كيف يؤثر اجتماع الهيئة الدولية للطاقة الذرية الطارئ على إيران؟
خبراء: مؤشر خطير.. وطهران في موقف محرج
الوكالة الدولية للطاقة الذرية
اجتماع طارئ لمجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية، مقررا انعقاده بمقر الوكالة بالعاصمة النمساوية فيينا، لمناقشة عملية التحقق ورصد النشاط النووي في إيران، في ضوء قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 لعام 2015.
الاجتماع الذي دعت له الولايات المتحدة الأمريكية، يعد إحدى الخطوات المهمة في مسار ملف الطاقة النووي الإيراني، إذ يعقد بعد تجاوز إيران النسب المسموح بها في تخصيب اليورانيوم ردا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع في عام 2015 وفشل الاتحاد الأوروبي وبقية القوى الدولية في إنقاذ الاتفاق.
وقال الدكتور هشام البقلي، خبير بالشأن الإيراني، إن الاجتماع يأتي ضمن دعوة واشنطن للوكالة لبحث الموقف الإيراني بعد إعلان إيران تجاوز نسبة التخصيب، وتلويح الرئيس الإيراني حسن روحاني بإعادة تشغيل مفاعل "أراك" الذي يعمل بالماء الثقيل، ما يعد إشارة ضمنية لتحدي المجتمع الدولي.
وأضاف البقلي لـ"الوطن"، أن الاجتماع يأتي استمرارا للحشد الدولي ضد إيران، الذي تمارسه الولايات المتحدة، موضحا أن أمريكا لا تريد أن يكون الصراع أمريكي - إيراني أو عربي - إيراني إنما يكون تحرك دولي عام، وهو ما تسعى له أمريكا من خلال استغلال كل موقف متاح.
الأوروبيون في وضع حرج
وأوضح أن خروج إيران من الاتفاق النووي وضع الأوربيون في موقف محرج، وعضد موقف الولايات المتحدة، "لهذا من المتوقع أن يعمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على القرارات التي ستصدر عن الاجتماع بشكل جيد"، علاوة على أنه يعزز رغبة واشنطن في عمل تحالف عسكري دولي لحماية الملاحة في منطقة الخليج.
وأشار إلى أن أمريكا أمامها الكثير لكسب التأييد العالمي، لأن روسيا والصين لا تزالان على تحالف قوي مع إيران، خاصة في ظل وجود استفادة متبادلة بين الأطراف، أما الموقف الأوروبي وخصوصا الدول الثلاث الموقعة على اتفاقية "لوزان" أصبح متباين بين رفض ومحاولات وساطة، مشيرا إلى أن فرنسا تحاول لعب دور الوسيط، حيث يجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالات هاتفية مع نظيره الإيراني، ويبدو أن بريطانيا انقلبت جزئيا نظرا لأن التصريحات البريطانية تتباين بين شديدة اللهجة ومعتدلة، أما ألمانيا فتحتفظ بـ"تمسك العصا من المنتصف".
الاجتماع يأتي في سياق متوتر للغاية
يقول الدكتور هاني سليمان، خبير في الشأن الإيراني، إن الاجتماع يأتي في سياق متوتر للغاية في ظل إصرار طهران على تحد المجتمع الدولي والضرب بقراراته "عرض الحائط"، وتنصلها من التزاماتها وانتهاك بنود تخصيب اليورانيم، وهو ما دفع الوكالة الدولية للطاقة الدولية، بعقد اجتماع طارئ لمناقشة الأزمة.
وأكد سليمان لـ"الوطن"، أن تلك الخطوة تعد مؤشرا خطيرا، إذ من الممكن أن تجد إيران نفسها في وضع إدانة، لوجود رصيد من المخالفات وتحد الاتفاق، حيث قاربت نسبة تخصيب اليورانيوم 5.5 في الوقت الذي يحدد الاتفاق 3.5، مؤكدا أن التقرير سيكون له تأثير على مسار الأزمة.
أهمية اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الطارئ
وأشار إلى أن انعقاد اجتماع بشكل طارئ للوكالة الدولية للطاقة الذرية هو مؤشر خطير، يدل على عمق الأزمة الحالية، حيث أنها جهة دولية معنية بمراقبة وتنظيم الأنشطة النووية السلمية ومنوط بها مراقبة هذا الأمر، ما يجعل يكون قراراها بمثابة تقارير ملزمة.
وأوضح الخبير بالشأن الإيراني، أن للوكالة دورا قويا على المستويين العالمي والسياسي، ما يجعل طهران في موقف حرج حال إثبات زيادة نسبة التخصيب، مشيرا إلى أن للوكالة جزاءات وإجراءت وتوصيات لمجلس الأمن، متوقعا أن يكون هناك تصعيدا نسبيا ضد إيران.