الشهيد «المنسى»
رحل الجسد وبقيت ذِكراه فى قلبها، لم يغِب عنها يوماً، ولم يتوقف لسانها عن الدعاء له، والحديث عن سيرته الطيبة، فاليوم يوافق الذكرى الثانية لاستشهاد العقيد أحمد المنسى، قائد كتيبة 103 صاعقة، الذى استشهد فى هجوم إرهابى بشمال سيناء عام 2017، فيما عُرف بمعركة «البرث».
«لولا أنت ما كنا هنا» جملة تعبيرية وضعت تحت صورة المنسى وشهداء مصر، اللافتة التى رأتها منار سليم، زوجة الشهيد «المنسى» بين أيدى الشعب المصرى، التى رفعها فى مناسبات مختلفة لعل آخرها المباريات التى خاضها المنتخب الوطنى فى بطولة كأس الأمم الأفريقية التى تجرى حالياً على أرض المحروسة: «الشعب المصرى بيرد الجميل.. ودايماً فاكر المنسى وشهداءنا الذين ضحوا بحياتهم عشان إحنا نعيش».
تقول «منار»، لـ«الوطن»، إن زوجها موجود فى أحاديث الناس التى تروى بطولاته وفدائيته: «ذكرى أحمد بتتجدد كل يوم مع كل حاجة حلوة بتحصل فى البلد».
انتقال الزوجة للعمل فى هيئة قناة السويس للتأمين بمدينة الإسماعيلية باعد بينها وبين زياراتها المستمرة لقبر زوجها الشهيد، لكن دعاءها له لم يتوقف، واليوم هو يوم عز وفخر وكرامة، يكتمل بعيد ميلاد ابنهما «على»، حيث يُكمل عامه الرابع، فيوم استشهاد «المنسى» يوافق عيد ميلاد «على»، وتضيف: «الحدثين ما يختلفوش عن بعض».
رحل «المنسى» لكن روحه ما زالت متجسدة فى أولاده الثلاثة، وتحديداً الابن الأكبر «حمزة»، هو «صورة طِبق الأصل من أبيه»، بحسب ما قالته «منار»، وواصلت: «كأنى شايفة المنسى، بيتصرف بنفس طريقته وبيحب نفس الأكل بتاعه، وهو فخور بوالده ودايماً بيقلده».
«على» الذى لم تجمعه مواقف كثيرة مع والده الشهيد، يقف أمام صورته ويتحدث له وكأنه ما زال موجوداً: «على بيقف قدام صورته وبيفضل يحكى للشهيد عن أى حاجة بتضايقه أو تفرحه».
ووجدت «منار» دعماً غير مسبوق من الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى وصفته بالقائد الشجاع، والقوى، واليد الطيبة الحنونة على أسر الشهداء، وكذلك قادة الشهيد «المنسى»، والفريق مهاب مميش، الذى أمر بتعيينها فى هيئة قناة السويس، العام الماضى، حين رآها أثناء تحضيرات افتتاح كوبرى الشهيد المنسى بالإسماعيلية: «دايماً بيسأل علينا، وبيقول لى: أولاد المنسى أحفادى».
تعليقات الفيسبوك