عبر خطة «التمكين».
وأكد «عبدالعال» لـ«الوطن» أن تنظيم الإخوان خطط لإلحاق أبناء أعضائه بكليات الشرطة والحربية وزرع أتباعه داخل الجهاز الإدارى وسعى لإحلال المحامين محل القضاة وهاجم الأزهر، مشيراً إلى أن الشعب قضى على أوهام «الجماعة» فى السيطرة على الدولة رغم حصولها على دعم غير مسبوق من المخابرات البريطانية والقطرية والتركية، وتابع: «كان هدفهم إنهاء وجود الدولة الوطنية لأنهم لا يعترفون بحدود الوطن»، وإلى نص الحوار:
هل سعى الإخوان لتغيير الهوية المصرية؟
- بالتأكيد، فهدفهم كان إنهاء وجود الدولة الوطنية، لأنهم لا يعترفون بحدود الوطن، ولا يعترفون بالشعب، من غير أعضاء الجماعة، فالشعب بالنسبة لهم أعضاء جماعة الإخوان، ويرون أن المسيحيين مجرد ضيوف، ويرفضون فكرة الدولة الوطنية، لكن الشعب يؤمن بأهمية وجود دولة وطنية لها حدود، ويدافع عن هذه الحدود، وأؤكد أن الإخوان أتوا بمشروع دولة الإخوان.
ما الأدوات التى حاولوا من خلالها تعزيز وجودهم فى أركان الدولة، والسيطرة على مفاصلها؟
- استولوا على حكم مصر، مدّعين أنهم وصلوا له بالأساليب الديمقراطية، لكن الحقيقة أنهم وصلوا بتخويف الناس، ونذكر جميعاً يوم إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، وميليشيات الإخوان محتشدة فى محافظات مصر، وبضعة آلاف فى ميدان التحرير، لفرض النتيجة بأن مرسى هو الفائز، ثم انقلبوا على الدستور، وأعدوا الإعلان الدستورى، واشتغلوا على خطة تمكين سريعة، تتمثل فى تعيين جماعة الإخوان فى أجهزة الحكم المحلى، والوزارات، ثم الإطاحة بقيادات الجيش، والمجلس العسكرى، مثل المشير طنطاوى، والفريق سامى عنان، وقيادة الأفرع فى القوات المسلحة، والضغط من أجل دخول الإخوان كليات الشرطة والحربية كطلبة، وتجهيز خريجى كلية الحقوق منهم، لإحلالهم محل القضاة، وساندهم فى تنفيذ خطتهم، الراعى الرسمى للإخوان (المخابرات البريطانية)، وأذرعها فى منطقة المخابرات القطرية والتركية.
"عبدالعال": "السيسى" أجهض مشروعهم للسيطرة على أراضى قناة السويس وتسليمها لشركة قطرية
ما نسبة نجاحهم فى خطة التمكين؟
- عينوا عدداً كبيراً منهم فى الجهاز الإدارى، ثم قاموا بحركة محافظين، وأتوا بمحافظين ينفذون لهم ما يريدون، مثلما جاءوا بشخص كان من قتلة السياح فى حادث الأقصر 97، لفرضه محافظاً للأقصر، لكن المواطنين اعتصموا أمام مبنى المحافظة ورفضوا ذلك، الإخوان نجحوا فقط فى التوظيف فى المؤسسات المدنية، والإطاحة بالنائب العام، وتعيين نائب عام مُوالٍ لهم، لكن فى النهاية أسقطهم الشعب.
هل نجحوا فى تغيير جزء من الهوية قبل الثورة؟
- بذلوا مجهوداً فى تغيير الهوية، ونجحوا فى ذلك جزئياً بسبب تواطؤ منظومات الفساد التى كانت موجودة فى الحزب الوطنى، وحاولوا نشر أفكارهم عبر سلسلة من المدارس، والمراكز التعليمية، والسيطرة على المستوصفات والمستشفيات الصغيرة فى المدن والريف، وقاموا بمحاولة تكفير المصريين، وفصل مصر عن تاريخها بتكفير الفراعنة، والتقليل من شأنهم، وهاجموا الأزهر، وقللوا من شأنه، للإعلاء من شأن دعوتهم، وناهضوا تعليم الأزهر، الذى يؤمن الشعب المصرى أنه من صحيح الدين، لقد قاموا بكل ذلك حتى قبل ثورة 25 يناير، واستمر إلى أن تبوأوا الحكم، حتى اكتشف الشعب أنهم كاذبون، وما كانوا يقولونه فى المساجد والزوايا والتليفزيون، لا يتمسكون به، وأطلوا على الشعب المصرى فى الفضائيات بخطاب دينى، وبعد الحكم جاءوا بخطاب مختلف، فرفضهم الشعب، ويكفى أن نذكر أنه فى عهدهم قال أحد قادة السلفيين على المسيحيين «من لا يعجبه يهاجر إلى كندا»، وهذا الخطاب يضر بعقل ووجدان الشعب المصرى؛ المسلمين قبل المسيحيين، لأن الشعب المصرى عاش على أن المواطن مصرى قبل كل شىء، لا يوجد فرق بين المسلمين والمسيحيين، حتى «مرسى» نفسه حينما كان رئيساً للجمهورية قال عقب حادث اختطاف ضباط الجيش أنه أمر باستعادة المخطوفين وأمر القوات المسلحة بالحفاظ على حياة الخاطفين والمخطوفين، وهذا دليل على أن رئيس الجمهورية كبير هؤلاء الخاطفين.
التنظيم خطط لإلحاق أبناء أعضائه بكليات الشرطة والحربية وزرع أتباعه داخل الجهاز الإدارى
كيف حاولوا تغيير الهوية الوطنية؟
- تبين للشعب أنهم سيقسمون مصر، بحرق الكنائس، وتقسيم الشعب قسمين، وحديثهم القوى عن اتفاقيات بشأن سيناء، ومحاولة تسليم جزء من سيناء تحت اسم منطقة اقتصادية، عبر قطر، وهذه التصرفات دفعت المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بقيادة وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى، حينها لإصدار قرار بأن شرق وغرب قناة السويس بعمق 40 كيلو من الجانبين أمن قومى، لا يقترب منه أحد، فأجهضوا مشروع الإخوان لتسليم الأرض حول القناة لشركة قطرية، باسم التنمية الاقتصادية، رغم أن حقيقة المشروع لم تكن كذلك، وظهروا أمام الشعب بأنهم يفرطون فى الأرض.
هل يعنى ذلك أن الهوية المصرية تغيرت؟
- لا، لم يعبث أحد بالهوية، لا الإخوان ولا غيرهم، ولا أى حاكم أو احتلال من الخارج، كل ما قلته كانت محاولات، مصر على مدار تاريخها يأتى لها جيوش احتلال ويستمرون سنوات طويلة، ومع ذلك هذا المحتل يرجع بلده، ولم يأخذ منه المصريون شيئاً، الهوية المصرية متماسكة، وفى التاريخ الحديث الهوية المصرية واضحة، نحن شعب يؤمن بأن وجوده على هذه الأرض مرتبط بوجود دولة وطنية مركزية قوية، وأن الفروق بين المواطنين لا تقوم على أساس دينى أو عرقى، وإنما على أساس الجهد والعمل، لقد نجحوا شكلياً، لكن الهوية ثابتة، ومدنية الدولة قائمة فى نفوس الشعب وقيمه، والشعب تحرك وثار فى 30 يونيو حفاظاً على هويته.